( بلا هوية !! )

هويتي؟!
أنا بلا هويه!
مشرد أهيم في شوارع الزمن
كالطائر الغريب، كالأغنية الحزينه
كالموت..، لا ميعاد لي
أنا ذهول الريف في المدينه
لا تصلبوني!!
هاهو المسمار في يدي
وها أنا للتو خارج من الكفن
أبحث عن وطن !!


حكايتي مسليه؟!
لا بأس!!..
هذه حكاية الصديق للصديق
وصرخة الغريق للغريق
لا تقلبوا شفاهكم، ولا تقطبوا الجبين
تمهلوا..!! تمهلوا علي
فالحي يلقى الحي!!
والله، مثلما ترون الشمس والقمر
حكايتي، سوف تكون في الغد القريب
أسطورة أو أغنيه
تركض في دمائكم، كالخدر العجيب
أو تصبح الذهول حين يصهل الحنين
وحين يمشي فوق حزنه الشجر!!


يا اخوتي
أقول: وسعوا لي الطريق
أنا مخاض الغربة اللعينة!
لا إسم لي..
فحين تغرق السفينه
لا يسأل الملاح عن حذائه العتيق
ولا عن الهويه!!

يا إخوتي.
ألا تصدقونني؟!
لو قلت إنني شردت مرتين
وذقت في تغريبتي المرين!!
وحين أغلقت منافذ الرجاء
أتيتكم والدمع في العينين !!
سألتكم للثأر بندقيه
تعيدني الى الوطن
واحتمي بها من الدمار والحريق
لكنني..
خذلت كالحسين
ويلاه!!
ما أمر الموت دونما ثمن!!

يا اخوتي
سئمت أروي قصة الزنابق القتيله
والموت بالمجان، والتشريد، والضياع
سئمت كشف الزيف والخداع
سئمت يا وجوه الخير..
من دوامة اللاحرب..
واللاسلم ..
والما بين!!
يئست من سياسة التعتيم ..
والتنويم ..
في المدائن التي يسكنها غراب البين!!
يئست من نفسي ..
ومن ربعي ..
وعدت من كافور .. نازف الجراح ..
فارغ اليدين!!
وانطبعت كالوشم فوق الخد ..
دمعتي الشقيه
وأصبحت أمنيتي المنيه
وصخرة العذاب صخرتين !!
مها أنا أمامكم أغني:
يا ليل!!
يا عين!!

يا اخوتي
أقول: وسعوا لي الطريق
هذا الحصار الأبدي كله هراء
أقول: وسعوا لي الطريق
ما جئت سارقا ولا مهربا!..
فأنتم اللصوص والمهربون!!
وإنما أتيت كي أريح الخيل ..
كي أضمد الجراح ..
قبل رحلتي الأخيره!!
وقبل فورة الجنون
فإن أبيتم أن اقيم حيثما أشاء
وأن أموت كيفما أشاء
أبصق في وجوهكم!!
أمر فوق النار والأشلاء
لأنني في وطني ..
أرفض أن تسألني
محاكم التفتيش ) عن هوية !!

الياقوتة
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]