عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-02, 01:01 AM   #1

صهيل
سفيرة زهرة الشرق

رقم العضوية : 50
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 1,781
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ صهيل
مشاركة المقاتل الفتي .. الزبير بن العوام








لا يجيء ذكر طلحة إلا ويذكر الزبير معه...

ولا يجيء ذكر الزبير إلا ويذكر طلحة معه.

فحين كان الرسول ( ص ) يؤاخي بين أصحابه في مكة قبل الهجرة آخى بين طلحه والزبير.

وطالما كان الرسول علية السلام يتحدث عنهما معا .. مثل قوله : (( طلحة والزبير جاراي في الجنة ))
وكلاهما يجتمع مع الرسول في القرابة و النسب

أما طلحة فيجتمع نسبه مع الرسول في (( مرة بنت كعب ))
وأما الزبير فيلتقي نسبه مه الرسول في (( قصي بن كلاب )) كما أن أمه ( صفيه ) عمة رسول الله ..

وكل منهما – طلحة ولزبير – كان أكثر الناس شبها بالآخر في مقادير الحياة..

فالتماثل بينهما كبير – في النشأة ... والثراء ..في السخاء ... في قوة الدين ... في
روعة الشجاعة .. وكلاهما من المسلمين المبكرين بإسلامهم .. ومن العشرة الذين بشرهم


الرسول بالجنة ومن أصحاب الشورى الستة الذين وكل (( عمر )) إليهم أمر اختيار الخليفة من
بعده .
حتى مصيرهما كامل التماثل .. بل كان مصيرا واحدا ..!!
ولقد أسلم الزبير – كما قلنا اسلاما مبكرا .. إذ كان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا إلي الإسلام ، واسهموا مع طليعته المباركة في دار الأرقم ..
وكان عمره يومئذ خمس عشرة سنة .. وهكذا رزق الهدى والنور والخير صبيا ..
ولقد كان فارسا ومقداما منذ صباه حتى إن المؤرخين ليذكرون أن أول سيف شهر في الإسلام كان سيف ((الزبير )).
ففي الأيام الأولى للإسلام والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في دار الأرقم .. سرت أشاعت ذات يوم أن الرسول قتل .. فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه ، وسار في شوارع مكة –على حداثة سنه – كالإعصار ..!!

ذهب أولا ، يتبين الخبر ، معتزما إن هو ألفاه صحيحا أن يعمل سيفه في رقاب قريش كلها حتى يظفر بهم أو يظفروا به ..
وفي أعلى مكة لقيه رسول الله ص فسأله ماذا به ..؟؟
فأنهى إليه الزبير النبأ .. فصلى عليه الرسول ، ودعا له بالخير . ولسيفه بالغلب.
وعلى الرغم من شرف الزبير في قومه فقد حمل من اضطهاد قريش وعذابها.
وكان الذي تولى تعذيبه عمه .. كان يلفه في حصير ، ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه ، ويناديه وهو تحت وطأة العذاب : ( اكفر برب محمد ، ادرأ عنك هذا العذاب )

فيجيب الزبير الذي لم يكمن يوم ذاك أكثر من فتى ناشئ غض العظام .. يجيب عمه في تحد رهيب : ( لا ... والله لا أعود للكفر أبدا )
ويهاجر الزبير إلى الحبشة ، الهجرتين الأولى والثانية، ثم يعود ، ليشهد المشاهد كلها مع رسول الله . لا تفقده غزوة ولا معركة.
وما أكثر الطعنات التي تلقاها جسده واحتفظ بها بعد اندمال جراحاتها، أوسمة تحكي بطولة (( الزبير )) وأمجاده ..!!
ولنصغ لواحد من أصحابه تلك الأوسمة التي تزدحم على جسده، يحدثنا عنها فيقول : (( صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره ورأيت جسده ، فرأيته مجذعا بالسيوف،وإن في صدره لأمثال العيون الغائرة من الطعن والرمي.
فقلت له : والله لقد شهدت بجسدك ما لم أره بأحد قط .
فقال لي : (( أما والله ما منها جراحة إلا مع رسول الله وفي سبيل الله ))
وفي غزوة أحد بعد أن انقلب جيش قريش راجعا إلى مكة ، ندبه الرسول هو و أبو بكر لتعقب جيش قريش ومطاردته حتى يروا أن بالمسلمين قوة فلا يفكروا في الرجوع إلى المدينة واستئناف القتال.

وقاد أبو بكر والزبير سبعين من المسلمين، وعلى الرغم من أنهم كانوا يتعقبون جيشا منتصرا إلا أن اللباقة الحربية التي استخدمها الصديق و الزبير ، جعلت قريشا تظن أنها أساءت تقدير خسائر المسلمين، وجعلتها تحسب أن هذه الطليعة القوية التي أجاد الزبير مع الصديق إبراز قوتها ، ما هي إلا مقدمة لجيش الرسول الذي يبدو أنه قام ليشن مطاردة رهيبة .
فأغذت قريش سيرها ، وأسرعت إلى مكة..!!
ويوم فليرموك كان الزبيب جيشا لوحده .. فحين رأى أكثر المقاتلين الذين كان على رأسهم يتقهقرون أمام جبال الروم الزاحفة ، صاح هو (( الله أكبر )) .. واخترق تلك الجبال الزاحفة وحده ، ضاربا بسيفه .. ثم قفل راجعا وسط الصفوف الرهيبة ذاتها ، وسيفه يتوهج في يمينه لا يكبو .. ولا يخبو ..!

وكان رضي الله عنه شديد الولع بالشهادة، عظيم الغرام بالموت في سبيل الله .
وكان يقول : ( إن طلحة عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء ، وقد علم ألا نبي بعد محمد .. ( وإني لأسمي بني بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون ) ..!

وهكذا سمى ولده –عبد الله بن الزبير – تيمنا بالصحابي الشهيد (( عبد الله بن جحش )) وسمى ولده – المنذر –تيمنا بالصحابي الشهيد (( المنذر بن عمرو ))..
وسمى – عروة – تيمنا بالصحابي الشهيد (( عروة بن عمرو))
وسمى – حمزة – تيمنا بالشهيد الجليل (( حمزة بن عبد المطلب ))
وسمى – جعفرا – تيمنا بالشهيد الكبير (( جعفر بن أبي طالب ))
وسمى – مصعبا – تيمنا بالصحابي الشهيد (( مصعب بن عمير ))..
وسمى – خالدا – تيمنا بالصحابي الشهيد (( خالد بن سعيد ))..
وهكذا راح يختار لأبنائه أسماء الشهداء ، راجيا أن يكونوا يوم تأتيهم آجالهم من الشهداء ..!!







صهيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس