القدس مدينة الصلاة .. حيث إليها ترحل عيوننا كل يوم ، ليس فقط لنتبارك وننعم بسكينة الطهر والإيمان ، بل لتتمزق قلوبنا وتتقطع أوصالنا في دواخلنا حزنا عليها ، وهلعا على ما أصاب المسلمين بها من قتل وطعن وخراب ، الدماء تنزف والجراح تتوالى والرصاص يصبح مطرا ساما يسرق الرجال والشباب والطفولة أغلى ما لديها .. " الروح " ..
الأمهات الثكالى والزوجات اللاتي يغتالهن الترمل ، والآباء الذين يحملون أجساد أعز الناس ولا يملكون شيئا أمام الموت الذي يمطرهم به جنود اسرائيل .. أما باقي المشهد العربي فمخز ٍ ومظلم ٍ وقميء .. لا أحد يشارك هؤلاء الرجال بطولاتهم و لو بالشجب أو بالمساندة .. حتى الكلمات تجمدت في أفواه الساسة المراوغون في سوق السياسة ، فلم تعد تخرج أو تعبر عن موقف نحن أحوج ما نكون إليه .. حتى التصريحات الفاقدة المضمون لم تعد تخرج .. كأن المشهد الدامي لا يعنينا ولا ننتمي إليه ! ترى هل هذه هي علامات الساعة ؟ حيث يدنس المسجد الأقصى بأقدام الإرهاب و العنف و العهر ، و نحن نقف هكذا صامتين نتابع من وراء شاشات التلفزيون وكأننا نتابع أحداث فيلم من أفلام " الآكشن " ، ( الحركة ) التي يخرجها الغرب و يصدرها إلينا لنتلهى بها .. لا أعرف ماذا يجري ؟ ! ..
يا للعجب و يا حرّ قلباه ....
التفريط بأي شبر من فلسطين...
هو تفريط بوقف إسلامي ...
لا يخص الفلسطينيين وحدهم...
فما بالنا و عيون الصهاينة على القدس الشريف ...
مسرى رسول الله و زهرة المدائن ؟ !!