الموضوع: يحكى أن
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-08, 12:52 AM   #16
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: يحكى أن




اهلا بكم ونتابع

يحكى أن

المشورة والنصيحة

أراد قاض تزويج ابنته فاستشار جاره المجوسي بذلك!



يُحْكَي أنَ أحد القضاة أراد أن يزوج ابنته, فاستشار جاراً له مجوسياً, فقال المجوسي: سبحان الله, الناس يستفتونك وأنت تستفتيني. قال: لا بد أن تشير علي. قال: ان رئيس الفرس كسرى كان يختار المال, ورئيس الروم قيصر كان يختار الجمال, ورئيس العرب كان يختار الحسب, ورئيسكم محمد كان يختار الدين, فانظر لنفسك بمن تقتدي.

ويحكى أنه قبل معركة بدر, استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج للقتال فشجعوه, حتى ان المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله, انا لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون, ولكن امض ونحن معك. فانشرح صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأمرهم بالخروج للقتال.. وفي الطريق الى مكان المعركة, نزل الجيش في مكان قريب من بئر بدر, فقال الحُباب بن المنذر -رضي الله عنه-: يا رسول الله, أهذا منزل أَنْزَلَكَهُ الله, فليس لنا أن نتقدم عنه ولا نتأخر, أم هو الرأي والحرب والمكيدة? فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة).. فقال الحباب: يا رسول الله, فان هذا ليس بمنزل. وأشار الحباب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعسكر الجيش عند بئر بدر, فيشرب منه المسلمون ويمنعوا منه الكفار, فرضي النبي صلى الله عليه وسلم برأيه وعمل به.

وبعد أن انتهت المعركة, وانتصر المسلمون انتصارًا رائعًا, ووقع في الأسر سبعون رجلا من المشركين, طلب النبي صلى الله عليه وسلم مشورة أصحابه, فيم يصنع بهؤلاء الأسرى? فكان رأي أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يعفو عنهم ويطلب منهم الفداء.. وكان رأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن تُضرب أعناقهم ويقَتَلُوا, فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم رأي أبي بكر الصديق.

ويحكي القرآن أن بلقيس ملكة سبأ في عهد نبي الله سليمان -عليه السلام- كانت معروفة عند قومها بالعقل والحكمة, وكان قومها يعبدون الشمس من دون الله, فَبَعث اليها نبي الله سليمان -عليه السلام- رسالة يدعوها فيها الى الايمان بالله الواحد الذي لا شريك له, فقالت بلقيس لقومها: }يا أيها الملأ اني ألقي الي كتاب كريم, انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم, ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين, قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون{. وهكذا طلبت ملكة سبأ مشورة قومها, ثم ذهبت الى نبي الله سليمان, فشرح الله صدرها للاسلام.

قيل: من أعطي أربعاً لم يمنع أربعاً. من أعطي الشكر لم يمنع المزيد, ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول, ومن أعطي الاستخارة لم يمنع الخيرة, ومن أعطي المشورة لم يمنع الصواب.

ويحكى أن رجلاً من أهل يثرب يعرف بالأسلمي قال: ركبني دين أثقل كاهلي, وطالبني به مستحقوه, واشتدت حاجتي الى ما لا بد منه, وضاقت علي الأرض, ولم أهتد الى ما أصنع, فشاورت من أثق به من ذوي المودة والرأي, فأشار علي بقصد المهلب بن أبي صفرة بالعراق, فقلت له: تمنعني المشقة وبعد الشقة وتيه المهلب, ثم اني عدلت عن ذلك المشير الى استشارة غيره, فلا والله ما زادني على ما ذكره الصديق الأول, فرأيت أن قبول المشورة خير من مخالفتها, فركبت ناقتي وصحبت رفقة في الطريق, وقصدت العراق, فلما وصلت دخلت على المهلب, فسلمت عليه وقلت له: أصلح الله الأمير اني قطعت اليك الدهنا, وضربت أكباد الابل من يثرب, فانه أشار علي بعض ذوي الحجى والرأي بقصدك لقضاء حاجتي, فقال: هل أتيتنا بوسيلة أو بقرابة وعشيرة, فقلت: لا. ولكني رأيتك أهلاً لقضاء حاجتي, فان قمت بها فأهل لذلك أنت, وان يحل دونها حائل لم أذم يومك, ولم أيأس من غمك, فقال المهلب لحاجبه: اذهب به وادفع اليه ما في خزانة مالنا الساعة, فأخذني معه, فوجدت في خزانته ثمانين ألف درهم, فدفعها الي, فلما رأيت ذلك لم أملك نفسي فرحاً وسروراً, ثم عاد الحاجب به اليه مسرعاً, فقال: هل ما وصلك يقوم بقضاء حاجتك? فقلت: نعم أيها الأمير وزيادة, فقال: الحمد لله على نُجْح سعيك, واجتنائك جني مشورتك, وتحقق ظن من أشار عليك بقصدنا, قال الأسلمي: فلما سمعت كلامه وقد أحرزت صلته أنشدته وأنا واقف بين يديه:

يا من على الجود صاغ الله راحته

فليس يحسن غير البذل والجود

عمت عطاياك أهل الأرض قاطبة

فأنت والجود منحوتان من عود

من استشار فباب النُجْح منفتح

لديه ما ابتغاه غير مردود

ثم عدت الى المدينة فقضيت ديني, ووسعت على أهلي, وجازيت المشيرين, وعاهدت الله تعالى ألا أترك الاستشارة في جميع أموري ما عشت.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم المشاورة لأصحابه في كل أمر يقدم عليه ما لم ينزل فيه قرآن, فاذا كان هناك وحي من الله طبقه الرسول صلى الله عليه وسلم دون تأخير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد أمرًا, فشاور فيه امرأ مسلمًا وفقه الله لأرشد أموره). وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: ما رَأَيْتُ أحدًا قَطُ كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل: اذا استخار الرجل ربه واستشار صحبه وأجهد رأيه فقد قضي ما عليه, ويقضي الله تعالى في أمره ما يحب. انتهى ولنا لقاء باذن الله تعالى



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس