[ALIGN=CENTER]
البــاب الثـــاني[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
الفصــــل الأول
سنية تحية المسجد[/ALIGN]


تحية المسجد عند أصحاب المذاهب الأربعة ليست واجبة وكذا عند الظاهرية كما سبق أن أوضحنا، وقد نقلنا الإجماع على ذلك ودحضنا شبهات من قال بوجوبها.
قال ابن عبد البر:
كل صلاة بعد الخمس نافلة وتطوع(105) .
وقال القرطبي صاحب المفهم:
عامة العلماء على أن هذا الأمر على الندب والترغيب(106) .
وفي معارف السنن:
تحية المسجد سنة عندنا وعند الكل(107) .
وقال ابن دقيق العيد:
جمهور العلماء على عدم الوجوب(108) .
وفي المنهل:
ذهب الجمهور إلى أنها سنة(109) .
وهذه هي اقوال اصحاب المذاهب:1-
[ALIGN=CENTER]
الحنفية:[/ALIGN]

حكى ابن عابدين الإجماع على سنيتها نقلاً عن الحلية وقال: "يسن تحية المسجد..."(110) .
واعتبرها الكاساني من التطوع الذي له سبب(111) .
وفي مراقي الفلاح:
سُنَّ تحية المسجد ركعتين(112) .
وقال النووي:
تحية المسجد سنة عندنا وعند الكل وعبر عنها بالسنة صاحب الدر المختار، وعبر عنها صاحب الخلاصة بأنها مستحبة(113) .
[ALIGN=CENTER]2-
المالكية:[/ALIGN]

جمهور فقهاء المالكية على أن تحية المسجد مندوبًا إليها ندبًا مؤكدًا.
قال أحمد الدردير في مختصره: "اقرب المسالك":
ندب نفل وتأكد قبل ظهر وبعدها... وتحية المسجد لداخل يريد الجلوس به(114) .
وفغي شرح هذا المختصر للمصنف نفسه لـم يذكر أن الندب مؤكدًا فتعقبه الصاوي في حاشيته على الشرح المذكور قائلاً:
المناسب وتأكد تحية المسجد، لأن تحية المسجد من حملة المتأكد(115) .
وممن قال أن الندب مؤكدًا من المالكية صاحب جواهر الإكليل(116).
وتبيين المسالك:
يُسن لمن دخل المسجد ألا يجلس حتى يصليها(117).
وفي الذخيرة:
يستحب(118) .
[ALIGN=CENTER]3
- الشافعية:[/ALIGN]

تحية المسجد عند الشافعية من النوافل، وقد ذكرها بعض فقهاء الشافعية في النوافل التي لا تتعلق بالمواقيت(119) ، أو ذكرها بعضهم في النوافل التي لا يشرع فيها الحمامة(120) ، ومنهم من عبر عنها أنها سنة(121) ، ومنهم من قال: أنها سنة مؤكدة(122) ، ومنهم من قال: هي مستحبة(123) .
وصرح جمهور فقهاء الشافعية بكراهة الجلوس بلا تحية بلا عذر(124) . وعليه فقالوا بكراهة دخول المسجد بلا وضوء(125) ، ومنهم من اشترط للكراهة إرادة الجلوس(126)، ونقل الزكشي(127) الكراهة عن سعيد بن المسيب والحسن البصري. قال: ويحتج لذلك بالحديث:
إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس ويركع ركعتين(128) . من حيث المأمور بالصلاة مأمور بشرطها.
[ALIGN=CENTER]4
- الحنابلــة:[/ALIGN]

يُسن لمن دخل المسجد إلا يجلس حتى يصلي ركعتين(129) .
وفي الشرح الكبير:
يستحب لمن دخل المسجد ن يصلي ركعتين(130) .
5- الظاهــرية:
ذكرنا أن داود الظاهري يقول بوجوب تحية المسجد، وقد أجبنا على ذلك.
أما انب حزم فقد ذكرها في صلاة التطوع.
قال: ألا أن الوتر أوكد التطوع.... ثـم أوكدها لعد الوتر صلاة الضحى وركعتان عند دخول المسجد(131) .
القول المرضي:
والقول الذي نرتضيه أن تحية المسجد من النوافل وإن اختلف تعبير العلماء عنها بأنها سنة، أو سنة مؤكدة، أو نافلة، أو مندوبة، أو مستحبة، أو تأكد ندبها. فكلها تعبيرات قريبة من بعضها، ويجمعها كلها أنها ليست واجبة. فالأمر متقارب كما قال البنورى(132) .
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

زهرة الشرق