رد: حملة للتضامن مع الأسرى

الأسير المجاهد: حسن أحمد خالد المقادمة
صبر المجاهدين في وجه الظالمين
تاريخ الاعتقال: بتاريخ 18-5-1989م.
"افعل بي ما شئت فلن تنال مني أو من عزيمتي" عبارة لا زال يرددها الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني.. فبعد أن سلب المحتل حريتهم وقلب فرحتهم إلى حزن.. وخطف من أمام أعينهم بسمة طفل بريء ينظر إليه فيبتهج قلبه برؤيته.. أصبح الأسير ينظر أمامه فلا يجد إلا قضبانا حديدية أو جلادا يقف أمامه أو غرفة معتمة لا ضوء فيها.. أو وجها عابسا حاقدا ينظر إليه ويتنمى أن يقتله.. معاناة صعبة لا توصف ولا يشعر بها إلا من ذاقها وعاش مرارتها.. حياة الأسرى التي سلبت منهم لم تكن عادية.. فمعظمهم كانوا مجاهدين وأذاقوا العدو الصهيوني مرارة الألم.. ولقنوه دروسا لم يتوقع أن يجدها يوما.. فكانت الضريبة إما نصر أو شهادة أو أسر.. فكان من ضمن هؤلاء الصابرين الأبطال الأسير المجاهد ابن حركة المقاومة الإسلامية حماس حسن أحمد المقادمة "أبو علي"، والذي اعتقل بتاريخ 18-5-1989م.
حسن.. تفوق وإصرار
الأسير المجاهد حسن أحمد خالد المقادمة ولد بتاريخ 13-4-1960م في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فنشأ وترعرع بين أحضان أسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام، تتكون من سبعة من الأخوة وخمسة من الأخوات بالإضافة إلى والده ووالدته.
تلقى الأسير حسن تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس الوكالة للاجئين بمخيم جباليا، وكان من الطلاب المتفوقين في دراسته منذ الصغر، ثم انتقل بعد ذلك ليسكن في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
ثم أنهى دراسته الثانوية في البريج بتفوق، ليلتحق بعدها في الجامعة الإسلامية بغزة في قسم الشريعة الإسلامية في العام 1985م، وفور تخرجه من الجامعة تزوج من إمرأة طيبة صالحة، وأنجب منها بنت وولد ومن ثم وقع في الأسر على يد الاحتلال الصهيوني.
مع حماس وجهاز"مجد"
تميز حسن المقادمة بالنشاط الدعوي الكبير منذ أن كان يدرس في الجامعة الإسلامية، وكان أحد أعضاء مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، كما كان يعطي الدروس الدعوية والوعظية في مسجد الجامعة ومساجد مخيم البريج.
يعتبر الأسير حسن المقادمة من أوائل المنتسبين لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وخاصة الخلية التي خصصت لملاحقة العملاء والجواسيس والمتعاونين مع الاحتلال والعدو الصهيوني، وكان يطلق على هذه الخلية اسم "مجد".
اعتقل أبو علي في الانتفاضة الأولى في ساعة متأخرة من تاريخ 18-5-1989م، ووجهت له الكثير من التهم، على رأسها المشاركة في قتل وملاحقة عملاء متعاونين مع الاحتلال وحرق مزارع لليهود واتهامات أخرى متعددة.
تربى على يد أخيه الدكتور إبراهيم المقادمة
تربى الأسير حسن المقادمة على يد أخيه المعلم والمفكر الدكتور إبراهيم المقادمة، حيث كانا يسكنان في بيت واحد ونشبت بينهما علاقة حميمة وقوية جدا، وعندما أسر الدكتور إبراهيم على يد قوات الاحتلال، كان أبو علي يزوره دوما وذلك قبل أن يعتقل هو حيث كان يجمع بينهما حب الدعوة لله والجهاد في سبيل الله.
وأثناء اعتقاله التقى أبو علي بأخيه الدكتور إبراهيم "أبا أحمد" في سجن عسقلان، وقدر الله تعالى يلتقيا لمدة نصف دقيقة واحدة فقط، وقد فرح السجن كله لذلك اللقاء، وكتب يومها الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة في ذلك شعرا.
ومرت الأيام وخرج الدكتور إبراهيم من السجن وبقي حسن كما هو قابع خلف قضبان الظالمين، وكانت الأيام تتوالى والأحداث تتصاعد والأمور تسير نحو منحدر خطير، والآلام تتزايد على الأسير حسن.
أخبار مؤلمة
وأثناء مكوثه في السجن اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني أخيه الدكتور إبراهيم، فكان الخبر كالصاعقة التي نزلت من السماء عليه، فحزن حزنا شديدا لذلك واحتسبه عند الله سبحانه وتعالى شهيدا، كما جاءه نبأ وفاة أخيه يوسف بعد ذلك وتلقى الخبر بصبر واحتساب، وبعد مرور خمسين يوما جاءه نبأ آخر قلب الراحة إلى بأس وشقاء ، فقد توفيت والدته والتي لم يتسنى له رؤيتها ولا رؤية اخويه الإثنين الذين سبقوا والدته فما كان منه إلا ان يصبر ويحتسب ذلك كله عند الله تعالى.
تنقل بين السجون
تنقل الأسير المجاهد أبو علي في عدة سجون صهيونية منها سجن الرملة – وعزل فيه بشكل انفرادي-، وسجن المجدل، وسجن نفحة الصحراوي، وهو الآن في سجن السبع – إيشل القسم الرابع "أي في قسم العزل"-.
ورغم كل ذلك فإن الأسير البطل حسن المقادمة "أبو علي" يتمتع بمعنويات عالية جدا تناطح السحاب، فثقته بالله عالية، ولا يرضى ان يساوم على إخوانه في سبيل إرضاء العدو المحتل.
أحب أبو علي جميع إخوانه المجاهدين وحرص عليهم، وتحمل كل تلك المعاناة من مرارة للسجن وآلامه من أجلهم، وفي سبيل إرضاء الله تعالى.
أم علي زوجة الأسير لم تعش مع زوجها سوى أربعة سنوات فقط، وعندما اعتقل زوجها عام 1989 كان عمر ابنتها مريم 3 سنوات فقط، وابنها علي كان عمره ما يقارب العام.
وقد استطاعت أم علي تربية أولادها على الأخلاق الحميدة والتقوى والإيمان فابنها علي يحبه الجميع ويحرص على إرضاءه، فقد نشر محبته بين الجميع كما كان والده سابقا.
توقيع : حــــر
بكيت وهل بكــاء القلب يجدي فراق أحبـــتي وحنيـــــن وجدي
فما معنى الحيـــاة إذا افترقنـا وهل يجدي النحيب فلست ادري
فلا التذكار يرحمني فأنســى ولا الاشواق تتركنــي لنــومــي
فراق أحبتي كم هــز وجدي وحتى لقائهم سأضــــل أبكــــي
أبي وأمي .. رحمكم الله وجعل مثواكم الجنان .. اللهم ءامين
زهرة الشرق
|