عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-02, 05:52 PM   #1

الطير
عضوية جديدة

رقم العضوية : 383
تاريخ التسجيل : Oct 2002
عدد المشاركات : 40
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الطير
نداء عاجل جدا من العراق !!!



الجزء الاول:
في يوم من الأيام.. كانت ببغداد أول مدرسة للطب في الدولة الإسلامية.. منارة تضيء الظلمات للبشرية.. فجأة تحول النور ظلمة.. والظلمة أشباحا.. تحيل مهود الأطفال إلى لحود.. فعندما تدخل بغداد الآن قد ترى أنه يبدو على بنايات مستشفياتها بعض الحداثة، وذلك لأن العراق كانت تخطو خطوات واسعة -قبل العقوبات الدولية التي فُرضت عليها- في مجال الطب والصحة جعل البعض يصفها بأنها تتقدم إلى مستوى البلاد المتقدمة.. فقد كانت تنفق 550 مليون دولار على الرعاية الصحية في عام 1990، حسب تقارير وزارة الصحة العراقية (انخفضت إلى 26 مليون دولار بعد العقوبات) حتى سقط على رأسها 88500 طن من المتفجرات (أي 7.5 مرة قدر متفجرات هيروشيما) أحالت بغداد إلى أشباح، وقتلت وجرحت الآلاف المؤلفة، وقطعت وسائل الاتصالات، وضربت محطات الكهرباء في أول 24 ساعة، وحطمت نظم المياه الصحية.. ولم تكن البنية الطبية بمنأى عن ذلك.. بل إن القصف والعقوبات معاً حطما البنية الطبية لمستشفيات بغداد..
فالحداثة لا تبدو عليها من الداخل، كل شيء أشبه بحطام، المباني مصدعة، لا تصل إلى هذه المستشفيات إلا المياه الملوثة، لا تشم للأدوات المتهالكة رائحة التعقيم، ولا يوجد أَسِرة حديدية جيدة.. على كل مريض أن يحضر ومعه سريره الخاص به إن أمكن أو يشارك الآخرين في مرتبة واحدة.. المصاعد والمكيفات معطلة، الأسقف والشبابيك تتدلى منها القاذورات، معظم المواد الطبية ثنائية الغرض ممنوعة بمقضتى العقوبات، فأجهزة القلب والرئة والأشعة، وحضانات الأطفال الخدج، وعربات الإسعاف، حتى لا تستخدم كعربات عسكرية، كل هذا ممنوع استيراده.. أما الأدوية مثل المضادات الحيوية والمسكنات وأدوية التخدير والعلاج الكيميائي وكثير من التطعيمات بل ومواد معامل التحاليل (التي قلت كفاءتها بنسبة 68.6% كما ذكر رمزي كلارك من "المركز الدولي للتأثير" في تقريره لسكرتير الأمم المتحدة في نوفمبر 99*) محظورة بأمر من مجلس الأمن حتى لا تتحول إلى أسلحة بيولوجية أو كيميائية، حتى الأدوية العادية المنقذة للحياة، من محاليل الجفاف إلى الأنسولين عادة غير متواجدة.. السرنجات والقفازات تغسل ويعاد استخدامها.

باختصار، فإن هناك نقصا في كل ما تتخيله من مواد طبية أو غير طبية.. ولا شك أن قطْع الكهرباء المتواصل، وندرة المولدات أثرت بشكل كبير على الرعاية الصحية في البلاد خاصة العمليات الجراحية التي انخفض عددها بنسبة 70% * تبعاً لنفس المصدر السابق، وهذه العمليات التي تجرى يُضطر الأطباء في بعض الأحيان إلى إجرائها بدون بنج، فكثيراً ما تسمع أروقة هذه المستشفيات صرخات الألم الموجعة.

أما الأطباء والممرضات فحدث عنهم ولا حرج.. فقبل عام 1990، كانت المستشفيات تضج بالمنظفات والممرضات من الفليبين وبنجلاديش، ولكن مع العقوبات رجع كلٌّ إلى بلاده. لا تكاد ترى ممرضة في هذه الأماكن، الممرضة الآن هي أم الطفل المريض نفسه أو جدته.. تحضر ومعها الطعام والمياه المغلية ويشرفون على تشغيل الماكينات وأعمال التمريض الخفيفة.

الأطباء الذين تَلقى الكثير منهم دراسته في أمريكا وبريطانيا.. رواتبهم لا تتعدى 2-4 دولار شهريًّا! ويشتركون في نُسخ متهالكة من الكتب الطبية القديمة.. فلا يوجد بحث علمي.. ولا إنترنت.. بل إن بعضهم يُضطر للعمل كسائق تاكسي مساء لتلبية الاحتياجات الأسرية، كما ذكر ريتشارد ماكدويل الصحفي في جريدة "جزيرة الأرض" عام 1998.

يتبع >>>


توقيع : الطير
وكل حب لغير .... وجه الله ينهارٌ
هم الرجال اذا ما اشتد عزمهم
سيوفُ تقطعــــــــــــــــــــــو الرقابٌ

علمتني الحياة ان افارق دائما من احب
وعلمتني الاصالة ان لا انسى من احببت

الطير

الطير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس