(الخاطبة) طفل عمره 12 عاماً!!
الإنترنت في ساحل العاج وسيلة للزواج من أوروبيين
* أبيدجان رويترز:
في غرف عارية من الأثاث بمقهى للإنترنت بأبيدجان يلعب محمد البالغ من العمر 12 عاما دور الوسيط المنقذ بينما تقبع عشرات الفتيات من ساحل العاج الواقعة في غرب أفريقيا يتصفحن الإنترنت بعضهن لساعات يوميا عازمات على العثور على زوج.. ولكن ليس أي زوج.
وقال محمد وهو يبتسم في خجل «عندما تسألهن أي نوع من الرجال يردن يجبن جميعهن نفس الإجابة.. أبيض ولديه منزل وعمره نحو الخمسين ومقتدر»، وبعض هؤلاء الفتيات أميات ومعظمهن لا يعرفن كيف يستخدمن الكمبيوتر أو يكتبن على لوحة المفاتيح بسرعة.
ولكي يكسب مصروف جيبه يساعد محمد الفتيات الساعيات وراء الأزواج في كتابة رسائل الحب وإرسالها عبر الإنترنت وقراءة البريد الإلكتروني من الخطاب المحتملين.
وأضاف محمد «هذه المواقع عن الحب ولكن عندما تلتقي بهؤلاء الفتيات انه ليس الحب الذي يبحثن عنه».
ويقول كوني ادجوما صاحب مقهى الإنترنت الذي يعمل فيه محمد إن معظم زبائنه من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و20 عاما يرين في الرجل الأبيض تذكرة مرور إلى حياة أفضل في أوروبا وكندا أو الولايات المتحدة.
ويضيف «أحيانا وبعد فترة يأتي الرجل هنا لمدة اسبوع ليلتقي بالأسرة، ثم يرسل تذكرة طائرة وبعض المال من أجل الأوراق، أعمل في هذا المجال منذ عامين ورأيت تسع فتيات يغادرن بهذه الطريقة».
ويمكن ان تحمل مواقع التواعد ما بين 30 و40 رسالة يوميا من نساء من ساحل العاج يسعين إلى الحصول على شركاء، ويقول معظمهن إنهن يريدن «رجلا أبيض» والبعض يكن أكثر تحديدا في مطالبهن.
وتقول إحدى الرسائل «أفريقية شابة حسناء تريد للزواج رجلاً أوروبياً.. السن ما بين 40 و50 ومقتدراً لأنني أعتقد ان هذا ما تحتاجه لتشعر بالسعادة دعنا لا نخجل من الاعتراف بذلك».
واعتادت ساحل العاج أكبر منتج للكاكاو في العالم إغراء ملايين من العمالة المهاجرة باعتبارها دولة غنية نسبيا في الغرب الأفريقي المضطرب الذي يضربه الفقر.
إلا أن الاقتصاد المتدهور والاضطرابات المتفرقة منذ الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1999 غير كل هذا، فقد انخفضت مستويات المعيشة ويشعر الكثير من السكان الآن أن بدء حياة جديدة في الخارج هو الطريق الوحيد للخلاص مهما كلفهم.
|