الموضوع: العراق.. "محتل"
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-07, 04:13 AM   #1
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة
العراق.. "محتل"



الخليج الاماراتية

اكتشفت بعض الدول العربية، وبعد مرور سنوات أربع على الغزو الأمريكي البريطاني للعراق وتدميره واحتلاله، أن العراق “محتل”، لكن الأهم أن أغلب الدول العربية لم تصل الى مثل هذا الاكتشاف بعد، ربما تصل بعد مرور أربع سنوات أخرى، وربما لا تصل، لأنها قد لا تجد عراقاً ما زال على قيد الوجود.

هل هذا هو السبب في أن أياً من الدول العربية لم تطالب بتحرير العراق وخروج قوات الاحتلال، وأن أياً منها لم تدرك أن العراق المحتل قد أفرز، ومنذ الأيام الأولى لاحتلاله، مقاومة وطنية تقاتل الاحتلال وقواته من أجل تحرير بلادها، كما هي عادة كل الشعوب الحرة عندما تحتل أراضيها؟

إذا كان الأمر كذلك، فحتماً سيكون علينا واجب نحو هذه الدول وحكوماتها الكريمة، وهو واجب إدراك العذر، فهذه الدول عذرها معها، فهي لم تطالب بخروج قوات الاحتلال من العراق ولم تساند المقاومة لأنها لم تكن تعلم أن العراق محتل.

لكن إذا كان الأمر كذلك فها هي قد عرفت، وها هي أزمة صغيرة وطارئة قد وقعت بين الإدارة الأمريكية والسلطات السعودية بسبب ما جاء على لسان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز من كلمات تتحدث عن وجود احتلال للعراق، ولم تتحدث عن احتلال أمريكي، لكنها تكلمت فقط عن “احتلال” من دون تحديد هوية هذا الاحتلال، وبعدها مباشرة قامت قيامة الأمريكيين، وقال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية نيكولاس بيرنز إن “الولايات المتحدة فوجئت بكلام العاهل السعودي وإنها تنوي طلب إيضاحات من الرياض”. ونفى المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو أن يكون وجود الولايات المتحدة في العراق بمثابة احتلال، وقال “الولايات المتحدة موجودة في العراق بناء على طلب العراقيين، وبتكليف من الأمم المتحدة، ومن الخطأ افتراض العكس” (!!).

كان المفترض أن يحدث تغيير في الموقف الرسمي العربي للمرة الأولى بعد أن سمعت القيادة العربية المشاركة في قمة الرياض من العاهل السعودي أن العراق “محتل”، كان من المفترض أن يتضمن البيان الختامي دعوة عربية صريحة لخروج قوات الاحتلال. ولن نتفاءل كثيراً ونقول إن من الواجب إرسال القوات والجيوش العربية لتحرير العراق، ولكن نكتفي باعتراف عربي صريح بالمقاومة الوطنية العراقية، والسماح بتقديم الدعم الشعبي المادي والمعنوي لهذه المقاومة، لكن للأسف لم يحدث شيء من هذا لسبب أساسي هو أن كل ما نقوله هو مجرد “فرضيات ذهنية”، وان الواقع شيء آخر.

الواقع أن أغلب الدول العربية لا تستطيع أن تطالب بإنهاء الاحتلال ولا قادرة على دعم المقاومة، أو حتى الاعتراف بها، على الرغم مما جاء على لسان الرئيس العراقي جلال الطالباني في تلك القمة وهو أن “تحرير العراق من جانب القوات الأمريكية تحول الى احتلال مع نتائج وخيمة على البلاد”.

لقد جاء موقف القمة العربية من العراق بائساً وعاجزاً عن مواجهة الحقائق. فقد اضطرت القمة الى دعم ما تسمى “العملية السياسية” وهي العملية التي ليس لها غير معنى واحد هو تكريس الاحتلال وأعوانه، مع بعض الرتوش التجميلية الشكلية، مثل المطالبة بمراجعة الدستور، ومثل المطالبة بالمصالحة الوطنية، ومثل مراجعة قانون اجتثاث البعث وتوسيع العملية السياسية.


د. محمد السعيد إدريس



حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس