الاخت الكريمة .. لما .

مهما كتبت هنا سأكون ناقلا لاخبار ومعاناة .. فلن تخرج كما تخرج منك .. لانك تعيشي في قلب الحدث ..

لقد عشت في موطني مدة عامين فقط .. لكني رايت فيها كما راى غيري من المعاناة والالم ..

عندما دخلت فلسطين لاول مره كنت ذاهبا الى مدينة غزه لاكمل دراستي الجامعيه ..
فبدأت المعاناة النفسيه قبل دخولي الوطن .. لماذا ؟
تصور انك تنتظر الاذن بالدخول الى وطنك من اليهودي .. فيأخذ اسبوعين لينظر في امرك وهل سيسمح لك بالدخول ام لا ؟

نعم انتظرت مايقارب 18 يوما انتظر رحمة اليهود بالموافقه لدخول فلسطين لاكمل دراستي الجامعيه ..

وكانت هذه اول مره ادخل فيها فلسطين .. فابي وامي خرجوا من فلسطين من عام 67 م

جاءت الموافقه لي بالدخول .. وفرحت جدا لاني سوف اذهب الى الوطن الي اسمع عنه ولم اراه .. الذي يتحدث عنه العالم اكثر من خمسين عاما .. ولم اقبل ارضه ..

ذهبت الى غزه عن طريق معبــر رفح .. فهبطت الطائره في مطار غزه ..فعلا انها اضحوكة ..!!
كيف يكون مسماه (غــزه) واليهود هم من ينتظرونك عند بوابة الطائرة ..

كنت افكر انني سوف اذهب الى مطار دولي كالذي اراه في التلفاز .. يملئه الموظفين والموظفات .. والمغادرين والعائدين .. لكن الصدمه كانت انها ارض كبيره بها طائرتان ومبنى صغيرا يتواجد فيه موظفين يستطيع طفلا صغيرا ان يعلم عددهم ..

قال المذيع الداخلي في الطائره .. اجلسوا في اماكنكم واربطوا احزمتكم فسوف نهبط الى مطار غزة الدولي بعد قليل .. اهلا وسهلا بكم في وطنكم فلسطين ..

فلسطين !!!

هبطت الطائره .. وهبطت قلوبنا معها .. فتح باب الطائره .. فكان في الانتظار من ؟!!
الاهل ؟ الاقارب ؟ الوطن ؟ لا لا
اليهود يقفون عند الباب ومعهم اسلحتهم .. نركب الباص .. يأخذوننا الى مقرهم .. تفتيش ثم استجواب .. ثم انتظار .. وبعد ساعات .. يذهبون بنا الى مقر الامن الفلسطيني لكي يكملون اجراءات دخولنا الى فلسطين ..

بالله عليكم .. هكذا تغادرون وترحلون في اوطانكم ؟؟


دمتم بود