ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الرابع عشر
[c]بسم الله الرحمن الرحيم[/c]
[c] ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الرابع عشر [/c]
و بعد ........
نظر سامي للضابط وقال: ما معنى ذلك هل ستفرجون عني ؟ تنهد الضابط ثم نظر لسامي وقال: لا أعلم ، استرح أولاً و سوف أخبرك بالروتين المستخدم في مثل هذه الأمور
جلس سامي وكان متوتراً جداً وينتظر كلمات الضابط .... تنهد الضابط وقال: اسمع يا سامي أن الروتين هنا يكون على الشكل التالي: سوف يتم تحويلك إلى السجن العام بعد يومين أو ثلاثة وبعدها يتم إرسال أوراقك إلى المحكمة ثم تطلب للمحاكمة و.. و ..قاطعه سامي بغضب يتفجر من عينييه: بالله عليك هل أنت مقتنع بما تقول وهل هذا هو العدل ..؟
عندها صرخ الضابط على العسكر بانفعال: خذوه لغرفة الحجز ... فقام سامي وتوجه مع العسكر لغرفة الحجز حيث أدخلوه إلى هناك وكان في قمة غضبه ...
جلس سامي يائساً من رحمة البشر .. ولم يكن اليأس من رحمة الله ، فقام وتوضأ وأخذ يصلي لله وعندما انتهى من الصلاة جلس واضعاً رأسه بين ركبتيه وأخذ يفكر ويفكر حتى قاطعه أحد الموجودين وقال له: مساء الخير يا أخي ، فرد عليه سامي : مساء النور .... وسأله الشخص: عفواً و لكن ما هي قضيتك يا أخي .... نظر سامي للشخص وتنهد من أعماقه وقال: قضيتي كبيرة جداً ولا أنصحك بالسؤال عنها ... تردد ذلك الشخص عن إعادة السؤال وقال: أعانك الله على ما ابتلاك وتراجع مبتعداً عنه وانتهى يوم أخر من عمر الحياة ..
في اليوم التالي توجه سامي بالسؤال لأحدهم وقال: هل تعرف السجن العام ؟ ... ضحك الرجل وقال : طبعا أعرفه ، ولماذا تسأل ، هل أنت خائف من الذهاب إلى هناك .؟ قال سامي: لست خائف ولكن أريد أن أعرف هل هو كبير ..؟ وكيف من هم هناك هل هم حقاً مجرمون ؟ ضحك الرجل مرة أخرى وقال: السجن العام كبير وبه آلاف الناس منهم من المجرم ومنهم المظلوم ، لكن بشكل عام هو عالم آخر يختلف عن عالمنا الحقيقي فهناك تكون قوياً كلما قوي بطشك .. تكون قوياً كلما مات قلبك ويخافك الجميع و يحترمونك وتكون سيداً على كل من هم أضعف واقل منك ...
استمر سامي بالنظر لهذا الرجل وقال له بصوت خافت مخنوق .. أتقول الحقيقة يا رجل أم أنك تمزح ...؟ ضحك الرجل وقال له إذا لم تصدقني فسأل من تريد ... وابتعد الرجل عن سامي كأنه يريد أن يفسح له المجال بالتفكير ....
وبدأ سامي يفكر بما سيحدث له ، فهو لا علاقة له بالإجرام أو العنف .. أسئلة كثيرة تدور في مخيلته ... .. ثم حان وقت صلاة المغرب فقام سامي ليصلي .
ومر اليوم الثالث والرابع حتى جاء صباح اليوم الخامس ليطلق معها بداية العالم الجديد في حياة سامي ..... جاء العسكر وصرخوا بصوت عالي : سامي هيا تجهز سوف تذهب للسجن العام ... فقام سامي ليذهب معهم ، ثم ودع من بالغرفة .
خرج سامي إلى السجن العام حتى وصلت السيارة أمام بوابة السجن ... ثن أنزلوه من السيارة وتوجهوا به إلى غرفة خاصة تقوم بتوزيع السجناء الجدد على الأقسام على حسب قضاياهم وعندما سأل العسكري سامي ما هي قضيتك قال له سامي بدون تردد: لا أعلم .. فرد العسكري غاضباً: لا تعلم ؟ حسنا أيها النذل ، هيا ضعوه عند جرائم القتل والاغتصاب . .
وبالفعل أخذوه إلى هناك وبدأت أبواب الحديد تفتح أحضانها ونظر سامي ليجد أمامه ممر طويل جداً وعلى يمينه ويساره غرف كثيرة ، وعندما بدأت خطوات سامي إلى هذا العالم كان صوت الحديد وهو يغلق من خلفه كما يدفن في حفرة وهو حي ..
في هذه الاثناء التقى سامي مع أحد السجناء الاشرار ، والذي كان يحاول اجباره على أن يكون في غرفتهم ... ولكن سامي قاومه بشراسة وأفلت منه ، ثم توجه مسرعا الى الباب الذي دخل منه وتسلقه وأخذ يصرخ بكل قوة ويصيح: افتحوا الباب يا أنذال يا ...يا ... والكثير من الصراخ الذي جمع العسكر وجعلهم يفتحون الباب بسرعة وأخرجوه إلى الساحة وانهالوا عليه ضربا بالعصي معتقدين أنه سجين ثائر ، وكان سامي المسكين ممداً على الأرض يتلقى الضربات على جسده ولكن بدون ألم فقد ماتت كل خلايا جسده ولم يعد يشعر بأي ألم ، ثم أخذوه إلى زنزانة انفرادي ، فشعر بأن هذا الوضع مريحاً بالنسبة له ، على الأقل يضمن السلامة من أيدي هؤلاء الوحوش الذين لو رأوه سوف يمزقونه .
في صباح اليوم التالي ... حضر العسكر وأخرجوا سامي ، فسألهم : أرجوكم دعوني هنا لا أريد العودة إلى السجن العام فضحكوا عليه وقالوا له هل أعجبك الانفرادي ..؟ لكنهم لم يهتموا لكلامه وأخذوه خارج الزنزانة وتوجهوا به الى مكتب المدير العام للسجن عندما دخل إلى هناك فوجئ برئيس المباحث يجلس مع رئيس السجن ، وعلى الفور نظر لسامي وقال: كيف حالك يا ولدي ..؟ رد عليه سامي: ولدك .......؟
( أنظر تابع الجزء الرابع عشر )
التعديل الأخير تم بواسطة BesTDarkmaN ; 27-09-03 الساعة 12:35 AM
|