|
بم تحصل تحية المسجد
[ALIGN=CENTER]
الفصـــل الرابــــع
بـم تحصل تحية المسجد[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
الفـــــرع الأول[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]المقصود من صلاة تحية المسجد ألا ينتهك المسجد بلا صلاة(173) ، وهي تحصل بالآتي:
1- صلاة ركعتين بنية تحية المسجد(174) .
2- إذا دخل المسجد فصلى ركعتين بنية الصلاة مطلقًا أو نوى ركعتين نافلة راتبة، أو غير راتبة، أو صلاة فريضة مؤداة أو مقضية، أو مندورة، أجزاه ذلك عن تحية المسجد وحصلت التحية ضمنًا، نوى التحية أم لـم ينويها(175) .
3- صلاة أكثر من ركعتين بنية التحية بتسليمة واحدة وتكون كلها تحية لاستمالها على الركعتين.
وعند الشافعية الزيادة غير مطلوبة، وإن أثيب فاعلها(176) ، وله أن يتشهـــد في كل
ركعتين(177) .
وعند الحنفية أربع ركعات أفضل(178) .
لكن إذا زاد على الركعتين بعد السلام من الركعتين فلا تنعقد الثانية تحية، إلا لنحو جاهل فتنعقد فعلاً مطلقًا(179) .
وعلى ما سبق فالتحية تحصل ركعتين أو أكثر، فهل تحصل بأقل من ركعتين؟
يجيب على هذا السؤال الحافظ ابن حجر عن شرحه لحديث أبو قتادة وقوله ص فليركع ركعتين(180) .
هذا العدد لا مفهوم لأكثره باتفاق، واختلف من أقله، والصحيح اعتباره، فلا تتأدى هذه السنة بأقل من ركعتين(181) .
ومن ثـم فقد صرح فقهاء الشافعية(182) ، بأن تحية المسجد لا تحصل بالآتي:
1- ركعة واحدة.
2- سجدة التلاوة.
3- سجدة الشكر.
4- صلاة الجنازة.
وقيل: تحصل بهذه الأربع لحصول الإكرام بها، وهو المقصود في الحديث. وأجيب بأنه ليس في معنى ما ورد به الحديث(183) .
كما صرح فقهاء المالكية بأن التحية لا تحصل بصلاة الجنازة(184) .
قلت: أورد ابن أبي شيبة في مصنفه أربع روايات عن ثلاثة من الصحابة، روايتين عن عمر، وآخر عن طلحة بن عبيد اللَّه، وآخر عن الزبير بن العوام.
أنهم كانوا يصلون ركعة واحدة.
ورواية لعمر إنما هو تطوع فمن شاء نقص(185) .
[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
الفــــرع الثـــاني[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]
هل تحصل التحية بالتسبيح بدلاً من الصلاة
ماذا يفعل من دخل المسجد فلم يتمكن من آداء صلاة تحية المسجد إما لحدث، وإما لشغل أو نحوه كمن دخل المسجد في الأوقات التي تكره فيها الصلاة - عند من يقول: لا يصلي التحية في أوقات الكراهة-؟
ذهب بعض فقهاء الحنفية(186) ، وبعض فقهاء المالكية(187) وبعض فقهاء الشافعية(188) إلى أنه تقول:
سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر.
وزاد ابن الرفعة من الشافعية:
ولا حول ولا قوة إلا باللَّـه(189) .
وجعل ابن عابدين الزيادة:
الصلاة على النبي ص.
قال ابن عابدين فإنه يؤدي حينئذٍ تحية المسجد(190) .
وقال الصاوي: إن قالها أربع مرات قامت مقام التحية فينفي استعمالها في وقت النهي أو وقت الجواز إذا كان غير متوضيء(191) ، وقال الغزالي أن هذا الذِكّرْ يعدل ركعتين(192) !!
وقال غيره(193) يستحب الأتيان بهذه الكلمات لأنها صلاة سائر المخلوقات - غير الآدمي - من الحيوانات والجمادات في قوله تعالى: {إن من شيء إلا يسبح بحمده}(194) أي: بهذه الأربع!! وهي الكلمات الطيبات والباقيات الصالحات والقرض الحسن والذكر الكثير في قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض اللَّه قرضًا حسنًا}(195) ، وقوله تعالى: {واذكروا اللَّه ذكرًا كثيرًا}(196) .
ونقل الزكشي(197) التسبيح عن الغزالي وابن الرفعة في الكفاية، والنووي في الأذكار، وحاول أن يجد له دليلاً فقال: ويحتج له إنه ص علَّم ذلك لِمَنْ لا يحسن قراءة الفاتحة، فإذا صح قيامها مقام الفرض، فالنفل أولى، لكن هناك النائب والمنوب عنه من حبس واحد وهو القول، وهنا نيابة قول عن فعل. وذكر ابن بطال في شرح البخاري عن جابر بن زيد الإمام الكبير التابعي أنه قال: إذا دخلت المسجد فصل فيه فإن لـم تصل فاذكر اللَّه فكأنك صليت. قلت: لـم يرد في ذلك شيء عن رسول اللَّه ص ولا عن الصحابة رضوان اللَّه عليهم فيما أعلم، وكلام جابر بن زيد ليس فيه تحديد لهذا الذكر، ولا شك أن الذكر في المسجد أفضل من الجلوس بلا ذكر ولكن تحديد هذا الذكر والقول بأنه يعدل ركعتين يحتاج إلى دليل. واللَّه أعلم.[/ALIGN]
|