رد: حملة للتضامن مع الأسرى
قوة العزيمة والإصرار على الحق

الأسير : توفيق عبد الله سليمان أبو نعيم (45)عاما
تربى في أحضان أسرة ملتزمة ومجاهدة وصابرة.. قدم الكثير من وقته وماله.. بذل الغالي والنفيس لتكون كلمة الله هي العليا.. خاص الصعاب والمحن وواجه المحتل بكل قوة.. لم يتردد يوما بأن يعطي المزيد رغم معرفته التامة بأن الطريق مليء بالأشواك.. وحين عرض عليه العمل في جهاز مجد العسكري الذراع العسكري لحماس لم يرفض أو يتردد.. بل كان الساعد الضارب لهذا الجهاز برفقة بعض المجاهدين.. فكان الأمل معقودا عليهم ليرتقوا بحركتهم.. وليحاربوا العملاء والاحتلال.. لكن إرادة الله فوق كل شيء وهي النافذة ولابد من التسليم لها.. ذلك هو الأسير المقدام البطل توفيق أبو نعيم...
صفاته وملامحه
توفيق عبد الله سليمان أبو نعيم 45 عاما يسكن على طريق صلاح الدين الواقع بين مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة، حكم عليه بالسجن مدى الحياة أمضى منها 17عاما في السجون الصهيونية، حيث اعتقل بتاريخ 14-5-1989م.
ولد الأسير أبو نعيم في منطقة وادي غزة بتاريخ 30-4-1962م، في أسرة متوسطة الحال، تميز في طفولته بالهدوء، وكان يحب الناس ويخالطهم ويجتمع مع والده بالناس في ديوان العائلة الذي يكون مليئا بالناس والأصدقاء، مما أكسبه صفات الكبار وهو صغير السن، حيث كان يحسن الاستماع والاصغاء والاحترام والأدب في الحديث منذ نعومة أظفاره.
تميزت علاقته بوالديه بأنها وثيقة جدا وقوية، وكان حريصا جدا على إرضائهما وطاعتهما والإحسان إليهما.
وبرزت في ملامح الأسير توفيق ملامح التضحية وقوة العزيمة والإصرار على الحق والصبر وتحمله لأي شيء في مقارعة الاحتلال.
كما كان محبا لعمل الخير والمعروف خالصا لوجه الله، وليس ليشكره أحد من الناس، بالإضافة إلى صدقه في المعاملة وشجاعته في قول الحق، فهو لا يجامل أحدا على حساب أحد.
هذا كله أكسبه حب واحترام الآخرين وتقديرهم له، حتى أصبح له مكانة ومنزلة كبيرة في نفوس جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل السجون الصهيونية، وهو الآن ممثل الأسرى ولا يفرق بين أحد فيهم.
مراحله الدراسية
التحق توفيق في السنة السادسة بالمدرسة الابتدائية "أ" من مدارس ذكور مخيم البريج، وأنهى دراسته بتفوق في هذه المرحلة حيث كان مجتهدا ومثابرا بالرغم من صعوبة الظروف، وبُعد المسافة التي كان يقطعها من منزله في وادي غزة إلى مدرسته في مخيم البريج في البرد والشتاء القارص.
ثم التحق بمدرسة البريج الاعدادية للبنين ودرس هناك، وعرف في هذه المرحلة بمحبته لأصدقاءه ومتعاونا معهم، وكان يمد لهم يد العون في كل ما يستطيع، وكثيرا ما كان يستضيفهم في بيته الكائن في منطقة زراعية حيث الهدوء والراحة.
وفي المرحلة الثانوية التحق توفيق بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية "أ" والكائنة في مخيم النصيرات، وحصل على شهادتها في الفرع العلمي، ليلتحق بعدها بالجامعة الإسلامية بكلية أصول الدين، وكانت الجامعة آنذاك في بداياتها والمباني قليلة جدا وبسيطة وكان الطلاب يتلقون علومهم في خيام أقيمت داخل أسوار الجامعة، ولم تكن في ذلك الوقت عملية البناء مسموحة لأن الاحتلال قد حذر الجامعة من إقامة مباني بداخلها.
صراعه مع العدو
ومن هنا بدأت رحلة الصراع مع العدو.. فكان الشباب إذا أرادوا بناء غرفة أو مسجد أو حتى سور بسيط، فكانت هذه العمليات كلها تتم ليلا حتى لا يوقف الاحتلال العمل، وكان هذا العمل يسير بشكل تطوعي، وكثيرا ما كان الأسير توفيق يضطر إلى المبيت في الجامعة أو العودة فجرا إلى بيته بعد إنهاء هذه الأعمال التطوعية داخل الجامعة.
كما ونشط توفيق في الدور الدعوي بشكل كبير جدا، فكان له دورا دعويا بارزا في مسجده ومع أصدقاءه وأقاربه وإخوته وأخواته، وخصوصا مع من كانوا أصغر منه سنا، وقد وجه إخوته إلى المساجد ودعاهم إلى الالتزام بتعاليم الإسلام.
قدم الأسير كل ما استطاع من تضحية لحركة حماس، فمنذ أن التحق بهذه الحركة وهو يلتقي إخوانه المجاهدين لمتابعة آخر المستجدات والأمور الهامة، سواء داخل الجامعة أو خارجها، وكان يلتقي بهم أحيانا في مسجد صلاح الدين في حي الزيتون حتى لا يلتفت إليهم أحد.
كما وشارك في أنشطة الكتلة الإسلامية داخل الجامعة وفي العروض التي تقام، وفي الدعاية الانتخابية التي يقدمها مجلس طلاب الجامعة.
وشارك توفيق في فعاليات الانتفاضة الأولى بعد تخرجه من الجامعة وعمل على انجاح الاضرابات التي كانت تقام آنذاك.
توفيق والاعتقال!
اعتقل للمرة الأولى في 15-2-1988م، وبقي في التحقيق لمدة 70 يوما قضاها في سجن غزة المركزي، وكان باقي أفراد مجموعته قد اعتقلوا أيضا، ولكن لم تثبت عليه أي تهمة وأفرج عنه في 24-4-1988م، أما باقي المجموعة فقد بقوا داخل الأسر حيث وجهت إليهم تهم متعلقة بالتنظيم، ومحاربة أماكن الفساد وما شابه.
أما الأسير توفيق فقد خرج وعاد إلى بيته عاما كاملا، حيث أعيد التحقيق مجددا مع أفراد مجموعته بعد ان تفتحت خيوط جديدة تشير إلى اشتراكهم في أعمال وأنشطة مناهضة للاحتلال، وقد كان هذا التحقيق وحشيا وشديد القسوة، استعمل فيه الصهاينة كافة الطرق من الضرب والشبح والحرمان من النوم والتهديد والتعذيب وانتزاع الاعترافات، وفي نهاية الأمر تم اعتقال توفيق ليجد كما كبيرا من الاعترافات والاتهامات نزعت من أفراد مجموعته لم يستطع إنكارها.
التهم الموجهة إليه
وجه الاحتلال تهمه بانه ينتمي لتنظيم "مجد" العسكري، وهو النواة العسكرية الأولى لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بالإضافة إلى حيازة أسلحة والاشتراك في التحقيق مع كبار عملاء العدو الصهيوني داخل قطاع غزة، بإمرة الشيخ القائد صلاح شحادة.
وكانت مجموعته مكونة آنذاك من الشيخ يحيى السنوار والشيخ روحي مشتهى وكان هو ثالثهم.
ويعتبر الأسير من رموز الحركة الإسيرة داخل السجون الصهيونية، وقد عمل ممثلا لسجن نفحة لمدة 15 عام، عمل خلالها على خدمة الأسى وتلبية حاجياتهم وطلباتهم وحل مشاكلهم مع إدارة السجن، وكذلك مع السجون الأخرى وتسهيل عمليات النقل والأمور الحياتية العادية، وكذلك لتسهيل التواصل والتفاهم بين التنظيمات المختلفة داخل السجون.
ومه هذا فبوادر الأمل لا تنقطع لدى عائلة الأسير توفيق بأن يكون من المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل مع الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط.
توقيع : حــــر
بكيت وهل بكــاء القلب يجدي فراق أحبـــتي وحنيـــــن وجدي
فما معنى الحيـــاة إذا افترقنـا وهل يجدي النحيب فلست ادري
فلا التذكار يرحمني فأنســى ولا الاشواق تتركنــي لنــومــي
فراق أحبتي كم هــز وجدي وحتى لقائهم سأضــــل أبكــــي
أبي وأمي .. رحمكم الله وجعل مثواكم الجنان .. اللهم ءامين
زهرة الشرق
|