رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,779
عدد النقاط : 263
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
|
 |
|
رد: يحكى أن
اهلا بكم
وعد8
اثير الصمت
مع الشكر للمتابعة
ونتابع
يحكى أن
الكنز أغوى الأصدقاء الثلاثة فقتلوا بعضهم غدراً.. وبقي الكنز
يُحْكَى أنَ داود الطائي أصابته فاقة كبيرة, فجاءه حماد بن أبي حنيفة رضي الله عنه بأربعمائة درهم من تركة أبيه وقال: هي من مال رجل ما أقدم عليه أحد في زهده وورعه وطيب كسبه, فقال: لو كنت أقبل من أحد شيئاً لقبلتها; تعظيماً للميت, وإكراماً للحي, ولكني أحب أن أعيش في عز القناعة.
ويحكى أن ثلاثة رجال ساروا في طريق فعثروا على كنز, واتفقوا على تقسيمه بينهم بالتساوي, وقبل أن يقوموا بذلك أحسوا بالجوع الشديد, فأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليحضر لهم طعامًا, وتواصوا بالكتمان, حتى لا يطمع فيه غيرهم, وفي أثناء ذهاب الرجل لإحضار الطعام حدثته نفسه بالتخلص من صاحبيه, وينفرد هو بالكنز وحده, فاشترى سمًا ووضعه في الطعام, وفي الوقت نفسه, اتفق صاحباه على قتله عند عودته; ليقتسما الكنز فيما بينهما فقط, ولما عاد الرجل بالطعام المسموم قتله صاحباه, ثم جلسا يأكلان الطعام; فماتا من أثر السم.
درس
ويحكى أن عبد الله بن مرزوق, وكان من ندماء المهدي, سكر يوماً ففاتته الصلاة, فجاءته جارية له بجمرة, فوضعتها على رجله, فانتبه مذعوراً فقالت له: إذا لم تصبر على نار الدنيا, فكيف تصبر على نار الآخرة. فقام فصلى الصلوات, وتصدق بما يملكه.. وذهب يبيع البقل, فدخل عليه فضيل وابن عيينة, فإذا تحت رأسه لبنة وما تحت جنبه شيء, فقالا له: إنه لم يدع أحد شيئاً إلا عوضه الله منه بديلاً, فما عوضك عما تركت له? قال: الرضا بما أنا فيه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القناعة مال لا ينفد" . وقيل: يا رسول الله ما القناعة? قال: " لا بأس مما في أيدي الناس وإياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر ".
ذهب الصحابي الجليل حكيم بن حزام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أن يعطيه من الأموال, فأعطاه. ثم سأله مرة ثانية, فأعطاه. ثم سأله مرة ثالثة, فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال له مُعلِمًا: يا حكيم, إن هذا المال خَضِرٌ حلو (أي أن الإنسان يميل إلى المال كما يميل إلى الفاكهة الحلوة اللذيذة), فمن أخذه بسخاوة نفس (بغير سؤال ولا طمع) بورك له فيه, ومن أخذه بإشراف نفس لم يبَارَكْ له فيه, وكان كالذي يأكل ولا يشبع, واليد العليا (التي تعطي) خير من اليد السفلى (التي تأخذ).. فعاهد حكيم النبي صلى الله عليه وسلم ألا يأخذ شيئًا من أحد أبدًا حتى يفارق الدنيا. فكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يطلبه ليعطيه نصيبه من المال, فيرفض أن يقبل منه شيئًا, وعندما تولى عمر -رضي الله عنه- الخلافة دعاه ليعطيه فرفض حكيم, فقال عمر: يا معشر المسلمين, أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء (الغنيمة), فيأبى أن يقبله.
كان سلمان الفارسي -رضي الله عنه- واليا على إحدى المدن, وكان راتبه خمسة آلاف درهم يتصدق بها جميعًا, وكان يشتري خوصًا بدرهم, فيصنع به آنية فيبيعها بثلاثة دراهم; فيتصدق بدرهم, ويشتري طعامًا لأهله بدرهم, ودرهم يبقيه ليشتري به خوصًا جديدًا.
قال عيسى عليه السلام: اتخذوا البيوت منازل, والمساجد مساكن, وكلوا من بقل البرية, واشربوا من الماء القراح, واخرجوا من الدنيا بسلام.
قال عبد الواحد بن زيد: ما أحسب أن شيئاً من الأعمال يتقدم الصبر إلا الرضا, ولا أعلم درجة أرفع من الرضا وهو رأس المحبة, قيل له: متى يكون العبد راضياً عن ربه? قال: إذا سرته المصيبة كما تسره النعمة.
وكان عيسى عليه السلام يقول: " الشمس في الشتاء جلالي, ونور القمر سرجي, وبقل البرية فاكهتي, وشعر الغنم لباسي, أبيت حيث يدركني الليل ليس لي ولد يموت, ولا بيت يخرب, أنا الذي كببت الدنيا على وجهها. وقال أيضا: انظروا إلى الطير تغدو وتروح ليس معها شيء من أرزاقها, لا تحرث, ولا تحصد, والله يرزقها, فإن زعمتم أنكم أكبر بطوناً من الطير, فهذه الوحوش والبقر والحمر لا تحرث ولا تحصد والله يرزقها.
قيل: أوحى الله تعالى إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه: أتدري لم رزقت الأحمق? قال: لا يا رب. قال: ليعلم العاقل أن طلب الرزق ليس بالاحتيال.
دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه المسجد وقال لرجل كان واقفاً على باب المسجد أمسك علي بغلتي, فأخذ الرجل لجامها, ومضى وترك البغلة, فخرج علي وفي يده درهمان ليكافئ بها الرجل على إمساكه بغلته فوجد البغلة واقفة بغير لجام, فركبها ومضى, ودفع لغلامه درهمين يشتري بهما لجاماً, فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين فقال علي رضي الله عنه: " إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر ولا يزداد على ما قدر له.
صلى معروف الكرخي خلف إمام, فلما فرغ من صلاته قال الإمام لمعروف: من أين تأكل? قال: اصبر حتى أعيد صلاتي التي صليتها خلفك. قال: ولم? قال: لأن من شك في رزقه شك في خالقه.
وفي الحديث القدسي: (يابن آدم تفرغْ لعبادتي أملأ صدرك غِنًى, وأَسُدَ فقرك. وإن لم تفعل, ملأتُ صدرك شُغْلا, ولم أسُدَ فقرك). انتهى
ولنا لقاء باذن الله تعالى ودمتم
|