اللحـــــن في اللغـــــة
الــلــحــــــــن
اللحن في اللغة هو تغيير شكل الحرف ، وهو قبيح جداً لأنه يغيّر المعنى ، ويستقبح اللحن كلّ من يفهم العربية الصحيحة ، والأعراب الذين لم يعرفوا اللحن، لا يفهمون مراد المتكلّم إذا لحن ،
وقد قال عبد الملك بن مروان : اللحن في الكلام أقبح من التفتيق في الثوب .
وقال مسلمة بن عبد الملك : اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه .
و نحن نذكر هنا جملاً من ذلك .
دخل أعرابي السوق فوجدهم يلحنون ، فقال : سبحان الله يلحنون ويربحون !
دخل رجلُُ على زياد فقال له : إن أبينا هلك ، وإن أخينا غصبنا على ميراثنامن أبانا .
فقال زياد : ما ضيّعت من نفسك أكثر مما ضاع من مالك .
قال حماد بن سلمة : من لحن فلا يحدث عني .
وقال همام : ما حدثتكم عن قتادة ملحوناً فاعربوه ، فإن قتادة كان لا يلحن .
وكان ابن عمر وابن عباس يضربان أولادهما على اللحن .
وقال أبو بكر وعمر : لحفظ بعض إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه .
ودخل خالد بن صفوان الحمام ، وفيه رجل مع ابنه ، فأراد الرجل أن يعرّف خالداً ما عنده من البيان فقال : يا بني غبدأ بيداك ورجلاك . ثم التفت إلى خالد وقال : يا أبا صفوان ، كلام قد ذهب أهله .
فقال : هذا كلام ما خلق الله له أهلاً قط .
دخل على عبد العزيز بن مروان رجلاً يشكو صهراً له فقال : إن خِتْني فعل بي كذا وكذا .
فقال له عبد العزيز : من ختَنك ؟
فقال : ختَنني الختّان الذي يختن الناس
فقال عبد العزيز لكاتبه : ويحك بما أجابني ؟
فقال له : أيها الأمير لحنتَ ، وهو لا يعرف اللحن .
فقال عبد العزيز : أراني أتكلّم بكلام لا تعرفه العرب ، لا شاهدتُ الناس حتى أعرف اللحن .
فأقام في البيت جمعة لا يظهر ، ومعه من يعلّمه العربية ، فصلّى بالناس الجمعة وهو أفصح الناس ، وكا بعدها يعطي على العربية ويحرم على اللحن .
وقرأ رجل على الأعمش : قال لمن حولِه ألا تستمعون .
فقال له الأعمش : لمن حولَه .
فقال : أليس أخبرتني أن من تجر ما بعدها !
|