عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-02, 12:42 AM   #3

أقرب صاحب
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 287
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 1,248
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أقرب صاحب

بعد الإجتياح الإسرائيلي اضطر نصر الله الى إيقاف دراسته كلياً لكي يكرّس نفسه للحزب والمقاومة. ولكن بعد سبع سنوات في 1989 رأى أنّ باستطاعته معاودة الدروس. ومع الضوء الأخضر من الحزب توجّه الى قم، المدينة الإيرانية المقدسة، لمتابعة دراسته التي بدأها في النجف. وقد سرت الكثير من الشائعات بخصوص هذا الرحيل، حيث قيل إنّ نصر الله على خلاف مع كوادر آخرين في حزب الله.

ومع استمرار الخلاف مع "حركة أمل" وتحوله الى مواجهة عسكرية في إقليم التفاح، إعتبر نصر الله أنّ من واجبه العودة، كما أنّ الحزب من جانبه قد طلب ذلك أيضاً.

وهكذا، ولمرة جديدة خسر الفرصة المتاحة أمامه لإكمال تحصيله الديني. واليوم أيضاً ما زال يؤكد أنه لا يوجد أمنية أغلى عنده من رؤية إخوة داخل الحزب يريدون فعلاً إراحته من عبء "الأمانة العامة" ليعود طالباً..

لقد أُسندت إليه مهمة قيادة الحزب ومنصب الأمين العام بعد اغتيال عباس الموسوي من قِبل الإسرائيليين.


وسنة 1992 وجّهت "إسرائيل" ضربة قاسية الى الحزب باغتيالها الموسوي، فبكاه نصر الله، تلميذه وصديقه، كما بكاه مجلس الشورى المجتمع لانتخاب خلف له. ووقع الإختيار على حسن نصر الله، بالرغم من أنه لم يكن نائباً للأمين العام، وبالرغم من صغر سنّه، مقارنة مع أعضاء القيادة الآخرين. ولكن سادت اعتبارات عاطفية، فقد كان ينبغي، بشكل من الأشكال، التعبير عن إجلال من القلب للموسوي، الذي كان نصر الله أقرب شخص إليه، فقد كان يقال في الحزب: "عباس وحسن هما وجهان لعملة واحدة، إنهما الشيء نفسه".


كما أنّ نصر الله كان أفضل مرشح لاستثمار شهادة صديقه عاطفياً على المستوى الشعبي لصالح القضية والحزب.

يقول إنه في يوم انتخابه في مجلس الشورى شعر بارتباك شديد لأنه كان أصغرهم، وأيضاً لأنه حتى ذلك الوقت كانت مهمته تحمل طابعاً تنظيمياً داخلياً، من غير تداخل مهم مع العلاقات الخارجية. "ولكنهم أصروا". وبعد رفض أولي من قِبله تم التأكيد على اختياره من قِبل "العقلاء" عبر تصويت ثانٍ.


السيد حسن نصر الله هو رب أسرة منذ سنة 1978. متزوج من فاطمة ياسين (35 سنة) المتحدّرة من "العباسية" (قضاء صور). بعد استشهاد هادي البكر الذي قُتل في اشتباك في أيلول الماضي عن عمر 18 سنة، بقي لديهم: محمد الجواد (17 سنة)، زينب (12 سنة) ومحمد علي (7 سنوات)


? بعد "مذكرات شارون" سيقرأ كتاب "نتنياهو":

عندما يعود السيد حسن نصر الله الى بيته فإنه يترك أعباءه عند "العتبة"، ليصبح فقط زوجاً وأباً مهتماً، ولكن أيضاً رجلاً يعيش حياته الخاصة وإيمانه.

يقرأ كثيراً، وخاصة مذكرات الشخصيات السياسية. منذ بعض الوقت يقرأ "مذكرات شارون"، وينوي أن يعاود قريباً قراءة كتاب نتنياهو "مكان تحت الشمس"، وهذا دليل على أنه يجد من الهام التعرف جيداً على العدو.

وبالنسبة إليه، فإنّ الحزب ليس مقاومة فقط، إنه اليوم حامل لفكر سياسي عام مبني بشكل طبيعي على الإسلام: "بالنسبة إلينا، باختصار، الإسلام هو دين لمجتمع قادر على الثورة وتشييد دولة". غير أنّ السيد حسن نصر الله يضيف - ليكون صادقاً ومنطقياً مع نفسه - أنه لا يستطيع أن ينفي أنّ حزب الله يطمح على المستوى الإيديولوجي والنظري الى إقامة "جمهورية إسلامية" يوماً ما. لأنّ "الحزب اللهيين" يعتقدون أنّ الدولة الإسلامية تشكّل الحل للمجتمع، وإن كان مجتمعاً تعددياً متضمناً لأقليات. لكنه يوضح فوراً أنه ليس من المطروح فرض جمهورية إسلامية بالقوة والإكراه، مضيفاً أنّ إعطاء الحكم هو للشعب وليس على أساس الأغلبية المطلقة لـ 51 في المئة وإنما على أساس شبه الإجماع كـ 90 في المئة من الأصوات. وبناءً عليه، فإنّ إنشاء الجمهورية ليس مطروحاً في هذا الوقت.

بالنسبة لحسن نصر الله، ووفقاً للمعتقد الإسلامي، الموت ليس إلاّ البوابة التي تفصل بين العالمين. البعض يجتازها بمعاناة، والبعض الآخر بيسر وسهولة. الشهادة هي الشكل الأرقى للعبور الى العالم الآخر، لأنه عطاء آخر.


ويوضح أنه اليوم وككل أب يفتقد ابنه البكر "هادي"، وأنه يستمد شجاعته من قناعته المطلقة بأنّ الشاب هو في نعيم أصفياء القدير المطلق.

ويلفت الأب الى أنه قبل شهادة هادي كانت صورته في بيتهم فقط إلاّ أنها اليوم في كل بيت "يوجد الكثير". وحسن نصر الله الذي يبدو سعيداً بالطريقة التي انتهت فيها حياة بكره. ويختم هذه النقطة موضحاً أنه فقد كائناً عزيزاً ولكنه يعلم أنهما سيلتقيان يوماً.


قد يعود يوماً الى مقاعد المدرسة القرآنية ليصبح فقيهاً، عالماً بالأحكام. ولكن لهذه اللحظة حسن نصر الله قابع في السياسة أكثر منه في الدين، فضلاً عن نضال التحرير، وهو يحاول إعطاء الدينامية للحزب. قد يقول البعض: "إعطاؤه الديمقراطية" أو تحديثه. ولكن هذه المعاني لا تحمل في هذه الحالة دلالتها العادية في الإيحاء الغربي لأنّ حزب الله يبقى إسلامياً، هذه طبيعته، ويبقى مقاوماً، هذا واجبه.


توقيع : أقرب صاحب
زهرة الشرق

أقرب صاحب غير متواجد حالياً