مراحب احبتي..
[ALIGN=CENTER]
إنه العالم الكيماوي والفلكي (اسماعيل بن يوسف) رجل عاش في القرن الثالث الهجري في مدينة القيروان وتجوّل في مغرب الوطن العربي ومشرقه، ثم استقرّ به المقام أخيراً في الأندلس.
عالم كبير متعدد المواهب، فهو عالم كيمياء، ومتخصص في الفلك، ومجاهد حارب بالسيف في صقلية، ورحالة جاب بلاد العرب طولاً وعرضاً، ومتضلّع باللغة والأدب، قال عنه جلال الدين السيوطي: (كان مقدماً في علم العربية) له مواهب أخرى متنوعة، ولكنه اختصّ بصناعة جعلته أثيراً لدى النساء، وجعلت اسمه يتردد على ألسنتهن كالموسيقى.. لماذا؟.
ببساطة لأنه افتتح في القيروان محلاً لعمل مساحيق التجميل والعطور، فمن دكانه الصغير تستطيع أية فتاة أو سيدة أن تحصل على ما يناسب وجهها من مستلتزمات الزينة.
والقصة تبدأ في بغداد، فقد دفعته الحاجة إلى العمل عند طلاّء والطلاّء هو الذي يصنع ويبيع الطلاء للسيدات، وما إن بدأ اسماعيل بن يوسف يمارس هذه المهنة حتى انكشف له أسرارها الغامضة، وراح يبدع في صناعته وينتقل من نجاح إلى نجاح في تطوير المساحيق والعطور، ساعده في ذلك معرفته الدقيقة في الكيمياء والطب والصيدلة حيث كان العلماء يأنفون من العمل في مثل هذه المهن من قبل ويتركونها للعطارين وتجّار السوق.
ذاع صيت إسماعيل بن يوسف وسمي بإسماعيل الطلاّء بعد أن كان يُدعى بـ(المنجم) ولم يبتئس لهذه التسمية الجديدة، بل ازداد بها شغفاً وحباً، وحين عاد إلى القيروان افتتح محلاً أنيقاً في السوق تفوح منه الروائح الزكية، ويجذب إليه النساء الجميلات والموسرات وكل من تستطيع أن تدفع ذهباً وفضة من أجل زجاجة صغيرة من العطر العجيب الذي يصنعه الرجل في دكانه أو حُق أنيق يحتوي على دهان يجعل الوجه أكثر نضارة وإشراقاً أو إصبع محفوظ بعلبة من الزجاج يجعل الشفاه الرقيقة تتدفق حمرة وجمالاً. وحين ذاع صيته في القيروان دعاه الأمير إبراهيم الأصغر ليكون مدرساً في (بيت الحكمة) ثم لازمه في بلاطه، وعند وفاة الأمير إبراهيم وسقوط دولة الأغالبة رحل عالمنا (إسماعيل الطلاّء) إلى الأندلس وهناك في ركن بارز من السوق –اختاره بنفسه- افتتح محلّه الجديد لبيع مساحيق التجميل للسيدات وجميع أنواع العطور. وليس غريباً أن يقوم الشيخ إسماعيل بن يوسف بتدريب عدد من الصبية الروميين على صناعة الدهون والعطور وكشف أسرارها الغامضة لهم، وليس غريباً أبداً أن تنتشر هذه الصناعة بعد قرنين من ذلك الزمان فتعم أوروبا كلها من دون أن يذكر أحد من تجارها وصنّاعها العالم العربي الكبير الذي كان وراء سعادة المرأة وسرورها (إسماعيل بن يوسف الطلاّء). [/ALIGN]
للأمانه منقول من موقع الفاتح
ودمتم