اهلا بكم احبتي الكرام
اهلا بك أخي معاذ
ونتابع معا
( الكلمة )
حث الإسلام على أمانة الكلمة وشدد على الصدق وعدم الكذب ،نظرا لما للكلمة من أثر فعال فى حياة المجتمع وسلوك أفراده ،وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تحث على هذه الفضيلة وتحذر من خطورة انتشار الشائعات فى المجتمع المسلم ،باعتبار أن الكلمة أمانة والشائعة خيانة نظرا لخطورتها البالغة على حياة الناس وعلى أمن المجتمع واستقراره .ورغم استهتار بعض الناس بأمانة الكلمة وترديدهم للشائعات التى تحولت إلى آفة اجتماعية خطيرة تنهش أعراض الناس وتشوه صورتهم وتنال من احترامهم وأقدارهم فإن الغالبية العظمى من المجتمع مازالت تحترم أمانة الكلمة وتقدر دورها وتتجنب الشائعة ولا تصدق مروجيها من خلال إحساس حقيقى بمسئولية الكلمة وأمانتها وأضرار الشائعة ومفاسدها ..وهذا ما نلقى الضوء عليه فى السطور التالية ..
تحقيق :العارف بالله طلعت - طلحة عبدالهادى
بداية يقول د.محمد الشحات الجندى أستاذ الشريعة الإسلامية وعميد كلية الحقوق بجامعة حلوان :الكلمة فى الإسلام لها أثرها الفعال فى تغيير السلوك وإشباع الوجدان فالكلمة بما تحمل من مضامين وإيحاءات يمكن أن تبرئ الجراح وتشفى العلل وتقضى على أمراض المجتمع هذا إذا كانت كلمة طيبة تفوح بالمحبة والإخاء والإيمان والعدالة فهى تشبه كما قال القرآن الشجرة الطيبة التى أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها . وأما إذا كانت كلمة خبيثة فهى تفتك بالإنسانية وتعمق جراح الإنسان وتنشر الفساد فى الأرض .والأصل فى الكلمة أن تترجم إلى عمل وفعل إيمانى وذلك امتثالا لقول الله عز وجل كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون وعالمنا الإسلامى فى حاجة إلى إعلام هادف بناء يقوم على أساسين :الأول الكلمة الطيبة الجميلة المؤمنة ..والثانى الفعل الحضارى البناء المتمثل فى الوسائل المصاحبة للكلمة .
صناعة الكلمة
وعن مهمة الكلمة المكتوبة يقول د. عرفه أحمد عامر الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بجامعة الأزهر :إن الصحافة سلاح خطير لمن يجيد فن استخدامها فى توجيه الرأى العام والتأثير عليهم ويرجع السر فى ذلك إلى أن الكلمة فى الصحيفة لها قوة فعالة ووسيلة إعلامية سريعة الانتشار وكان لبعض الصحفيين والكتاب دورهم البارز فى تطوير المجتمع وإثراء الحركة الأدبية والفنية والإعلامية بكل إخلاص وتفان وذلك من خلال أمانة الكلمة ،فلاشك أن انتشار وسائل الإعلام جعل للكلمة خطورتها المؤثرة فى حياة الناس ،ويقع على عاتق كل من له صلة بصناعة الكلمة مهمة المساهمة فى تطوير المجتمع إلى الأحسن والأفضل . وتؤكد د .هناء يحيى أبو شهبة أستاذة علم النفس وعميدة كلية الدراسات الإنسانية :إننا الآن نفتقد أمانة الكلمة بمعنى أن البعض لا يقولون كلمة الحق حيث يفعلون أشياء تتنافى مع أمانة الكلمة ومسئوليتها وخاصة فى التربية حيث يعلم الآباء أبناءهم الكذب بطريقة غير مباشرة بمعنى أن الأب يخفى وجوده فى المنزل عمن يسأل عنه ويبلغ ابنه بذلك فمن هنا يتعلم الطفل الكذب . وتضيف د .هناء :للأسف الشديد ان هذا الجيل فقد الأمانة فنجد الذى يعمل مثلا فى مجالات المحاماة أو الإعلام بكل صوره انعدمت فى بعضهم أمانة الحق والكلمة وذلك لأن البيئة التى نشأ فيها هؤلاء بيئة اعترتها صفات مثل الكذب والغش والخداع فمات عند بعضهم الإحساس بأن يراعوا أمانة الكلمة ولو أننا حافظنا على كلمتنا فى تعليمها للأجيال القادمة لما كان هناك ما نعانى منه فى حياتنا من إلقاء الكلام والأحاديث جزافا دون مراعاة لحقوق الآخرين فإذا قرأنا بعض الصحف التى تصدر لوجدنا بها بعض الأحاديث والتصريحات التى تخرج عن الأمانة التى يجب مراعاتها .وتضع د .منى الفرنوانى أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أمام الجميع تحذيرات الإسلام من إطلاق الكلمات هباء دون وازع من ضمير وقد أخبرنا القرآن بقول :إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا وفى الحديث ما معناه : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالا فتهوى به فى نار جهنم سبعين خريفا .. فهل نتقى الله فى كلماتنا ؟؟.
الشائعة خيانة
أكد علماء الإسلام والنفس والاجتماع أنه إذا كانت الكلمة أمانة فإن الشائعة على النقيض تماما تعد خيانة لأمانة الكلمة ومسئوليتها إذ أنها آفة اجتماعية خطيرة تفتك بالمجتمع وتنهش فى أعراض وسمعة أفراده على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية وخاصة المسلطة عليهم الأضواء :وتقول د .أمينة كاظم أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس :الشائعة آفة اجتماعية خطيرة لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع وعادة ما تكون دوافعها إفساد الروابط والعلاقات بين الناس وربما تكون لتأكيد وجهة نظر مروج الشائعة والذى يريد بها إثبات صحة رأيه ووجهة نظره بأية صورة والشائعات كغيرها من أنواع السلوك التى تحدث نتيجة الذى يوجد فيه الإنسان ومدى تفاعلها مع السمات الشخصية له فهناك صنف من الناس يميل إلى تفسير الأمور تفسيرا حسنا ومنهم عكس ذلك وفى بعض الأحيان يكون مرتبطا بما يعانيه من اضطرابات سلوكية يسعى لتفريغها فى صورة شائعات ضد بعض الأشخاص والذين قد تكون تربطهم به علاقات أو معاملات غير سوية .وقد أجريت العديد من التجارب والأبحاث والدراسات النفسية للوقوف على أبعاد هذه الآفة (الشائعة) وجوانبها المختلفة أثبتت أن الشائعة تحدث فى نسبة كبيرة من الأخبار المطروحة للناس حيث يجرى التزيد فى الخبر ،فقد جمع العلماء مجموعة من الناس وأسروا إلى أحدهم بخبر بحيث لا يسمعه الآخرون ثم تركوهم لينتقل الخبر من هذا الشخص للآخرين كل على حدة ، ثم جاء العلماء ليتعرفوا على الخبر من الشخص الأخير فوجدوا أن الخبر تغير تماما و هذا يكشف مدى سرعة انتشارها كآفة اجتماعية خطيرة ومن هنا لابد أن نعى الخطورة التى تمثلها هذه الآفة على المجتمع ككل حتى نصل إلى قواعد عامة أخلاقية ونفسية تحد من انتشار هذه الآفة بين فئات المجتمع المختلفة . والسؤال هو ( فهل نتقى الله فى كلماتنا ) ؟؟.
والى اللقاء مع اختيار اخر من الخيانة وتقبلوا تحيتي