تابع الجزء الرابع عشر
[c]بسم الله الرحمن الرحيم[/c]
[c] تابع ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الرابع عشر [/c]
تقول ولدك هل حقاً لو كان ولدك بمكاني لا سمح الله هل كنت ستتركه و تخذله كما فعلت معي ؟ رد عليه: والله يا سامي أني حاولت قدر ما أستطيع أن أساعدك لكن ليس بيدي من حيلة ، انه القانون ... وقد رفعت تقريراً للجهات العليا وأكدت فيه أنك نظيف تماماً وبريء ولابد من إطلاق سراحك فوراً لكن دون فائدة .
لكن النتيجة كانت غير متوقعة ، فقد صدر قرار بمحاطمتك ثم ابعادك عن البلاد ......... رفع سامي حاجبيه وقال: إبعاد ...؟ معقول ...؟ ما تقول إبعاد لماذا ... ؟؟ ... وضحك سامي بسخرية بالغة وقال: كم أنا غبي حتى أسأل مثل هذا السؤال ... بالطبع لا بد أن يكون ابعاد ... وماذا عساه أن يكون بعد كل ما فعلتم بي من تشويه وتكسير وتحطيم وسجن هل سيكون مكافأة ؟ .... وتنهد سامي قائلا : حسناً وماذا بعد ذلك ...؟
نظر الرئيس لسامي وقال: اسمع يا بني عليك أن تحتسب و كل هذا عند الله ، لأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه فلا تحزن وتوكل على الخالق البارئ هو مولانا ورب العرش العظيم وصدقني ستكون النهاية خيراً يا سامي ، وأنا اليوم أتيت حتى أوصي عليك رئيس السجون ليحسنوا معاملتك وقد حضرت بنفسي وليس هاتفياً وطلبت أن أراك ليكون الأمر واضحاً ... وهذا ما أقدر عليه صدقني يا سامي ليس بيدي أي أمر أخر صدقني .
وهنا تدخل مدير السجون متوجهاً بالحديث لسامي وقال: اسمع يا سامي نحن هنا نؤدي وظيفة ليس أكثر ونريد العدل ولكن إن استطعنا فعلنا وإن لم نستطع تعاطفنا وهذا ما يحدث معك الآن ، وأنا أرى وجهك يافعاً صغيراً ... والآن نريد أن نساعدك لكي تستطيع العيش هنا ريثما يتم طلبك للمحاكمة ... وبصفتي أعلم الناس بالسجون فسأخبرك كيف يمكنني مساعدتك .
رد سامي رافعاً حاجبيه ومستعجباً : مساعدتك لي ؟ وكيف ذلك ؟ رد عليه: اسمع يا سامي عالم السجون عالم يحكمه القوة والعنف ، وبالتالي كلما كنت متأصلاً بالإجرام كلما كانت لك هيبتك واحترامك وسط السجناء وبالتالي مساعدتي لك هو أنني غداً وأثناء اجتماع جميع نزلاء هذا السجن للتمشية (ليرو الشمس) سوف أدخل عليهم وأحذر الجميع منك بأنك مجرم خطير مسجل خطر وأنك مجرم متمرس ومتهم بعمليات قتل واغتيال وتفجيرات وما شابه ذلك .... وأن شكلك لا يدل على ذلك حيث أنك متمرس خطير وقاتل وأسهل ما يكون عندك هو القتل وأما بالنسبة لما فعلته بالأمس وقد كان تصرفاً عنيفاً جداً منك حيث أن ذك الشخص قد دخل المستشفى وكاد يفقد عينه ، وسوف استشهد بهذه الحاثة أمام الجميع كمثال على وحشيتك حتى يكون الحديث مقنع أكثر ... وبالتالي سوف أطلب من العسكر أن يدخلوك علينا أثناء الاجتماع و سوف أدخلك بطريقة مهيبة ومخيفة أمامهم ، وسوف أطوقك بالحديد وعندما تدخل سأقول بأعلى صوتي هذا هو المجرم القاتل ... هذا هو ...
وسيقوم العسكر بضربك بقسوة نوعاً ما ويعيدونك للسجن الانفرادي حتى اليوم التالي ، سأجعلهم يعيدونك للسجن العام وعندها ستتعجب من استقبال السجناء لك وستعرف كيف أني ساعدتك .
صمت سامي قليلاً ثم قال: هل أنت جاد بما تقول ؟ فرد الرئيس ومدير السجن معاً :نعم يا سامي نعم كل الجد فهذا الحل الوحيد الذي نستطيع أن نضمن به سلامتك صدقنا ، وعندما تدخل لابد لك أن تتصرف وسطهم بوحشية وأعطهم من مخيلتك قصص عن إجرامك و مغامراتك الوحشية وسترى كم يحترمونك ويهابونك .
ضحك سامي بصوت وقال: يا الله سبحانك يقولون السجون دار إصلاح وتأهيل والآن ها أنا أرى العكس تماماً .... عموما إذا كان هذا هو الطريق الوحيد لسلامتي فلا حول لي ولا قوة اتفقنا ...
توجه الرئيس وتوقف أمام سامي ومد يده مصافحاً وقال: سامحني يا ولدي فليس لي ذنب ، فضمه سامي وبدأ بالبكاء قائلا : أعلم أنك غير مسئول عما يحدث الآن وأشكرك من كل قلبي لحضورك واهتمامك ، وعندها قال الرئيس لسامي حماك الله يا ولدي ورعاك برحمته ، ثم استعد للخروج قائلاً : الوداع يا رأفت يا هجان .....
............. يتبع ..............
مع بالغ شكري و تقديري.........
التعديل الأخير تم بواسطة BesTDarkmaN ; 17-12-02 الساعة 12:18 AM
|