منتديات زهرة الشرق - عرض مشاركة واحدة

لميس صلاح · 15-06-08, 08:16 PM

خسارة

مفلح العدوان - كان هناك مقهى.. وكان اسمه الجامعة العربية!! ترى ما الذي جعله أثرا بعد طول حياة؟
***
من المذنب هنا: الذاكرة التي لم تستطع تحصين ذاتها، أم رأس المال الذي لا يعترف إلا بالرقم الخالي من أي نبض؟
***
كل مرة أمرّ من هناك، تراودني المرارة، ولا أسمع إلا عويلا، كأن المكان صار مسكونا بأرواح نسيت بعضها في الطابق العلوي بعد أن سحنوا ركوة القهوة، وقطّعوا أرجل الطاولة، وخنّقوا أعناق الكؤوس، ولم يبقوا دليلا على تلك الجريمة!!
***
عتبي على كل الذين رأوا، ولم يرووا القصة، أو يشجبوا تلك الخاتمة.
عتبي على المئذنتين، وباب المسجد، والجبل المقابل، والناس، والشوارع، والأرصفة.. كلهم كانوا جيران المقهى، غير أنهم احتجبوا بجلباب الصمت وتركوه يلقى مصيره، فعلا صوت الجرافات، والإسمنت، والآلات الحاسبة، وتفاصيل الربح والخسارة، ففقدنا عزيزا علينا، ولم تنتصر الذاكرة!!
***
كل هذا حدث في لحظة فاجرة، فكانت الفاجعة!!
***
السؤال الآن: هل تستطيع المقاهي الأخرى أن تكتب سطرا بديلا عن مقهى الجامعة العربية، أو العاصمة، أو مقهى حمدان.. أسفي على هذا الزمان!!

منقول