الموضوع: كابوس
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-05, 01:42 PM   #1
 
الصورة الرمزية النجم العربى

النجم العربى
عضوية جديدة

رقم العضوية : 2883
تاريخ التسجيل : Jun 2005
عدد المشاركات : 19
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ النجم العربى
توضيح كابوس


كابوس
انه يسمع أزيز الطائرات الحربية التى تخترق الأجواء بسرعتها الفائقة، وصوتها المزعج، وصوت بعضا من تلكم القذائف المدمرة التى تلقى على الأهداف بشكل محدد أو بشكل عشوائي. إنه صوت الانفجار بعد ذلك الذى يسمع، وتصبح تلك المنشآت والمباني العامة والخاصة لا يهم، تتهاوى على الأرض، وتصبح حطاما وركاما. أنهم الناس الذين يجرون ويهربون فى كل مكان إلى لا مكان، هربا من هذا الذى يحدث حلوهم من تدمير وخراب، وتدمير لكل شئ، وأن ينجوا من الموت أو الإصابات القاتلة التى من الممكن بأن يصابوا بها. هذه هى الأوضاع المأساوية التى يعيشونها، أنه الصراخ أو الأنين الذى قد يسمع من النساء والأطفال والشيوخ حتى من الرجال الذين لا حيلة لهم، فى درء العدوان عنهم الذى يحدث بين الحين والحين فى غارات متتابعة. أنها صفارات الإنذار المنطلقة كل حين، وترى وتشاهد بل وتسمع عربات الإسعاف والمطافئ فى كل مكان تحاول بأن تنجد من تنجده وتنقذ من تستطيع إنقاذه. أنهم الموتى والجرحى فى كل مكان على الأرض. أنها العربات وقوات الطورائ التى تأتى لنقل هؤلاء إلى لمستشفيات إلى من أجل دفنهم، خوفا من انتشار الأوبة التى قد تحدث من جراء ذلك. إنها الحرب العالمية الثالثة التى قد اشتعلت أوارها، وبدأت، وقاربت على الانتهاء. أنها الحرب التى عمت وشملت كل أرجاء المعمورة، فى كافة أنحاء الكرة الأرضية. ولم يعد هناك تميز بين من هو العدو ومن هو الصديق أو الحليف، وإنما أصبح هناك إطلاق للنيران بدون هوادة وعلى كل شئ، يمكن بأن تصل إليه تلك الطائرات والدبابات والمدرعات والغواصات وتوربيناتها. أنه التساؤل الكبير التى طرح نفسه، وفرض الكثير من تلك الهواجس من حيث ما هى النهاية المتوقعة، ومن هو المنتصر ومن هو المهزوم، وهل بالفعل أصبحنا فى وقت قيام الساعة، وأنها نهاية العالم، حيث لن يبقى شئ من كل تلك الحضارات على وجه الأرض، والتى قامت عبر آلاف السنين ومئات القرون. وهكذا سوف يتم القضاء على كل شئ فىا لعالم، ولن يصبح هناك حضارة حديث يعيش فيها الناس، أو حنى حضارة بدائية مرة أخرى، أو أن يستمر الإنسان على سطح الكرة الأرضية للخلافة فيها. أو حتى لكائنات أخرى يمكن بأن تستمر على سطح الأرض، وتنجوا من هذه الحرب المدمرة الشاملة. إنها الحرب التى سوف تقضى على كل شئ بالإشعاعات النووية، وبكل تلك الأسلحة المتطورة التى وصل إليها العقل البشرى على مر العصور، وخاصة فى الحقية الأخيرة من القرن الماضى. أنه الإنسان الذى أستخدم علمه الحديث والذى قاده إلى هذه المرحلة النهائية، من الحضارة الإنسانية، أنه لن تصبح هناك حياة مرة أخرى على سطح الأرض. أنها الحقيقة الواقعية التى نعيشها اليوم، وليس خيال يمكن بأن لا تحدث، أو تختلف نتائجها. أنها أشياء واقعية مائة فى المائة. أنه الصراع الذى وصل إلى هذه المرحلة الخطرة فى الصراع على القوة والسلطة، والنفوذ. أنها نهاية الظلم الذى يعيشه الإنسان على سطح هذا الكوكب، والذى اشتدت فيه المنازعات بين كل تلك الأطراف المتصارعة والمتنازعة، وأنه أفضل كل تلك الكائنات على سطح الأرض الذى ميزه ا لله بالعقل والعلم والمعرفة، وبذلك أصبح أفضل المخلوقات كافة. ولكنه أستخدمك هذا الذكاء والتفضيل والعلم فى التعمير والتدمير. فى البناء والهدم، وهو الآن فى مرحلة هدم وتدمير لن يستطيع بأن يبنى أو يعمر مرة أخرى كما حدث فى المرات السابقة، والنجاة من كل تلك الكوارث التى حاقت به فى مختلف العصور، فم يكن قد توصل بعد إلى هذا الجبروت فى القوة التى لديه، والتى أصبحت مضاعفة ملايين المرات، وبذلك أمكنه بأن يدمر بدون فرصة ولو ضئيلة فى النجاة من العواقب الوخيمة التى أتت على كل شئ. أنه كابوس فظيع أفقت منه، ومازلت الحمى متواجدة معى، ومازالت المخاوف قائمة، ومازال الصراع مستمر، وأفقت وأنا على سرير المستشفى، أرقد بعد أن مرت الأزمة الصحية التى مررت بها، وكادت بأن تودي بحياتي، ولكن مازال الصراع مستمر بين البشر على سطح الكرة الأرضية. أن التلفزيون فى الغرفة مفتوح ويذيع تلك النشرات الإخبارية والبرامج العلمية عن كل ما يحدث من حروب وكوارث وأزمات وصراعات بين الدول، وبين الجماعات وبين الأفراد، وكذلك هناك تلك الطاولة التى عليها كل تلك الصحف والمجلات التى بها أيضا كل تلك المخاوف التى تزداد يوما بعد يوم. أنه كلام ا لناس وأحاديثهم المتسمرة والمتواصلة فى كل المحافل والاجتماعات، والمناسبات. أنه كل شئ حولنا يوحي بهذه الأحلام المؤرقة والكوابيس المفجعة. هل لى بعد ذلك بأن أجد نوما مريحا هادئا. وأخير أرت أن أعود إلى النوم، فأخذت من تلك الحبوب المهدئة التى أوصى بها الطبيب لى، بأن أتجرعها، وأن هذا هو العلاج الوحيد اليوم الذى يمكن بأن يلجأ إليه الإنسان فى أن يهرب من هذا الصراع بالابتعاد عنه، ,انه خداع النفس بأن لاشئ يحدث، وأن كل شئ على ما يرام، وتجد بأن مفعول الحبوب المهدئة قد انتهى، وما زال الوضع العالمي الساخن كما هو، وما يحدث لم يتغير، وإنما يزداد سوء على سوء.
(تمت)


توقيع : النجم العربى
بوابة التاريخ

النجم العربى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس