عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-08, 10:14 AM   #25
 
الصورة الرمزية محمودالكبيسي

محمودالكبيسي
العضوية الفضية

رقم العضوية : 5228
تاريخ التسجيل : Aug 2006
عدد المشاركات : 633
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ محمودالكبيسي
رد: الحمد لله الذى جعل فى امتى نظير يوسف الصديق..موضوع متجدد..!!


العاشقان توبة وليلى


تعد قصة توبة وليلى الأخيلية واحدة من مجموعة كبيرة من قصص


الحب التي عرفتها كتب العشاق من الشعراء، فهل الحب هو الذي يجعل الإنسان شاعر، أم أن الشعراء هم الذين يولعون بالعشق والحب أكثر من غيرهم، أم لأنهم هم أكثر الناس قدرة على التعبير فيصيغوا من مشاعرهم أجمل البيوت الشعرية، وينسجون منها أروع القصائد.


وبالرجوع مرة أخرى لقصص العشق عند الشعراء نجد قصة توبة بن الحمير الخفاجي وهو أحد شعراء العصر الأموي والذي هام حباً بليلي الأخيلية أو ليلي بنت عبد الله بن الرحال، والتي كانت بدورها واحدة من الشاعرات المتميزات في عصرها ويقال عنها أنها لا يتقدمها في الشعر من النساء سوى الخنساء.


عشق توبة ليلي وبادلته هي هذا العشق فكان يعرف توبة بالشجاعة والأخلاق الكريمة، كما عرفت هي بجمالها وفصاحتها ولكن منذ متى تكتمل قصص حب الشعراء بالنهايات السعيدة، فعندما تقدم توبة لوالدها لكي يتزوج بها رفضه والدها لما كان من انتشار أمرهما وذيوع قصة حبهما، فما كان من والدها إلا أن قام بتزويجها من أخر وعلى الرغم من هذا استمر اللقاء بين توبة وليلي فقام قومها بشكواه إلى السلطان الذي قام بإهدار دمه.


وفي إحدى المرات التي قدم فيها توبة لزياراتها ترصد له قومها في المكان الذي يتلاقا فيه ولما علمت خرجت إليه مسفرة وكان هذا على غير عاداتها حيث كانت معتادة أن تلقاه مبرقعة وهو الأمر الذي جعله يشك بوجود أمر ما خطير فسارع بالهروب فكانت ليلي سبباً في إنقاذ حياته.


ظل توبة يهيم عشقاً بليلي وينشد فيها القصائد الشعرية حتى أخر يوم في حياته، ويقال أن ليلى تزوجت مرتين ولكن ظل حبها لتوبة يحتل مساحة من قلبها.


يقال أن توبة خرج في إحدى الغزوات وأصابه الضعف وتم قتله ويقال أن قتله كان على يد بنو عوف بن عقيل.

ومما قالته ليلى في توبة



أيـا عَـيْـنُ بَكّي تَوْبَةَ بن iiحُمَيِّرِ
بـسَـحٍّ كَـفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ
لِـتَـبْـكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ iiنِسْوَةٌ
بـمـاءِ شُـؤُونِ العَبْرَةِ iiالمُتَحَدِّرِ
سَـمِـعْـنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ iiفَذَكَرْنَهُ
ولا يَـبْـعَـثُ الأَحْزانَ مِثْلُ iiالتّذَكُّرِ
كـأنَّ فَـتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ iiيَسِرْ
بِـنَـجْـدٍ ولَـمْ يَطْلُعْ مَعَ iiالمُتَغَوِّرِ
ولَـمْ يَـرِدِ الـماءَ السِّدامَ إذا iiبَدا
سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوّ


ومما قاله توبة فيها


نـأتْـكَ بـليلى دارُها لا iiتَزورها
وشـطّت نواها واستمَّر iiمريرُها
وخـفت نواها من جَنوب iiعُنيزةٍ
كما خفّ من نيلِ المرامي جفيرُها
وقـال رجـال لا يَـضيرُكَ iiنأيُها
بلى كلَّ ما شفَّ النفوسَ يضيرها
ألـيس يضير العينَ أنْ تكثرَ iiالبُكا
ويـمـنعَ منها نومُها iiوسُرورُها

وفاة ليلي

في إحدى المرات والتي كانت ليلي فيها قادمة من سفر ومعها زوجها أرادت أن تتوقف عند قبر توبة لتسلم عليه ولكن كان زوجها يمنعها، فأصرت على موقفها قائلة "والله لا أبرح حتى أسلم على توبة" فتركها زوجها تفعل ولما دنت من القبر وقفت أمامه قائلة "السلام عليك يا توبة" ثم قالت لقومها ما عرفت له كذبة قط قبل هذا فلما سألوها عن ذلك: فقالت أليس هو القائل:


ولـو أنَّ لـيلى الأخيليةَ iiسَلّمت
عـلـيَّ ودونـي جَنْدلٌ iiوصفائحُ
لـسـلمتُ تسليمَ البشاشةِ iiأوزقا
إليها صدىً من جانبِ القَبر صائحُ


فما باله لم يسلم علي كما قال؟ وكانت بجانب القبر بومة فلما رأت الهودج فزعت وطارت في وجه البعير الذي يحمل ليلي مما أدى إلى سقوطها ودق عنقها فكانت وفاتها ودفنت بجانب قبر توبة.


منقول

محمود الكبيسي --------تابعو معى


محمودالكبيسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس