عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-06, 08:57 PM   #1

عايدة
خطوات واثقة

رقم العضوية : 4356
تاريخ التسجيل : Mar 2006
عدد المشاركات : 101
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ عايدة
الدين والمساءلة


الدين والمساءلة



كل الانظمة التي عادت الدين جهرا،وكل الممارسات اللائكية التي صاحبت الرأسمالية أولازمتها،ولا حتى النزعات العلمانية،قد تمكنت من دفع الدين الى التراجع ،أو التركن في زاوية النسيان.إنه ما فتئ يقفز منتصرا ،تدعمه قوى التابعين ولو مظهريا
وإذا كانت الأديان الأخرى قد حققت انجازات كبرى على مستوى المساءلة الفكرية فإن الإسلام يحتل مرتبة متأخرة في هذه المساءلة ،هو الذي يحتل الصدارة الإعلامية الأول على مستوى النزاعات والحروب والتفجيرات المتصلة به حقا أباطلا.
كثيرون أنجزوا حوارات مع الدين الإسلامي من وجهات نظر مختلفة:ماركسية،أو اشتراكية ،إلحادية أو وجودية،دينية يسارية ،أو تاويلية موضوعية،ولكن حواراتهم كانت مصبوغة بسلبية التعصب نتيجة ردة فعل ،أو عن هجوم أو دفاع ،وهذا ما حد من إيجابية تلك الحوارات.
لماذا إذن تهرب فكرنا الإسلامي من مساءلة الدين؟ وأي تبرير يمكن تقديمه عن هذا " السبات العميق " حتى لنكاد نصل الى هاوية الكارثة؟
كيف نقبرحكما يتقصد كل مجتهد ويغيب عنا الطابع الشيطاني الذي يلبسه لنا كثير من أهل العمائم المرتعبين على مصالحهم،المتقاتلين على رميم القبور،المؤولين لآيات منزوعة من سياقها حتى يصيروها سيفا مسلطا على الرقاب؟
من حقنا اليوم أمام توالد الخراب، والدم ،وتغذية اللبس،وتحويل النص المقدس الى قميص عثمان أن نسمو أمام غنى وثراء القرآن الكريم:كتاب الاعتقاد، والقصص،والخيال ،والتشريع والتنظيم.
سيظل الدين أمامنا ديدنا أبديا كمجال رمزي بامتياز،فاعل في نفوسنا، لا يتوقف عن مساءلتنا .فمتى نستيقظ لمساءلته وقد نزلنا الدركات تفسخا وفجورا وتدنيا حضاريا وانسياقا نحو قيم تتبدى فينا أفاعلها؟


توقيع : عايدة
خلقت حرا فقيدني وجودي

عايدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس