[ALIGN=CENTER]
باب من أحب بالوصف[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
من غريب أصول العشق أن تقع المحبة بالوصف لا بالمعاينة
فإن للحكايات
ونعت المحاسن والصفات
ووصف الأخبار
تأثيرا على النفس ظاهرا
وقد يترتب على ذلك أنواع أخرى من الحب
كالمراسلة
والمكاتبة
والهم والوجد والسهر
وأكثر ما يقع هذا في ربات القصور
والمحجوبات من أهل البيوت مع أقربائهم من الرجال
وحب النساء في هذا أثبت من حب الرجال لضعفهن
وفي هذا يقول ابن حزم
[ALIGN=CENTER]
يا من لامني في حب من لم يره طرفي
لقد أفرطت في وصفك لي في الحب بالضعف
فقل هل تعرف الجنة يوما بغير الوصف[/ALIGN]
ويقول في استحسان النغمة والصوت دون وقع العين على العيان منه[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
قد حل جيش الغرام سمعي = وهو على مقلتي يبدو[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
فإذا حدث الحب بالوصف
فعند المعاينة يقع أحد أمرين
مخالفة الحقيقة لظن المحبوب عند وقوع الرؤية:[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
وصفوك لي حتى إذا أبصرت ما = وصفوا علمت بأنه هذيان
فالطبل جلد فارغ وطنينه = يرتاع منه ويفرق الإنسان[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
وفي ضد هذا يقول:[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
لقد وصفوك لي حتى التقينا = فصار الظن حقاً في العيان
فأوصاف الجنان مقصرات = على التحقيق عن قدر الجنان[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
وإن هذه الأحوال لتحدث بين الأصدقاء والإخوان
[ALIGN=CENTER]
باب الحب من نظرة واحدة[/ALIGN]
فكما أنه يقع الحب بالوصف دون النظر
فهو يقع أيضا من نظرة واحدة
ويتعجب ابن حزم من هذا النوع ولا يصدقه
ويعتبره ضربا من الشهوة
ويقول ابن حزم : ما لصق حب بأحشائه إلا مع الزمن الطويل
وبعد ملازمة الشخص له دهرا
[ALIGN=CENTER]
باب من لا يحب إلا مع المطاوعة[/ALIGN]
يحكي ابن حزم في هذا الباب
عن الذين لا تصلح محبتهم إلا بعد طول المخافته
وهذا الذي يوشك أن يدوم ويثبت
ويقول ابن حزم أنه رأى من أصحاب هذه الصفة مدى لصق الحب بأكبادهم[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
سأبعد عن دواعي الحب إني = رأيت الحزم من صفة الرشيد
رأيت الحب أوله التصدي = بعينك في أزاهير الخدود
فبينا أنت مغتبط مخلى = إذا قد صرت في حلق القيود
كمغتر بضحضاح قريب = فزل فغاب في غمر المدود[/ALIGN][ALIGN=CENTER]
ويتحدث ابن حزم في هذا الباب عن من يدعي حب اثنين فيقول [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]
كذب المدعي هوى اثنين حتما = مثل ما في الأصول أكذب ماني
ليس في القلب موضع لحبيبيـــــــــــــــــــــــــــــن ولا أحدث الأمور بثاني
فكما العقل واحد ليس يدري = خالقاً غير واحد رحمان
فكذا القلب واحد ليس يهوى = غير فرد مباعد أو مدان[/ALIGN]

زهرة الشرق