|
كــاتب القريــه
مررت في احد الايام بقريه كانت هذه القريه جميله لدرجه انني احببتها واحببت ان اقيم فيها لبعض الوقت
وما ان وصلت القريه حتى سمعت الناس يتناقلون اخبار عن كاتب يعيش في هذه القريه..
فشغفت كل الشغف بمعرفته ورغبت في معرفه قصته!!
فقيل لي انه يضع كل ليله قصه على حائط في القريه !!
ليقرائها الناس حتى الفه الناس واحبو مايكتبه
واخذو يتسائلون عن هويته حتى ظن بعضهم انه من خارج القريه
وبعد ان يئسوا من معرفته كتبو على حائط القريه انه يجب ان يظهر نفسه للناس حتى يرونه ولكنه لم يفعل!!
وبينما كان الرجل يكمل حكايته مر رجل عجوز ردئ الهيئه وكان كلما مر على احد سخر منه وازدرئه ..
رأيت في عينه نظرة الاستضعاف
وما إن ان مر على اطفال القريه حتى اخذو يعبثون بملابسه ..
اشفقت عليه وذهبت لاخلصه منهم فشكرني وقال لي :
اشكرك يابني على فعلتك ولكنهم سيعودون لايذائي من جديد ولن تكون انت هنا لمساعدتي فلو توقف الاذى عني لعرفت ان الحياة سترجعه الي فهو صديقي الدائم الذي اكرهه ويحبني !!!
اصابني الذهول من كلامه فلم اتوقع ان يقول رجل مثله هذا الكلام !!
لحقت به ولكنه كان قد دخل منزله ..
وقفت امام الباب لفتره ثم نظرت من خلال شرفه صغيره الى داخل المنزل فاذا الرجل ممسكا بالقلم ويكتب !
شككت بالامر فاخذت بعض فتيان القريه وانتظرت حتى المساء فإذا هو يمشي مسرعا ليضع قصته كما في كل مره
اخبرنا اهل القريه بما رايناه
في البدايه كان صعبا عليهم تقبل الامر ولكنهم مالبثو ان قدروه واجلوه ونسو كل الذي فعلوه به وظن هو ان الحياة صفت له وانه سيصبح موضع احترام اهل القريه
فأخذ يبلي مطالبهم فيكتب مايردونه من القصص ..
شعرت باستغلالهم له فلقد اصبح اله تكتب مايطلب منها وليست ماتشعر به
ذهبت اليه الاذكره بما قاله لي في لقائنا الاول ولكني لم استطع ان افعل !!
فلقد رايت عيناه تلمعان من شدة الفرح
اشفقت عليه من هذا الذي هوفيه .....
رغبت بالذهاب فبادرني سائلا : ماذا تريد ؟؟
قلت اريدك ان تكتب قصة حياتك
نظر الي باستغراب
فقلت مهما كانت حياتك سعيده ام حزينه فها انت ترى النهايه اليست سعيده
قال: بلا
قلت :فلما لا اذن
وقف صامتا ثم اقفل الباب وذهبت انا الي الشرفه لانظر ماذا يفعل
اخذ يكتب ويكتب فكان يفرح حين ويحزن حين
فعرفت انه بدا بالفعل بكتابة حياته
وقفت طويلا وانا انظر اليه وهو على حاله من الحزن والفرح وما ان وضع القلم حتى اخذ يضحك ويضحك حتى اخذ يبكي من شدة الفرح ورفع يديه الي السماء ليشكر ربه
ودموعه تتساقط على الاوراق حتى لم يبقى فيها حرفا واحدا
نظر الي الاوراق نظره تقطع قلبي لهو بها
واخذ ينظر اليها وينظر حوله ويسال نفسه ماهذا؟؟
اخذ يدور في غرفته كالمجانين ويصرخ ::اين انا ؟؟
اين حياتي؟؟
جلست ابكي على حاله فيالهف نفسي ايبحث عن نفسه في اوراق خطتها يده ام يبحث عن نفسه في اوراق كتبتها الحياة
ام لعله عرف حقيقه ما لم يعرفها مسبقا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|