لعبة فلسطينية شعبية
اسماها القدر
(شفتك )

صبية من الارض .. للارض ..
صبية يسكن الحزن ملامح وجوههم .. وتأتيهم الكابة كل مساء لتقول :
-- هذا مسائي وما قبله وما بعده صباحان .. لن تحلموا بهما ..
يخرج احدهم ليغمض عينيه .. فيفتح المخيم طاقات من الظلمات .. وما يلفت الانتباه هو خروج الطفل عن الوعي لمراقبته سراب المفتاح الدائر بمخيلته
ولسانه يدور بارقام لا وعى له بها سوى ان وقوفه بين الاتجاهات جعله يقول :" واحد .. اثنان .. ثلا... "
يختفي الصبية داخل جسد صاحبهم .. يحاولون البحث عن طرقات تتسع لمفاتيح اكبر منهم
فيتلاقون بشرايين اصغر .. من اصغر عقلة اصبع .
وبالنهاية يختفون ..

ليظهر المخيم علامات الحمل .. فهذه امرأة تصارع لتضيف لابناء النمل .. شيئا .. وتصارع لتعيد الزمان والمكان في عقارب ساعة تدور الى اليسار .

تتلاشى الظلمات وتخرج الى النور ربع حدقة من عينه .. ليبدأ رحلة العذاب بالبحث عن السراب .

جدران لا تتجاوز مسافاتها كف طفل .. ويترامى على اطرافها ( مليون عصفور .. وصورة )
يتلاشى الطفل ريحا .. ليخترق الثقوب
ويخترق الثقوب
ليرى متسكعا خلف ضبابيات المريخ ..
لحظات تفكير ( هو صديقي .. نعم .. هو ..)
ويصرخ :
-- انت .. نعم انت .. (شفتك )

والان
تتسمر النكبة .. وتهرب النكسة
ولكن تعود الصحراء جرداء
ومن جديد يبدأ احدهم بالصراخ :" واحد .. اثنان .. ثلا... "

بقلم : ابويافا

.