عرض مشاركة واحدة
قديم 13-07-07, 06:29 PM   #2
 
الصورة الرمزية مس لاجئة

مس لاجئة
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 5461
تاريخ التسجيل : Sep 2006
عدد المشاركات : 5,496
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مس لاجئة
رد: سلامي لكِ عائشة........قبل ان تدخلوا هنا فكروا قليلا لان هنا ما يدمي القلب


رسالة رقم 3

أمي أثقلت عليك برسائلي الكثيرة، لكن تلك رسالة أخرى أتمنى أن توصيلها ليد صديقة عمري دعاء وادي والتي كتبت فيها "أعرف أنك لم تستطعي أن تدرسي كما يجب لامتحان الدين، لأنه الامتحان الأول الذي كان بعد صدمتك برحيلي، ولكن إن كنت ستثبتين وفاءك لي عليك أن تواصلي المسيرة بذات درجة الاجتهاد، فأنت صديقة طفولتي والذكريات جمعتنا في كل ركن في مدرستنا الحبيبة "أحمد شوقي".

كنت صديقتي الأكثر قرباً مني والأعلم بحالتي النفسية المتوترة في أيامي الأخيرة، لدرجة أن ذهني كان يتشتت من صوت إطلاق الرصاص لأن حظي السيئ كان أن يكون رقم جلوسي الذي يحمل رقم "103925" على طاولة بجوار الشباك في لجنة مدرسة "مصطفى حافظ"، مما كان يصيبني بخوف فظيع، إلى درجة أنني في الامتحان الأخير طلبت من المراقبة أن أجلس في زاوية أكثر أمناً، وما أن خرجنا إلى باحة المدرسة حتى أمرنا الأساتذة بألا نخرج من محيط المدرسة نظراً لما يدور من اشتباكات حولها.... يا لها من مفارقة يا دعاء أنت تطلبين مني العودة معك سيراً على الأقدام وأنا أصر أن أركب بالباص، كنت أظن أنني سأكون أكثر أماناً فيه من يد المجرمين ومن "الطخطخة".

الخبر كان فاجعة بالنسبة لك عندما عرفتي ليلتها به، رأيتك وأنت تبكينني وتتذكرين تشجيع كل منا للأخرى، وتتذكرين حب "بنات المدرسة" لي، بينما يدك تحتضن "البلوزة" التي أهديتك إياها في عيد ميلادك نيسان الماضي.

لا تقولي لو أن الوزارة أجلّت الامتحانات لو من عمل الشيطان، هكذا تعلمنا في ديننا الحنيف، "والبركة فيك" أن تحققي حلمي بالتفوق على مستوى وطننا الحبيب.

دعاء.....هل لي أن أطلب شيئاً لا تنسي أن تنقلي الحارة إلى أستاذ الرياضيات الفاضل مازن دلول، فكلمات مدحه وتشجيعه ترن في أعماقي عندما كان يقول لي: "أنت يا عائشة مش عيار 21 أنت عيار المليون".

أمي رسالة أخيرة للدكتور محمد أبو شقير، وكيل وزارة التربية والتعليم، قولي له التالي: "سمعت بإعرابك عن تأثرك العميق باستشهادي وقيامك بواجب العزاء بمهاتفة عمي، لأن أبي مسافر إلى الخارج، أشكرك على شعورك الطيب، ولكن ياسيدي عليك –من موقع عملك كمسؤول- كي تضمن عدم تكرار ما حدث معي أن تستمر في إدانتك الشديدة لما يقوم به المسلحون من إطلاق نار عشوائي وصل إلى درجة عدم التفريق بين طفل وكبير في مجتمعنا الفلسطيني، نتيجة حمل السلاح غير المسؤول الذي وصل حد الإجرام.

أشد على يدك ووجهة نظرك التي تتمثل في الاستمرار في الامتحانات رغم كل الصعوبات، لأن المستقبل حقاً مجهول، أمي يا سيدي لم تعلم بقراركم انه بإمكان الطلبة المعرضين للخطر أن يذهبوا إلى أقرب لجنة، وفي حال استحالة ذلك يمكن للطالب أن يتقدم للامتحان في وقت لاحق، لم يكن يخطر ببالها أصلا أني يمكن أن اخرج ولا أعود إليها.

أعلم بانك قلت إنك لو كنت تعلم بان ذلك سيحدث لي لما قامت الوزارة بفتح اللجنة التي قمت بتقديم امتحاني فيها ولكن كل أجل مكتوب وإيماننا بالله كبير بإذن الله.

كلنا تعرضنا للخطر طلبة ومراقبون ومصححون، إضافة إلى الحالة النفسية الصعبة وعدم القدرة على التركيز، حتى الوزارة ذاتها كانت تقرر باستمرار الامتحان في اليوم التالي في منتصف الليل مع الأحداث المستعرة وفقاً للمستجدات على الأرض، أعلم ما قلته تماماً، ولكن أقول لك: اطمئن...فاشبال فلسطين وزهراتها سيفاجئونكم في يوم النتيجة بما سيسركم، وطلبة السنوات الماضية اثبتوا في أحلك الظروف أنهم "أدها وأدود" كما يقول المثل الشعبي.

شهيدة العلم

طلبي الأخييييير يا أمي: قبلي جبين أبي عني، وقولي له:" كم اشتقت اليك يا أبي، وهنيئاً لك أنت وأمي بشهادتي، أو لم يقول رسولنا الكريم "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع".


توقيع : مس لاجئة





مس لاجئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس