حفصة ابنة الفاروق رضي الله عنه
انها أم المؤمنين ، الزاهدة التقية ، العابدة الخفية .
عُرفت بكثرة الصلاة والصيام ، حتى لُقبت (( بالصوامة القوامة )) .
فهلا نظرنا في سيرتها ، وتعلمنا من أ يام حياتها ؟!
فهي حفصة بنت عمر بن الخطاب ، من بنى عدى بن كعب ، وأمها :
زينب بنت مظعون ، أخت الصحابي الجليل عثمان بن مظعون رضى الله عنهما .
جاء في مولدها أنه كان قبل البعثة بخمس سنين ، وكانت قد تزوجت بخنيس بن حذافة السهمي
قبل النبي صلى الله علية وسلم ، وكان ممن شهد بدراً ، وتوفى بالمدينة .
وعلى هذا يكون زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها ، ولها نحو عشرين سنة .
ولقد كان من قدر الله ان أباها عرض زواجها على صحابيين جليلين قبل دخولها في بيت النبوة !
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتيت عثمان بن عفان فعرضتُ علية حفصة ، فقال : سانظر
في أمرى ، فلبثتُ ليالي ، ثم لقيني فقال : قد بدا لى ألا أتزوج يومي هذا .
قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق ، فقلت : ان شئت زوجتك حفصة بنت عمر ، فصمت ابو بكر
فلم يرجع الى شيئا ، وكنت اوجد علية مني على عثمان .
فلبثت ليالي ، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها اياه ، فلقيني ابو بكر فقال لعلك
وجدت على حين عرضت حفصة ، فلم ارجع اليك شيئا؟!
قال عمر : قلت نعم
قال أ بوبكر : فانه لم يمنعني أن ارجع اليك فيما عرضت على الا اني كنت علمت
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ، فلم اكن لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها .
وهكذا تم الزواج المبارك الميمون من خاتم الانبياء صلى الله علية وسلم وحفصة بنت عمر
رضى الله عنه فصارت في عداد امهات المؤمنين رضى الله عنهن أجمعين .
وعاشت حفصة الزاهدة التقية في بيت النبوة ، وكانت ذات فصاحة وبلاغة .
ولقد كانت ( الصوامة القوامة ) تكثر قيام الليل ، وصيام النهار .
ويقول نافع رحمة الله : ما ماتت حفصة حتى ماتفطر . أراد انها تكثر من صيام التطوع .
فلقد عبدت ربها سبحانه وتعالى ، وأخلصت له في عبادتها ، وأحسنت به الظن ، فجاءتها
البشرى من فوق سبع سموات ، عندما جاء جبريل عليه السلام الى نبينا صلى الله علية وسلم
وذكر تزكية حفصة رضى الله عنها بأنها صوامة قوامة .
بل وأبلغ النبي صلى الله علية وسلم انها زوجتة في الجنة .
فيا لها من بشارة كبرى ، ومفاجأة سارة عظمى .
ويالها من سعادة فرحة تلك التى غمرت حفصة رضى الله عنها حينئذ ، فان من بشرت
بدخول الجنة ، فقد فازت فوزاً عظيما .
فقد حدث وطلقت حفصة تطليقة ، فجاء الامين جبريل الى الرسول صلى الله علية وسلم ، وقال :
( يامحمد ، طلقت حفصة ، وهي صوامة ، قوامة ، وهي زوجتك في الجنة )
فراجعها الرسول صلى الله علية وسلم بأمر جبريل علية السلام له بذلك رواية اخرى :
( راجع حفصة ، فانها صوامة قوامة ، وانها زوجتك في الجنة )
ولقد راى النبي صلى الله عليه وسلم في حفصة مايؤهلها لكي تتعلم الكتابة ، والرقية فطلب
الى احدى المتمرسات بذلك ان تعلم حفصة .
ولعل من الامور الجديرة ، بالذكر ههنا أن (( الصوامة القوامة )) قد ورثت الصحيفة الجامعة
للكتاب الكريم .
فلما هلك ابو بكر كان عمر بن الخطاب كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده ، فلما هلك عمر
كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم .
فلما كان مروان بن الحكم ، أرسل الى حفصة رضي الله عنه يسألها عن المصحف الذي
نُسخ منة القران ، فأبت حفصة ان تعطيه اياه .
فلما ماتت حفصة ارسل مروان بن الحكم الى عبد الله بن عمر بذلك المصحف ، ليرسله اليه ،
فأعطاهم اياه فغُسلت غسلا .
وهذا لكثرة النسخ الموجود ة ، وخوفا على تلك النسخة العتيقة ان تتعرض للاهانة ، او توضع
في موضع لايليق بها .
فحافظت الصوامة القوامة على الموروث ، وأدت الامانة ، فرضى الله عنها وأرضاها .
في شهر شعبان سنة احدى وأربعين هجرية ، وفي خلافة معاوية بن ابي سفيان توفيت
ام المؤمنين الصوامة القوامة حفصة بنت عمر رضى الله عنهما وهي ابنة ستين سنة .
فرضى الله عن حفصة بنت عمر مع الصحابيات الصالحات
وسلام على الصوامة القوامة في عداد أمهات المؤمنين .
المصدر كتاب ( صور ومواقف بنات حول الرسول الله صلى الله عليه وسلم )
دمتم بخير
حياة
|