عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-02, 08:15 AM   #1
 
الصورة الرمزية أبو حميد

أبو حميد
داعية الزهرة

رقم العضوية : 199
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 618
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أبو حميد
الطريق إلى الله


أذكروني وقت الرخاء

أذكركم عندما تضيق الدنيا في و جوهكم

أذكروني بدوام العبادة

أذكركم بكثرة التفضل و دوام الأحسان


إجمال في بيان الطريق إلي الله
يقول الله وتعالي في سورة الزمر - تلك السورة التي أخرج النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقرؤها كل ليلة: (قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم) وقد ورد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية: (قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) وجاء رجل - كما ورد في مسند الإمام أحمد - إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم: شيخ كبير يد¹عم علي عصا له فقال: يا رسول الله، إن لي غدرات وفجرات فهل يغفر لي؟ فقال صلي الله عليه وسلم: (ألست تشهد أن لا إله إلا الله؟) قال: بلي وأشهد أنك رسول الله . قال صلي الله عليه وسلم: قد غفر لك غدراتك وفجراتك

. إن الله سبحانه وتعالي في هذه الآية الكريمة يفتح أبواب مغفرته ورحمته علي مصارعها، إنه يرجي عباده حتى لا ييأس أحد من رحمته . (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) والجو الإسلامي كله مفعم بفتح أبواب المغفرة والرحمة . . فالحج المبرور مثلاً يخرج الإنسان من ذنوبه، حتي يصبح في البراءة منها، كيوم ولدته أمه . ومن صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، والإسلام يجب ما قبله . وهذه الآيات الكريمة من سورة الزمر، تبدأ ببيان رحمة الله الواسعة، ومغفرته الشامله، ثم تأخذ في رسم الطريق لذلك، فيقول الله سبحانه: (وأنيبوا إلي ربكم، وأسلموا له، من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) والطريق إذن إلي مغفرة الله ورحمته إنما هو التوبة الخالصة النصوح، وهي الإنابة إلي الله سبحانه، أي التوبه في أسمي درجاتها، وإسلام الوجه لله سبحانه . (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون) وأحسن ما أنزل إلينا من ربنا هو القرآن الكريم - إنه: (يهدي للتي هي أقوم) وهو مهيمن علي غيره، مبين للحق فيما يختلف فيه أهل الكتب السماوية . ثم يتلو ذلك آيات ثلاث تبين موقف الإنسان الذي لم يتب، أو الذي تاب ولم يتبع: (أن تقول نفس يا حسرتي علي ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين . أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين) أو تقول حين تري العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين) وكل ذلك لا يجدي، والرد عليه حاسم من قبل الله سبحانه الحكيم العليم: (بلي: قد جاءتك آياتي فكذبت بها وإستكبرت وكنت من الكافرين) ويبين الله حالة هؤلاء يوم القيامة

ويوم القيامة تري الذين كذبوا علي الله وجوههم مسودة، أليس في جهنم مثوي للمتكبرين)
. لا شك أن فيها مثوي للمتكبرين، مثوي يختلف ويتفاوت بإختلاف درجاتهم في الكبرياء والمعاصي وتفاوتهم فيها . ويختم الله سبحانه هذه الآيات التي ترسم المنهج وتبين المآل والمصير، ببيان مآ ومصير الذين تابوا واتبعوا أحسن ما أنزل إليهم من ربهم، فيقول سبحانه: (وينجي اله الذين إتقوا بمفازتهم، لا يمسهم السوء، ولا هم يحزنون) . لا يأس يقول الله تعالي: (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد) إن من علامات صدق الإيمان الثقة المطلقة في الله سبحانه وتعالي، في رحمته، في رأفته، في عدالته، في لطفه، في عنايته بالمؤمن، ورعايته له . الثقة برحمة الله وفرجه حتي ولو كانت كل الشواهد تدل علي أن لا أمل، ولو كانت كل الظروف تشعر بالضيق . والآية الكريمة التي نحن بصددها تشرح ذلك في إيجاز واضح، وفي جمال بليغ، إنه سبحانه ينزل الغيث في الوقت الذي يظن المحتاجون أن لا أمل في قطرة ماء وينشر رحمته في الأجواء اليائسة القانطة، فينقلب الجدب خضرة يانعة، ويصير القحط روضات وجنات، وذلك أن من صفاته سبحانه أنه ولي للمؤمن، حميد في جميع تصرفاته . إنه يتولي برحمته من حقق العبودية، وأفعاله سبحانه جميدةدائماً لأنه سبحانه حميد .

وهذ الصورة من الإيمان الواثق بفرج الله ورحمته هي التي عبر عنها سيدنا يعقوب عليه السلام قائلاً لبنيه: (يا بني إذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه، ولا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلاالقوم الكافرون) وهي التي تجعل المؤمنين يلجئون إلي الله دائماً بالدعاء والتضرع فيستجيب الله لهم كلما أخلصوا وجههم له: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم) (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي) والله الرحيم هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، وصلة الله سبحانه وتعالي بالإنسان صلة رحمة ورأفة . ورحمته سبحانه وتعالي تتجلي في كل ما أسداه سبحانه لعباده من هذه النعم المادية التي لا تحصي: (وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها) ولكنها تتجلي في أجمل مظاهرها في قواعد الهداية التي أحبها الله لعباده، والتي يدور عليها درجة سموهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وهي نعمة منبثقة رأساً من رحمة الله يقول سبحانه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)

ويقول صلوات الله وسلامه عليه: (إنما أنا رحمة مهداه) ورحمة الله في الهداية أجلي عند أولي الألباب من رحمته في النعم المادية، وذلك أن رحمته في الهداية نتيجتها لمن يتبعوها الأمن والطمأنينة والرضاء والسكينة . وهذه الأكمور هي السعادة التي يسعي لها من وفقهم الله للسير علي هداه . وهداية الله إذا تبعها الأفراد سعدوا في دنياهم وأخراهم، وإذا تبعها الجماعات أمنوا علي دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وعاشوا أعزة بالله وبدينهم . وهداية الله للأفراد ليست آراء تخطئ وتصيب، وليست قوانين تظهر التجربة الخطأ فيها والصواب . وإنما هي العصمة الكاملة، لأنها تنزيل من حكيم خبير . ولقد ضمن الله سبحانه وتعالي لكل من يلتزمها أن يشملع برعايته، فلا يقع في غمرة الحزن والخوف، وإنما يسير في نور من توفيق الله، وفي أمن من حمايته: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) وبعد: فإن الله سبحانه وتعالي

سمي نفسه بالرحمن، وبالرحيم، وأمرنا أن نستفتح أعمالنا ب(بسم الله الرحمن الرحيم) . وإن من رحمة الإنسان بنفسه أن يلجأ إلي رحمة الله الكبري، وهي هديه سبحانه، فيستظل في ظل دوحتها النضرة وهي القرآن الكريم . فينعم من وراء ذلك بمرضاة الله وبحمايته . (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل علي الله فهو حسبه) . التجئ إلي الله يقول الله تعالي: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله، والله هو الغني الحميد) إن من أجمل ما يفسر هذه الآية الكريمة الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم، والذي كان أبو إدريس الخولاني رضي الله عنه يرويه كثيراً، وكان حينما يرويه يجثو رضي الله عنه علي ركبتيه إحتراماً وتقديساً للحديث، ثم يبدأ في ذكره .


عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تبارك وتعالي أنه قال: يا عبادي: إني حرمت الظلم علي نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا يا عبادي: كلكم ضال إلا من هديته، فإستهدوني أهدكم . يا عبادي: كلكم جائع إلا من أطعمته، فإستطعموني أطعمكم . يا عبادي: كلكم عار إلا من كسوته، فإستكسوني أكسكم . يا عبادي: إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فإستغفروني أغفر لكم . يا عبادي: إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً . يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً . يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المحيط إذا دخل البحر . يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فيحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه


توقيع : أبو حميد
اللهم صلي وسلم وبارك على أشرف الخلق والمرسلين وقائد الغر المحجلين نبينا وحبيبنا وقائدنا وإمامنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كلما تعاقب الليل والنهار وصلي اللهم عليه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وصلي اللهم عليه بعدد مخلوقاتك وعدد ذرات مياه بحارك ومحيطاتك وبعدد ذرات رمالك وترابك وصلي اللهم عليه كلما تعاقب الليل والنهار وصلي اللهم عليه كلما ذكره الذاكرون الأبرار وصلي اللهم عليه وعلى المهاجرين والأنصار وصلي اللهم عليهم كلما تعاقب الصباح والمساء وصلي عليهم كلما طلع الضياء ولاح وصلي اللهم عليهم كلما ظهرت النجوم وتلاحمت الغيوم وصلي اللهم عليهم كلما مشى على الأرض من ماش ودرج وصلي عليهم كلما دبت على الرض من دابة ومشت وصلي اللهم على آل بيته الأطهار وصحابته الأخيارومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أبو حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس