ان شلل الأطفال هو أحد الأمراض البشرية الرئيسية المعوقة للإنسان والمبددة لطاقته الجسمية، وحالته النفسية والمعنوية، وهو واسع الانتشار في معظم الدول النامية، إلا أنه يمكن أن يظهر غالباً في سن الطفولة ويظل ملازماً للشخص طول حياته فإن الإصابة به يمكن أن تحدث في أي مرحلة من مراحل العمر.
وهو مرض فيروسي معد، وتنتقل عداوه عن طريق الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وتبدأ الإصابة به بوصول الفيروس عن طريق الفم إلى البلعوم أو المريء، ومن ثم يمر بفترة حضانة تتراوح بين بضعة أيام وثلاثة أسابيع، وتبدأ أعراضه في الظهور بعد وصوله إلى الدم، ولكنها لا تكون أعراضاً متميزة لأنها تكون في بدايتها شبيهة
بأعراض الأنفلونزا ونزلات البرد، لذا فان تشابه اعراض الشلل عند الاطفال مع تلك الحالات في البداية يجعل من الصعب تشخيصه سريرياً ولكنها تتطور إلى شلل في الأطراف وتضعف العضلات وتأخذ في الضمور ببطء وكلما كانت سن الطفل صغيرة كلما عليه خطورة المرض.
ولا يوجد في الوقت الحاضر دواء ناجع لشفاء هذا المرض بعد تمكنه من الطفل المصاب، ولكن هناك لقاح فعال للوقاية منه، ويعطى هذا اللقاح لكل الأطفال خلال الأشهر الأولى من حياتهم، ومع ذلك فإن انخفاض الوعي الصحي والجهل والإهمال والتفكك الأسري وعدم توفير اللقاح الواقي أحياناً في بعض البلاد الفقيرة، ونقص خدمات الطب الوقائي تمثل كلها ثغرات كبيرة يمكن أن ينفذ منها هذا المرض ليصيب بعضاً من الأطفال.
ولا يعتبر شلل الأطفال من الأمراض المميتة، ولكنه من أهم الأمراض المعوقة، ومع ذلك فإنه قد يكون مميتاً لو أنه أصاب عضلات التنفس، وهذا هو أخطر أنواعه.
وقد سعت منظمة الصحة العالمية بجهود حثيثة لمحاولة التخلص من هذا الداء من خلال التوعية الصحية وتحصين الاطفال ضد هذا المرض حيث بدأ في التلاشي في السنوات الاخيرة بشكل ملحوظ شأنه شأن معظم الامراض المعدية والتي يمكن الوقاية منها عن طريق الاحتياطات الصحية العامة والتحصين للأطفال والبالغين .