الموضوع: تحية المسجد
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-06, 03:28 AM   #1

معاذ
مشرف أول

رقم العضوية : 4355
تاريخ التسجيل : Mar 2006
عدد المشاركات : 2,085
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ معاذ
الأقوال المرضية في صلاة التحية


مقـــدمـة

إن الحمد للَّه نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، إنه من يهد اللَّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له.
وأشهد ألا إله إلا اللَّه وحده لا شريط له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}(1) .
{ ياأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيرًا ونساءً واتقوا اللَّه الذى تساءلون له والأرحام إن اللَّه كان عليكم رقيبا}(2)(3) .
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب اللَّه، وأحسن الهدي هدي محمد (ص)، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار(4) .

وبعـــــــد...
فقد جمعني اللَّه تعالى ببعض طلبة العلم، وكان أحدهم يلقي محاضرة قال فيها: إن تحية المسجد واجبة.
وبعد المحاضرة دار بيننا حديث ودي، وانتهزت فرصة أن الحديث بيني وبينه فقلت له أنه ذكر في المحاضرة أن تحية المسجد واجبة، قلت له ذلك وأنا لا أشك أن يقول إن هذا كان منه سبق لسان، أو أنه لـم يقصد هذه الكلمة وكانت مفاجأة لي عندما أكد أنه يقصد هذه الكلمة، وأنه يعتقد وجوب تحية المسجد.

ووجدت نفسى أسأله: هل تقول إن الواجب هو الفرض فنظر إليَّ وهو يوقل: أنا أعرف ما تريد أن تقوله.
فقلت: لا يكفي أن تحرمه، بل عليك أن تجد جوابًا عنه.
فقال: أنا أقول أنه يأثم بتركها.
قلت: لـم تجبني على ما سألت.
قال: أنا أقول أنه يأثم بتركها.
قلت: هذه حيدة، فسكت، فأكملت قائلاً: هذا القول يلزمك بأن من دل المسجد بلا وضوء يأثم؛ ولـم يقل به أحد من أهل العلم.

وانتهى الموقف على هذا، وكدت أنسى ما حدث، لولا أني وجدت شبابًا كثير يقولون بهذا القول، والغريب أن بعضهم من طلبة العلم، ومنهم من يدعوا لهذا القول ويناظر عليه. وقد ناقشني بعضهم، فوجدت أمرًا عجيبًا، وجدت بعضهم يرد قول أكابر العلماء المؤيد بالدليل بقوله العار من الدليل بل إن بعضهم قال لي - عندما شقلت له إن الإجماع منعقد على سنَيّة تحية المسجد - قال: الإجماع ليس بحجة.
ولذا فقد استخرت اللَّه تعالى في أن أكتب كتابًا أجمع فيه أقوال العلماء، ومذاهب الفقهاء في هذا الموضوع.
ثـم رأيت أن يكون كتابًا جامعًا لأحكام تحية المسجد وسميته:

الأقوال المرضيّة في صلاة التحية.
وقد جعلته في خمسة أبواب:
الأول: في تعريفها ودليل مشروعيتها، وإثبات سنيتها، والرد على من قال بالوجوب.
الثانى: في أحكام تتعلق بالتحية وفيه ستة فصول: في سنيتها، وسببها، ووقتها، وبم تحصل، ونيتها، وتكرارها.
الثالث: فيمن لا يطالب بالتحية وفيه أربعة فصول.
الرابع: جمعت فيه اقوال العلماء في صلاة التحية، أوقات الكراهة.
الخامس: حاولت أن أجد الإجابة الصحيحة على سؤال دائمًا يتكرر، وهو هل تصح تحية المسجد والخطيب يخطب الجمعة؟

وقد حاولت جهدي أن أذكر أقوال العلماء بأدلتها بأمانة مع مناقشة تلك الأدلة كلما أمكن، كما حاولت مناقشة ما أعترض به على تلك الأدلة.

وقد أذكر القول الذي أرتضيه في المسألة، وقد لا أفعل ذلك صراحة، اكتفاءً بما يظهر للقاريء من عرضي وترجيحي للأدلة التي أعرضها دون تحيز.
وتماشيًا لنقل قول شاذ عن أحد المذاهب فقد اعتمدت في النقل عن كل مذهب توسعت في تخريج أحاديث دليل المشروعية حيث هي موضوع الكتاب وعليها مدار اليحث.

أما باقي الأحاديث فقد اكتفيت بالإشارة إلى مواضعها من الكتب الستة غالبًا. وقد أكتفي بذكر الصحيحين أو أحدهما إن كان الحديث فيهما أو في أحدهما.
وقد أُشير إلى موضع الحديث في غير الكتب الستة أو في غير الصحيحين رغم أن اصل الحديث موجود في هذه الكتب ولكن أذكر ذلك لزيادة لفظ أو نحو ذلك.
ورغم أني بذلت حهدًا كبيرًا، وأخذت وقتًا طويًلا في هذا الكتاب. إلا أنني لا أدعي له الكمال، بل إنني مُقِر بعجزي وتقصيري، وقلة بضاعتي، وليلتمس القاريء لي العذر فإني قد بذلت قدر طاقتي، وأسأل اللَّه أن يجزيني على قدر رحمته وعفوه إنه كريم حليم.
كتبــه
أبـــو معــــاذ
العين - الجمعة 7 ذو القعدة 1415هـ
7 إبــريــــــل 1995م


توقيع : معاذ
زهرة الشرق

معاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس