عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-07, 05:24 PM   #66
 
الصورة الرمزية مس لاجئة

مس لاجئة
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 5461
تاريخ التسجيل : Sep 2006
عدد المشاركات : 5,496
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مس لاجئة
رد: صورة وتعليــــق





الشهيدة الطفلة سناء الداعور :لم ترحم صواريخ الأباتشي براءتها فألحقتها بركب الشهداء



غزة 2005-03-31



لم تكن تعلم الطفلة سناء الداعور ابنة التسعة أعوام ، حين ارتدت ملابسها الجديدة، و استعدت للخروج مع أسرتها، لشراء الملابس للعام الدراسي الجديد أنها ستكون ضحية جديدة من ضحايا ، صواريخ الأباتشي الصهيونية ، و ستلحق بركب الشهداء قبل بداية العام الدراسي بأيام، بعد أن اقتربت العطلة الدراسية على الانتهاء .

وفي الوقت الذي كانت فيه العائلة تعيش في جو من الفرح، بدأت صواريخ الأباتشي الصهيونية ، تسقط على بعد أربعة أمتار تقريباً ، من السيارة التي تقلهم ، و التي كانت تسير خلف سيارة أحد المجاهدين في كتائب القسام ، على مفترق الصفطاوي ، بالقرب من حي عباد الرحمن، فأصيبت الأسرة بالهلع والخوف ، مع عشرات المواطنين القريبين من السيارة المستهدفة ، مستهدفة القسامي خالد مسعود ، الذي حاول المرور عبر مفترق الصفطاوي . فأسفرت عملية القصف عن إصابة الطفلة سناء إصابات خطيرة في الرقبة والصدر، بالإضافة إلى عشرات المواطنين الذين أصيبوا في القصف.

الميلاد والتربية والهجرة

في عام 1994م أبصرت الطفلة سناء جميل عبد العزيز الداعور '9 أعوام ' النور على أرض مخيم جباليا، وتلقت تربيتها في أحضان أسرتها، المكونة من ثلاثةّ عشر فرداً، فكانت صاحبة الرقم التاسع في ترتيب أبناء الأسرة، ومنذ نعومة أظافرها وجدت الحنان و الرعاية الكاملة من والديها، وخاصة الأم التي كانت النموذج الرائع في الحنان والأمومة.

على أرض جباليا أمضت سناء سنوات عمرها في أحضان أسرتها ، المنتسبة إلى قوائم اللاجئين الفلسطينيين، الذي تركوا أرضهم ومسقط رأسهم عنوةً ، بفعل الإرهاب و الإجرام الصهيوني، و التي كانت واحدة من مئات العائلات الفلسطينية التي هجرت من قرية ' حمامة ' .

رافقت الأسرة في مشوار الهجرة و اللجوء في مخيم جباليا، احد أكبر المخيمات الفلسطينية، ورغم ظروف الحياة الصعبة ، إلا أنها تلقت التربية و النشأة الإسلامية المباركة، التي تعوذ جذورها إلى القرآن و السنة.

الدراسة القصيرة

درست سناء في مدارس وكالة الغوث ، القريبة من منزل عائلتها، و رغم أن المدرسة قريبة من منزلها إلا أن حلمها في مواصلة دراستها لم يكتمل ، فأوقفه قدر الله عز وجل ، و صواريخ طائرات الأباتشي الصهيونية، التي كانت سبباً في نيلها الشهادة، ومفارقتها لمقعدها الدراسي في مدرسة بنات الابتدائية 'ب' ، قبل أن تنتقل إلى الصف الرابع الابتدائي .

بكلمات حزينة تصاحبها دموع الفرقة ، وصفت الأم حياة ابنتها الشهيدة أثناء دراستها ، وعادت بذاكرتها لتلك الحياة ، وقالت:' تمتعت بحب الجميع لها، لخفة دمها، و جرأتها و طيبة قلبها، فكانت حريصة على أن لا تشغل احد في أمورها، حتى لا تزيد عليه من أعباءه ،ومعي كانت تتعامل بمنطق الكبار، تعتني بنفسها، و بدروسها ، ولم أذكر يوماً طلبت مني أن أجهزها ، للمدرسة لأنها كانت تعتمد على نفسها '.

الشفاء ... نسبة ضعيفة

تأثرت الأسرة وانقلبت حياتها منذ إصابة ابنتها سناء ، بشظايا الصواريخ، و حاول الوالد أن ينقلها إلى فلسطين المحتلة لتتلقى العلاج المكثف ، إلا أن وضعها الصحي كان لا يسمح بذلك، لأن الأطباء أوصوا بعدم نقلها، لأن ذلك سيكون له مضاعفات خطيرة على حياتها؛ ولأن نسبة الشفاء كانت ضعيفة.

وقالت الأم:' حين دخلت المستشفى عرفنا أن حالتها صعبة ؛ ولا يوجد أمل في شفاءها ، ومع ذلك حاول الوالد أن ينقلها إلى مستشفيات فلسطين المحتلة ، إلا أن الأطباء منعوه من ذلك لأن أية حركة لجسدها ، قد تكلفها حياتها'. و أشارت الأم أن الأسرة لم تنقطع عن زيارتها و متابعتها أثناء مكوثها في المستشفى، وأوضحت أن سناء وقبل استشهادها بأسبوع ، لم تغيب عن الوعي ،وظلت تعرف من يتردد على زيارتها ، وكانت لا تستطيع الحديث ، و تكتفي فقط بالإشارة وبتحريك رأسها .

شلل رباعي ...

وقال التقرير الطبي الصادر عن مستشفى الشفاء بتاريخ 1-9-2003م ، بعد وصولها إلى قسم الاستقبال والطوارئ :'أحضرت المذكورة أعلاه لقسم الطوارئ على أثر تعرضها بإصابة بشظايا في الرقبة نتيجة قصف مفترق الصفطاوي، وعند الوصول كانت في حالة غيبوبة و شلل رباعي ، وعند المعاينة تبين وجود ثلاث مداخل لشظايا في الجهة اليمنى من الرقبة ، وعمل لها تنفس اصطناعي ، ووضع لها جهاز تنفس وأدخلت للعناية المركزة '.

سبعة أيام قبل الشهادة

لم تعيش طويلاً بعد إصابتها، ومكثت في المستشفى منذ إصابتها و حتى استشهادها أسبوع '7 أيام ' ، وفي 2-9-2005م، ارتقت سناء إلى العلياء شهيدةً في سبيل الله ، لتعانق روحها ، أرواح من سبقوها بالشهادة من الأطفال الأبرياء ، الذين قضوا جراء البطش و الإرهاب الصهيوني .

وحين وصل الخبر للأهل و لمدرستها، ذرفت العيون الدموع ، و امتلأت القلوب بالحزن، والتفت المشاعر بالسواد ، وتركت مقعدها الدراسي الذي كان ينتظرها لتكمل الدراسة ، ولكن قدر الله كان نافذاً .

ورود وأغصان زيتون

وأجريت لها مراسم تشييع مهيبة، شارك فيها حشدٌ غفيرٌ من أبناء شعبها ، الذين أحبوها، وأحبوا براءتها . وانطلق التشييع في اليوم الثاني من استشهادها ، من أمام مسجد العودة إلى الله بعد صلاة الظهر ، وحملت الشهيدة سناء ، على الأكتاف وهي ' مزينة بالورود و أغصان الزيتون ' ، وجاب عرس شهادتها شوارع المخيم ، وحي عباد الرحمن قبل أن يصل إلى مقبرة الصفطاوي ، لتدفن فيها بجانب الشهداء ، الذين سبقوها إلى الجنة إن شاء الله.

قدر الله أن ترتقي

رحلت سناء عن عالمنا، تاركةً لنا و لأسرتها أجمل اللحظات التي قضتها بيننا ، وعن أجما هذه اللحظات وأسعدها قال أخيها نضال :' الفراق كان صعب جداً على النفس ، ولكن قدر الله أن ترتقي شهيدة ، و ترحل عن هذه الحياة الدنيا ، تاركةً لنا الذكريات'.

وأكمل:'أتذكر اللحظات التي داعبتها فيها ، وشقاوتها وخفة دمها ؛ والأسرة لم تنساها ، وتحتفظ بملابسها و أمتعتها


توقيع : مس لاجئة





مس لاجئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس