عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-06, 11:35 AM   #1
 
الصورة الرمزية جارة القمر

جارة القمر
جيل الرواد

رقم العضوية : 2617
تاريخ التسجيل : Mar 2005
عدد المشاركات : 4,782
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ جارة القمر
مشاركة تهانينا.. ربحت 35 مليون دولار


[ALIGN=CENTER]


كيف يكون شعورك عندما تفتح صندوق بريدك الإلكتروني لتجد رسالة تبدأ بعبارة يحلم بها الكثيرون هذه الأيام 'تهانينا.. ربحت 3 ملايين دولار أميركي' مكتوبة ببنط عريض؟
ربما تشك للوهلة الأولى في أن تكون هذه الرسالة مزحة ثقيلة من صديق لديه عنوان بريدك الإلكتروني، لكن ما تكاد تتمعن في قراءتها، حتى تشعر بأن الأمر حقيقي، فهي تحدد لك بلد وعنوان الشركة، وتطلب منك الاتصال فورا برقم هاتف معين.
هذه الرسالة التي تصل إلى الكثيرين أحدث محاولة للنصب الإلكتروني يتعرض لها الكويتيون والوافدون هذه الأيام.
منذ أيام جلست أم أحمد، وهي وافدة مصرية تعمل معلمة في إحدى المدارس الابتدائية، أمام جهاز الكمبيوتر لتتصفح بريدها الإلكتروني، حيث كانت تنتظر رسالة من أخيها المقيم في الولايات المتحدة، الذي لم تلتق به منذ فترة طويلة. وما كادت تفتح بريدها الإلكتروني حتى وجدت رسالة موجهة إليها تقول 'تهانينا ربحت 2 مليون جنيه إسترليني'.
لم تصدق أم أحمد نفسها، وشعرت أن دقات قلبها تدق بعنف، وانتابها فرح شديد. وأول ما فعلته أنها راحت تحسب المبلغ بالعملة المصرية (11 مليون جنيه مصري تقريبا).
معقول! قالت أم أحمد في سرها، ورفعت سماعة الهاتف لتبشر زوجها 'لقد ربحنا 2 مليون جنيه استرليني'.
ظن الزوج أن زوجته تداعبه، لكنها أقسمت له انها صادقة في قولها. وراح الزوج يمطرها بعلامات الاستفهام: متى وكيف وأين؟
بدأت أم أحمد تقرأ الرسالة مرة أخرى، وتدون بيانات الشركة التي يدل محتوى الرسالة على ان مقرها في إسبانيا. ثم اتصلت برقم الهاتف المرفق، فرد عليها أحد الموظفين ودار بينهما حوار باللغة الإنكليزية. عرفته بمحتوى الرسالة التي وصلتها منذ قليل، فأكد لها الموظف الخبر، وقال لها أن عليها أن تسافر هي ومرافق لها إلى مقر الشركة في اسبانيا لتتسلم المبلغ. وأضاف أن الشركة ستؤمن لها سكنا مع من يرافقها في فندق خمس نجوم، بشرط أن تحول حوالة بريدية بمبلغ محدد من المال كرسوم إدارية لتجهيز أوراق تسلم المبلغ.
هنا لعب الفأر في عقل أم أحمد وزوجها، وقررا الذهاب إلى السفارة الإسبانية للتأكد من الأمر. وفي مقر السفارة كانت في انتظار أم أحمد مفاجأة غير سارة، لقد أكدوا لها أن هذه الشركة لها باع طويل في النصب بهذه الطريقة، وأن السلطات الأمنية الاسبانية تبحث عن هذه الشركة المشبوهة لكنها فشلت في الوصول إليها.
لكن المفاجأة المذهلة أن العاملين في السفارة أكدوا لأم أحمد أن العديد من الأشخاص في الكويت تعرضوا للنصب من هذه الشركة، بل انها استطاعت خداع أحدهم فحول لها بالفعل مبلغ عشرة آلاف دولار من أجل تحويل قيمة الجائزة، وحتى الآن لم يصله المبلغ. وقد لجأ مثل الكثيرين إلى السفارة للسؤال عن هذه الشركة.
ونصح موظفو السفارة أم أحمد بان تتحاشى مخاطبة هذه الشركة مرة أخرى، ومن إرسال أي أموال لها. وعملت أم أحمد بالنصيحة.
ادفع 10 دولارات أولا
لم تكن أم أحمد الضحية الأولى التي تصلها مثل هذه الرسالة، وإنما تلقاها كثيرون غيرها. فقد وجد عبدالحميد غضنفر رسالة مشابهة في بريده الإلكتروني تبدأ بالكلمة نفسها التي يسيل لها اللعاب 'تهانينا'، مع فارق كبير في المبلغ حيث أبلغته الرسالة أنه ربح '35 مليون دولار أميركي'.
انتاب غضنفر لحظتها شعور عارم بالفرحة والنشوة، وبدأ يفكر في الأمر، وراح يتساءل كيف عرفوا اسمه وعنوان بريده الإلكتروني؟
واتصل بالرقم المرفق، فأكد له الموظف المختص صحة ما جاء في الرسالة، لكنه أخبره أن عليه أولا أن يرسل مبلغ 10 دولارات لتخليص أوراق تسليم المبلغ. هنا شعر غضنفر أن ما يحدث مجرد خدعة ونصب. وتأكد من الأمر بعد أن اتصل بالسفارة الإسبانية.
وعن طريق SMS أيضا
الجديد في الموضوع أن الرسائل لم تعد تصل عبر البريد الإلكتروني وإنما عبر رسائل الهاتف المحمول أيضا، وهذا مع حدث مع فاضل حسين الذي وصلته رسالة باللغة الإنكليزية عبر هاتفه المحمول لا تختلف صياغتها عن الرسالة الإلكترونية التي تصل إلى الكثيرين، وتبين من كود الهاتف المرسل أن مصدر الرسالة هو دبي.
وجاء في الرسالة ' لقد ربحت في اختيار عشوائي مبلغ مليون ونصف مليون جنيه إسترليني'، وطلبوا منه إرسال رقم حسابه في البنك وبياناته كاملة إلى البريد الإلكتروني المكتوب في الرسالة.
سأل فاضل ابن عمه الذي وصلته رسالة مشابهة من قبل فحذره من إرسال أي بيانات شخصية تتعلق به أو برقم حسابه البنكي لأن هذه الشركات تعمل في مجالات غير مشروعة.
إنه نصب إذن ولكن بطرق تتماشى مع عصر الإنترنت، وهو ما أكده خالد الضوي الذي تلقى رسالة عبر بريده الإلكتروني تقول له إنه 'ربح نصف مليون دولار أميركي في سحب يانصيب عشوائي على أصحاب البريد الإلكتروني حول العالم'، لكن لكي يتسلم المبلغ عليه إرسال مبلغ 600 دولار إلى رقم حساب حددته الرسالة أو الاتصال برقم هاتف محدد.
واتصل خالد بالرقم فأكدوا له صحة ما جاء في الرسالة، فطلب منهم أن يرسلوا له المبلغ مخصوما منه 600 دولار، فقال له الموظف إنه إن لم يرسل المبلغ خلال 24 ساعة سيجري اختيار شخص آخر.
وبالطبع رفض خالد إرسال المبلغ بعدما سمع عن الكثير من حالات النصب التي تعرض لها كثيرون غيره.
الظاهرة في ازدياد
د.محمد الملا، أستاذ الحاسوب في جامعة الكويت، يؤكد خطورة هذه الظاهرة ويحذر المواطنين والمقيمين من الوقوع في فخ هذا النصب المغلف بوسائل إلكترونية. يقول:
أخطر ما في هذه الظاهرة أن أعداد من تعرضوا للنصب من خلال هذه الرسائل التي تصلهم عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف المحمول في ازدياد. وهذه الرسائل التي تصل بشكل عشوائي إلى عدد كبير من الناس تلعب على عدة محاور: الأول أن تكون الخدعة غاية في الذكاء، والثاني أن تصاغ الرسالة التي تصل إلى الضحايا بشكل مقنع، والثالث وهو الأخطر في الموضوع أن هذه الشركات تلعب على وتر حساس، وهو أن الجميع يحلم بالثروة والأموال السهلة. وعندما تسيطر عليهم الفرحة يفقدون عقولهم وتركيزهم، ويقعون ضحية للنصاب الذي يرسل هذه الرسائل.
سلة المهملات تنقذك
ويواصل د.الملا كلامه قائلا:
لكي يأخذ الناس حذرهم فعليهم أن يعرفوا كيفية وصول هذه الرسائل إليهم. فهذه الرسائل تدخل تحت مصطلح يسمى SPAMأي البريد الإلكتروني غير المفيد الذي ترسله آلاف الشركات إلى أصحاب البريد الإلكتروني ويعلنون من خلاله عن منتجاتهم. وهنا يظهر مصطلح أخر يطلق عليهFISHING أي الصيد الإلكتروني، حيث يستغل قراصنة الإنترنت (الهاكرز) البريد غير المفيد ويتسللون من خلاله فيرسلون آلاف الرسائل بشكل عشوائي. وقد يكون من سوء حظك أن تصلك هذه الرسالة، والأسوأ أن تخدعك وتثق بمصدرها فتقدم لهم بياناتك الشخصية مثل اسمك ورقم حسابك البنكي بحجة أن هذه البيانات ضرورية لكي تحصل على مبلغ كبير من المال.
لكن ما يحدث أن بياناتك الشخصية تصبح في أيدي هؤلاء المجرمين ويمكنهم أن يفعلوا بها ما يشاءون مثل السطو على حسابك في البنك أو استخدامه في أمور غير مشروعة. وهذا ظاهرة يعانيها العالم كله، ففي الولايات المتحدة وحدها تعرض 45 مليون شخص لسرقة بياناتهم الشخصية أو النصب بطرق شبيهة. وبالطبع تبقى الكويت احدى الدول المستهدفة بسبب ارتفاع مستوى الدخل فيها.
هذه الرسائل ليست سوى خداع ونصب، والحل أن يقوم كل من تصله هذه الرسائل بالضغط على زر سلة المهملات.

كيف تتصرف إذا وصلتك هذه الرسائل؟

لا تعطي بياناتك الشخصية لأي موقع غير موثوق به على الإنترنت.
لا تستخدم بياناتك البنكية مثل رقم حسابك وأرقام بطاقاتك الائتمانية عن طريق البريد الإلكتروني أو الإنترنت.
لا تفتح هذه الرسائل الخادعة فقد تحتوي على فخ.
لا ترسل أي أموال تطلب منك.
أبلغ الشرطة.
أبلغ سفارة الدولة التي وصلت منها الرسالة وزودهم بالمعلومات التي لديك.
حذر أصدقاءك.

نقلا عن صحيفة القبس

[/ALIGN]


توقيع : جارة القمر
[align=center][/align]


زهرة الشرق
zahrah.com

جارة القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس