عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-08, 12:07 AM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
أرباح الشركات وثروات المجتمع


1.

أرباح الشركات وثروات المجتمع
***************
عندما تحقق الشركات الأجنبية أرباحا في أي مجتمع يكون هذا دليلا
على تقدم المجتمع وزيادة الرصيد التراكمي لثروة هذا المجتمع ,
حيث يعنى هذا ما يلي :

1- إن الدخل القومي يزيد وبالتالي ينعكس ذلك على الدخول الفردية لأفراد المجتمع
2- أن فرص الاستثمار الداخلي والخارجي متوفرة مما يعنى مزيد من الاستثمارات
الداخلية ومزيدا من جذب الاستثمارات الخارجية وبالتالي توفير فرص عماله اكبر ومزيدا من التصدير لتلك الشركات
3- زيادة الحركة في سوق المال والبورصة مما يعنى مزيدا من الربحية لحملة الأسهم الذين هم في نفس الوقت أفراد المجتمع , وهذا يجعل الأفراد تخشى على تلك الشركات وتعمل بكل ما تملك من مجهود وقوى لزيادة تقدم تلك الشركات
4- مزيدا من الضرائب المدفوعة مقابل تلك الأرباح وبالتالي توسع المجتمع في الخدمات العامة سواء في التعليم أو الصحة أو المرافق وغيرها من الخدمات المقدمة من الدولة إلى أفراد المجتمع
5- زيادة فرص التدريب لأفراد المجتمع بما توفره تلك المؤسسات من تدريب لأفرادها مما يكون له انعكاس فى الدخل عن طريق تصدير هذه العمالة الماهرة المدربة إلى الدول الأخرى مما يزيد من ثروة المجتمع
6- سيطرت تلك الدول ( من خلال شركاتها العابرة للقارات )) فى اقتصاديات الدول الأخرى التي تصدر لها العمالة والخبراء
7- المزيد من أنتاج التكنولوجيا والسلع التي تخلق رفاهية للمجتمع وتحسن من أوضاع افرداه .
8- خلق قوى اقتصادية تستطيع أن يكون لها تأثير سياسي يأخذ في الاعتبار عند سن القوانين .


هذا ما يحدث في الدول الغربية في زيادة الرصيد التراكمي لثروات المجتمع نتيجة
ثبات القوانين ووضوحها ونتيجة عدالة الضريبة والمساواة بين جميع الشركات
وكذلك شعور المجتمع بان أرباح تلك الشركات لها مردود مباشر على إثراء المجتمع
وهذا ما يعرف بالوعي الاقتصادي والثقافة الاقتصادية للمجتمعات .



وعلى النقيض تماما يحدث في مجتمعاتنا الشرقية عندما نجد منشأة أو شركة تحقق أرباحا نسارع باتهامها أنها تنهب المجتمع من اجل حفنة من رجال الأعمال وتسرق ناتجة القومى وتهرب كما يهرب الذئب بالشاة المسروقه .!!!
وان تلك الشركات طالما إنها تكسب كان يجب عليها أن تخفض من أسعارها

( متناسين هنا إن تخفيض الأرباح قد يؤدى إلى خروج شركات من سوق المنافسة نتيجة عدم قدرتها على تحمل الخسائر التي قد تلحق بها نتيجة تخفيض الشركات الأخرى لأسعارها لعدم قدرة تلك الشركات على المنافسة ولارتفاع تكلفة إنتاجها وبالتالي في حالة خروج تلك الشركات من السوق سيؤدى الأمر إلى وضع احتكاري
تنفرد فيه تلك الشركات التي قامت بتخفيض أسعارها بامتلاك السوق والتحكم في الأسعار طبقا لما تشاء ))
ويجب عليها ان تقوم بتوزيع تلك الأرباح على العاملين وان تلك الشركات تنهب ثروات المجتمع .


وهذه هي ثقافة المجتمعات العربية عن الاستثمار ورجال الأعمال , فكيف نغير تلك الثقافة .


1- يمكن لتلك الشركات أن تقوم بتخصيص جزء من أرباحها لعمل برامج تدريبية للمجتمع لخلق عمالة ماهرة ومدربة وأيضا يمكن فتح جامعات ومدارس تساهم في تعليم أبناء المجتمع وخلق طبقة من العاملين المؤهلين تأهيل جيد لسوق العمل
ويمكن أيضا ربط هذه الجامعات والمدارس باحتياجات تلك المصانع او الشركات
أو طبقا لحاجة المجتمع من التخصصات المختلفة
2- يجب أن تضطلع تلك الشركات بدورها الاجتماعي نحو المجتمع بإنشاء الجمعيات الأهلية التي تقدم خدمات للمجتمع وأفراده
3- أن تقوم تلك الشركات بتحسين البيئة للمجتمع سواء بمنع التلوث أو بنشر الخضرة والزراعة
4- ويمكن دفع هذه الشركات إلى هذا الدور عن طريق الحوافز الضريبية بتخفيض قيمة الضرائب بمقدار ما تقوم به تلك الشركات من دور اجتماعي , ويمكن أن يكون هذا التخفيض الضريبي لعدد من السنوات ولتكن عشرون سنه حتى يصبح سلوك هذه الشركات عرفا سائدا لا يمكن ان تتخلى عنه الشركات وألا تعرضت إلى الازدراء من المجتمع كله وتصبح منبوذة لدى أفراد الشعب
5- تقوم الدولة بتحويل الدعم العيني الذي ينفق على السلع لشراء أسهم لصالح الشعب وتوزع عليهم وبالتالي يصبح الشعب شريك فى تلك الشركات ويمكنه
ويمكنه مراقبتها , وأيضا تزداد حركة تداول الأسهم والبيع والشراء ويتوفر دخل جديد لأفراد المجتمع من خلال مساهمته في تلك الشركات , وأيضا سيترتب على
على حصول أفراد المجتمع على هذه الأسهم التوسع في الاستثمارات والإنتاج مما يؤدى إلى انخفاض الأسعار نتيجة زيادة الإنتاج , وأيضا زيادة التصدير وتوافر فرص عمل أفضل لأفراد المجتمع .
6- كما يجب أن يكون مفهوم الربحية له وضوح لدى المجتمع بان تلك الربحية يستقطع منها جزء كأرباح محتجزة تعين تلك الشركات في حال خسارتها في المستقبل أو في التوسع في النشاط في السنوات القادمة .
7- كما يجب تغيير مفاهيم بعض الشركات عن معنى الربحية فهي ليست مجرد امتصاص دماء أفراد المجتمع من اجل الكسب فقط , ويحضُرني هنا قصة رواها لى احد أساتذتي يقول الرجل (( كان لنا بقرة فى الريف وقد وهبنا ما تنتجه من لبن وخلافة لكل سائل او محتاج ولم نكن نمنع احدا من ذلك وقد كانت هذه البقرة تنهال عليها الدعوات بالبركة والحفظ وكانت تلقى الرعاية فى عدوها ورواحها
لان الجميع يعلم ان له نصيب ورزقا من هذه البقرة فقد كانت غلاوة هذه البقرة ترتقي الى مصاف غلاوة الأبناء لدى كل من ينتفع بها , وقد كان هذا التصرف دافعا لآخرين أن يخطوا نفس النهج )) فعندما يعلم الفرد ان هناك منفعة ستعود عليه لاشك في انه سيعمل جاهدا على الحفاظ والرعاية لذلك المصدر بل سيحاول ان يجود فيه .

8- كما يجب تغيير سلوكيات بعض الأغنياء والتي تتسم بالسفه والغفلة وقد سمعنا عن ذلك الكثير والكثير من بعض سفهاء رجال الأعمال العرب من أفراح واحتفالات وأنفاق على نساء وصالات قمار وقصور وسيارات تثير الشعب وتزيد من حقده على تلك الفئة وتسئ إلى باقي العقلاء من رجال الأعمال
9- كما يجب أن يكون واضح في أذهان رجال الأعمال أن الضريبة التي يدفعها هي حق للمجتمع وسعود عليه بالنفع وفى نفس الوقت يجب أن تكون هذه الضريبة عادلة ولا تلتهم مجهود وعرق تلك الشركات حتى تشعر أن الدولة تتقاسم معها ربحها من خلال ما تفرضه من ضرائب باهظة ومجنونة عليهم .

وهنا نصل إلى ثقافة راقية لأفراد المجتمع عن الاستثمار ومفهوم أفضل لربحية الشركات لدى أفراد المجتمع ولدى الشركات من خلال وضوح دور كل منهما .

أحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــد المصـــــــــــــــــــــرى


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس