رد: من هم الفايكينغ؟
حياة الفايكينغ : الأسلاف و السكان
كان أسلاف الفايكينغ من الشعوب الجرمانية التي سكنت ذات مرة في شمال غرب أوروبا و هي تحركت ابتداءً من العام 200 ق. م في اتجاه ما يعرف اليوم بالدنمارك و النروج و السويد . حيث طورت كل مجموعة حياتها الخاصة بينما تقاسمت المجموعات الثلاث الثقافة العامة عينها . تكلم الفايكينغ لغة جرمانية تتكون من لهجتين رئيسيتين كان الجميع يفهمونها و استعملوا أبجدية قوامها حروف تسمى " رونيّة " يتألف الواحد منها غالباً من خطوط مستقيمة مرتبة بمفردها أو مركبة من اثنين أو أكثر و هم عاشوا في تجمعات أو قرى صغيرة يحكم كلاً منها ملك أو رئيس . و كان الشعب ينقسم إلى ثلاث طبقات اجتماعية : النبلاء ، الأحرار ، العبيد . و ضم النبلاء : الملوك و الرؤساء و سواهم من كبار الأثرياء أو المنحدرين من أسلاف ذوي نسب رفيع . و ضم الأحرار : المزارعين و التجار و غيرهم ممن أدوا خدمة للحاكم أو عملوا لحسابهم أما العبيد فكان الكثير منهم اسكندنافيين استعبد أسلافهم أو أوروبيين سقطوا في الأسر و تألف لكل تجمع مجلس حاكم من نبلاء و أحرار يسن القوانين و يقرر ما إذا كان التجمع سيمضي إلى الحرب أو يلتئم لمحاكمة المجرمين . و كانت قراراته تعتبر أهم من أحكام الملك و الرئيس .
النشاطات الإقتصادية :
كانت غالبية الفايكينع من المزارعين الذين استنبتوا الشعير و الشوفان و الخودر ( الحنطة السوداء ) و أنواعاً من الفواكه و الخضار و اقتنوا المواشي من ماعز و خنازير و أغنام و عمل آخرون في صيد الأسماك و تصنيع المعادن و بناء السفن و الحفر في الخشب أما في التجمعات الكبرى فقد امتهن كثيرون التجارة التي أدت ببعضهم إلى السفر بعيداً فبلغوا في سفنهم الشراعية معظم أجزاء العالم المعروف حاملين معهم منتجات زراعية و فراء و جلود و سواها من السلع المتنوعة بينما انحصر عمل العبيد في صناعة الذهب و الحرير و الفضة و السلاح .
الحياة العائلية
تولى الوالدان ترتيب معظم زيجات الفايكينغ و اعتبر الزوج رب الأسرة في حين تمتعت النساء بحقوق تفوق مثيلاتها لدى نساء مجتمعات أوروبية أخرى معاصرة لها فعلى سبيل المثال كان في مقدور امرأة من الفايكينغ امتلاك قطعة أرض أو غيرها كما كان من حق الزوجة أن تقاسم زوجها ثروته . كذلك أتاحت قوانينهم للمرأة المتزوجة الحصول على الطلاق متى شاءت أما الرجال فقد امتلكوا حق أن تكون لهم زوجتان أو أكثر في آن واحد و هو تقليد ساد بين الأثرياء فقد كان لكثير من النبلاء ثلاث زوجات أو أكثر و عائلات عدة ساعدت في الانتعاش السكاني الذي بات واحداً من أهم أسباب حركة الفايكينغ روابط متينة بين بعضهم بعضا بينما استحالت الصراعات بين أفراد من الأسر المختلفة منازعات بين العائلات . اشتهر الفايكينغ بعادات دفن تميزت بمراسم ضخمة فكان الكثير من الرجال و النساء الأغنياء يدفنون في سفن إعتقاداً منهم بأن مقابر كهذه توفر رحلة آمنة و مريحة إلى بلاد الموت (!!!!!!!!!) و كانت ممتلكات الأشخاص المتوفين بما فيها أسرّة و مجوهرات و أسلحة تودع في السفينة و في بعض الحالات كانت الكلاب العائدة للميت و حتى العبيد يدفنون أحياء في السفينة القبر .
الطعام :
تناول الفايكينغ وجبتين يومياً ، واحدة في الصباح و أخرى في المساء و استخدموا الملاعق و السكاكين و لكنهم لم يعرفوا الشوك .
و كان معظم طعامهم من لحوم البقر و الماعز و البيض و اللبن يأتي من مزارعهم و هم تعاطوا الصيد البري و البحري لتلبية حاجاتهم الغذائية فكان الصيادون يزودون بلحوم الأيل و العلند ( ظبي ضخم ) و الدب القطبي و عجل البحر و الحوت . أما صيد الأسماك فقد شمل المورة و الرنكة و السلمون و التروتة .
اللباس :
اقتصر لباس معظم رجال الفايكينغ على بنطال يصل إلى الركبة أو الكاحل و قميص ذات كمين طويلين و تتجاوز الخصر و تميزت ثياب نسائهم بفساتين فضفاضة مصنوعة من الكتان أو الصوف بلغت عادة الكاحلين و انتعل الجميع أحذية جلدية .
انتناول في الحلقة القادمة : السكن ـ الحياة الثقافية و أوقات الفراغ .
|