عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-08, 10:30 PM   #1
 
الصورة الرمزية خادمة الإسلام

خادمة الإسلام
عضوية جديدة

رقم العضوية : 11474
تاريخ التسجيل : Aug 2008
عدد المشاركات : 15
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ خادمة الإسلام
توضيح مع الحبيب الغالي ..في آخر أيامه


آخـــــــــر يوم ضحك فيه الحبيب قبل وفاته صلى الله عليه و سلم


أربعة أيام قبل غروب الشمس المحمدية ...

اشتد الوجع بالحبيب حتى لم يعد قادرا على إمامة الناس في الصلاة

" مروا أبا بكر فليصل بالناس " ...

و يمر يومان ، فيجد الحبيب في نفسه شيئا من الخفة ...

فيسرع إلى مهوى فؤاده و قرة عينه .. إلى الصلاة

خرج الحبيب بين رجلين يعينانه لصلاة الظهر ...

و هو الطود الشامخ الذي كان إذا مشى فكأنما ينحدر من عل (بفتح العين) لسرعة خطوه صلى الله عليه وسلم

هم الصديق أن يتأخر للحبيب

فأشار إليه أن الزم مكانك

و جلس

نعم ، جلس النبي الحبيب المصطفى الذي كانت قدماه تتفطر من كثرة وقوفه مصليا

و لصدره أزيز كأزيز المرجل

و هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر

فابى إلا أن يكون عبدا شكورا

يا حبيبي يا أكمل الخلق و سيدهم و أعظمهم

جلس إلى يسار أبي بكر ، فكان الصديق يقتدي بصلاة الحبيب و يسمع الناس التكبير
[/color]_________________

قبل يوم من الرحيل ..

بينما المسلمون في صلاة الفجر ...

امتدت يد كريمة ...

يد طالما و سعت أكف العبيد و اليتامى و الأرامل

بل حتى البهائم تمسح عليهم و تواسيهم

امتدت يده الشريفة صلى الله عليه و سلم لتزيح ستر حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

و ابتسم ...

ابتسم الثغر الوضيء و استنار الوحه الشريف لكأنه قطعة قمر

قد بلغ الرسالة .. و أدى الأمانة

ابتسم لتلك الجموع ... ألوان شتى و قبائل متفرقة و أنساب متباعدة و مواطن مختلفة

و حدهم دين لو نزعت أرواحهم من بين ثناياهم ما تزحزحوا عنه قيد أنملة

أشداء على الكفار و أعداء الله و الرسول

رحماء بينهم كالأخوة بل أكثر
____________

ابتسم الحبيب

ابتسامة مشرقة في خفوت

كأنما جاءت على استحياء

لتخط خطوطها في وجه بدا في أحلك ساعات المرض

كبدر شاحب يودع آخر أيامه

و أطلت من عينينه الكريمتين

عيناه التي أرهقهما كثرة السهاد و البكاء

تارة من خشية الله

و أخرى رحمة بأمته و خوفا عليهم

أطلت تلك النظرة ، نظرة الرضا و الحب و الإشفاق و الشوق ...

قد رضي عن أصحابه و رضوا عنه
و رضي عن ربه و رضي الله عنه و هو المرضي عنه عليه الصلاة و السلام

و أشفق عليهم مما يلاقونه بعده من فتن

و اشتاق ... لنا

حتى آخر لحظاته .. كنا نشغل تفكيره

" وددت أن لو رأينا إخواننا ... "
"اولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ "
" لا أنتم أصحابي و إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني

____________

و هم المؤمنون أن يفتنوا في صلاتهم فرحا بالحبيب
فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم

و غاضت الابتسامة شيئا فشيئا ...

و أرخى الحبيب الستر ...

و لم يرفعه مرة أخرى ...

لعمري لو كان الستر إنسا لبكى حنينا ليد الحبيب

كما حن إليه الجذع الذي كان يخطب مستندا إليه

و عاد الحبيب إلى داخل الحجرة ...

و على استحياء و ألم

و بين دموع و زفرات

نتبع الحبيب

لنشهد معه آخـــــــــــــــــــر السويعات في حياته العظيمة
___________________

بدأت ساعات الاحتضار

فأسندته عائشة رضي الله عنها إليها

و بين يديه إناء فيه ماء

فجعل يدخل يده الشرفة في الماء فيمسح بها

يا ليتني كنت ذاك الماء

يا ليتني كنت ذلك الإناء

جعل الحبيب يمسح الوجه الشاحب الذي يتفصد عرقا كحبات اللؤلؤ المنثور

و جعل يرد " لا إلـــــــه إلا الله .. إن للموت سكرات "

يا حبيبي يا رسول الله

يا حبيبي يا حبيب الله

و يرددها بصوت ضعيف

الصوت الذي لطالما أطلقه عاليا ليجلجل في أسماع الكفار و المشركين

أنــــــــا النـــــــــــبي لا كـــــــذب
أنــــــــا ابـــــــــــن عبــد المــطــلب

و الله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته ، حتى يظهره الله أو أهلك دونه

صلى الله عليك و سلم يا حبيب القلوب و مهوى الأفئدة
___________________

و حانت لحظة الوداع

و آن للجسد المكدود أن يستريح

و شخص بصر الحبيب نحو السقف

و تحركت شفتاه

" مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، اللهم اغفر لي و ارحمني ، و ألحقني بالرفيق الأعلى "

و رفع يديه الشريفتين

" بل الرفيق الأعلى "

" بل الرفيق الأعلى "

" بــــ..ـــل

الـ... رفيـ..ق

الـ..أ..علـ..ى..."

و خفت الصوت

و توقفت الأنفاس اللاهثة

و مالت اليدان

و انحنى الرأس

و فاضت الروح الطاهرة

عادت إلى حيث مستقرها



"يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية "


و علا النحيب

و دوت الصيحة ..........

و كانت الصدمة ....



(( يتبع ))


[center]الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

و صلي اللهم و بارك وسلم على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين


نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، فإن ابتغينا العزة في غيره ، أذلنا الله


التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 04-12-21 الساعة 07:43 PM
خادمة الإسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس