تكملة
لا تقرأ الصحف
قالت ممرضة عهود لـ«القبس» ان عهود تمر بحالة نفسية سيئة جدا، ونحن نحرص على الاَّ تقرأ الصحف، ولكنها باستمرار تسأل عن اخوتها، وبين اللحظة والاخرى تذهب لتتفقد شقيقها بدر.. من الصعب ان تمر فتاة بمثل سنها بمثل هذه الظروف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ*
الجد يروي لـ القبس دقائق الرعب:
الأم احتضنت أبناءها وهي تصرخ «انتو مو ميتين»؟!
احتضنت الأم ابناءها المتوفين وصاحت «انتو مو ميتين.. انتو مو ميتين»، هذه كانت بداية لحظات الرعب كما رواها جد الاطفال ضحايا والدهم الذي جرعهم السم في العيون لـ «القبس». ويتابع: «قبل ذلك اتصلت بي ابنتي بالحاح، وقالت وهي تبكي: «يبا.. يبا مؤيد ذبح العيال»، واعتقدت في البداية انها غشمرة».
ويتابع الجد المفجوع حبيب الفضلي الرواية بتأثر وحزن: بعد دخولنا المنزل وجدت باب الصالة مغلقا فكسرته بمساعدة رجال المباحث لاصدم مع ابنتي بالمشهد المرعب، وهو وجود اجساد بعض احفادي مع والدهم على الارض مفرغين كل ما في اجوافهم وسكنات الموت تخيم على المكان.
بحثت عمن يتحرك من تلك الاجساد والمتيبسة فوجدت بدر، وكان تحت السرير فحملته وتوجهت به الى الدورية وعدت الى ذكريات التي صعب علي حملها فاستعنت باحد رجال المباحث. وفوجئت بان براك وعهود حيان ومختبئان تحت السرير في احدى الغرف خوفا من والدهما الذي كان ملقى على الارض ويتحرك، فوضعت له كماما للنفس لاسعافه.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
> ماذا حدث؟
- الأمر في هذه الحادثة للمولى عز وجل، وهذه سنة الله في خلقه ولا نستطيع ان نمنع امرا كتبه الله قبل الحادث، ولو كنا نعلم الغيب لكنا اخذنا الاجراءات والاحتياطات، والصابر الله سبحانه وتعالى سيجازيه بالجنة والخير.
عيالي.. عيالي
> كيف حدثت الواقعة؟
- في يوم الحادث نفسه اتصلت بي ابنتي الساعة 12 بعد منتصف الليل، ولكنني كنت نائما، فاتصلت بعدها بوالدتها، وسألتها عني «يمة وين ابوي خليه يجيني بسرعة»، وبالفعل ايقظتني زوجتي من النوم دون ان اعرف ماذا حدث؟ ولكنها قالت لي ان ابنتك «تبكي» وتصرخ «عيالي.. عيالي» بعدها اتصلت بها وسألتها عن اسباب ذلك، فقالت لي: اعيالي ابوهم ذبحهم.. وانا متأكدة»، فسألتها كيف علمت عن ذلك فردت علي ارسل لي «ماسج» الساعة التاسعة والنصف مساء الاربعاء الماضي وكتب فيه «ذبحت عيالك».
وهذا الامر لم يكن غريبا علينا لانه دائما يردده وسمعته منذ سنوات. حيث كان يقول لها ويهدد «ما راح اموت وخلي اعيالي وراي» كما كان يردد لي هذا الكلام كثيرا، كما ابلغتها خلال الاتصال، انه يريد ان يثيرك فقط ويضحك عليك، خاصة ان الغشمرة تكون احيانا ثقيلة ولكن ابنتي قالت لي «لا.. يبه» فطلبت منها ان تطرق على باب المنزل، حتى لا نبدأ بأمر خطأ وقد يكون الامر هو عبارة عن «غشمرة» ولكنها ابلغتني ان المكيفات لا تعمل واغلق الباب من الداخل بمفتاح وحاولت ان افتحه ولم استطع، فقلت لها ان هذا الامر مستحيل، ولكنها ردت عليّ «يبه صار لي ساعتين ونصف الساعة اطرق الباب ولكن دون جدوى، وانا انتظرت ذلك قبل الاتصال عليك لانها قد تكون مزحة او يضحك عليّ ويفتح الباب، ولكنني كسرت الباب من الساعة التاسعة والنصف مساء وحتى الآن ولا يفتح الباب، واتصلت عليه وكذلك لا يرد، كما ارسلت له «ماسج» عيب عليك ان تجعلني انتظر بالشارع وانا زوجتك يا مؤيد، فقالت لي «يبه يستحيل ان ينام الابناء بدون مكيف، كما ان سيارته موجودة وهنا اخذت الامر على محمل الجد، فركبت سيارتي وانا افكر بأنه ما دام ارسل «ماسج» بأنه قتل ابناءه فالبتأكيد لا يزال حيا، وقد يكون هذا كمينا صنعه ايضا لقتل اي شخص يدخل عليه المنزل، ليقتل اكبر عدد، سواء كنت انا او زوجته حيث توقعت ان هدف اغلاقه الباب هو لكي تستنجد بي زوجته لاحضر ومن ثم يقتلني.
ملابسات
وخلال ذلك لم استوعب ايضا ان يكون قتل ابناءه وكانت ابنتي معي على الهاتف خلال ذلك، ولكنني لم اتوجه اليها لانها قد تأخذني العاطفة واتسور المنزل، واذا دخلت المنزل ووجدته ميتا مع ابنائه ومن ثم ابلغ الشرطة فلن ترحمني الصحافة او الناس، الذين يعتقدون بأنني انا القاتل مع ابنتي، ومن ثم احجز على ذمة التحقيق، ولكنني خلال ذلك صبرت على البنت فتوجهت الى المخفر الشمالي في الجهراء وهناك التقيت بنقيب بالمخفر واستجاب لي وفحص صحة البلاغ وسألني عن المنطقة فقلت له العيون، فقال لي لا تتبعنا، وانما تتبع مخفر تيماء، فقلت له لا ادل المخفر، فقال لي سأقود الدورية امامك واتبعني، وبالفعل فعل ذلك حتى وصلنا الى المخفر، وهناك وجدت افراد الشرطة، وكانت الساعة تشير الى الواحدة بعد منتصف ليل الخميس، واتصل الافراد بالضابط الذي كان يخرج بدورية ضمن عمله، وابلغوه بأنهم سيخرجون معي وبالفعل قاموا بذلك وابلغهم بأنه سيتوجه الى هناك.
يجب أن ندخل
> ماذا حدث بعد وصولكم الى المنزل؟
- وجدت ابنتي تقف بسيارتها امام المنزل تبكي وتصيح وخلال ذلك لم يكن لديهم امر من النيابة واتصل بي ضابط المخفر فقلت له يجب ان ندخل انه قد يكون فعلاً نفذ جريمته وقد يكون الزوج حيا ايضا بعد ان «ذبح» الابناء وخلال ذلك دار جدال بيننا ان ندخل المنزل بأي صورة كانت، وان الامر اذا لم يكن عند وكيل النيابة سيكون موجودا عند الزوجة صاحبة المنزل، وبالفعل قالت الزوجة ادخلوا «ولحقوا على عيالي لكي نسعفهم اذا حصل لهم شيء» وبدأنا التفكير بمن يصعد لتسور المنزل، لانه سيكون هو الضحية.
لأننا لا نعرف اهداف الزوج، ولكن احد الافراد اسمه مصلح العجمي اخذته الشهامة لأنه شاهد ابنتي تبكي، فتبرع بنفسه وصعد بسلاحه وكان يتوقع ان يكون اول القتلى، حيث تسلق السور وفحص الموقع حول الباب الخارجي، وبعد ان نزل فتح لنا الباب الخارجي، ودخلنا خلفه مع رجال المباحث وباقي افراد فرقة الشرطة، فوجدنا ان باب الصالة مقفل، وكان المنيوم فكسرته حتى ندخل الى المنزل، وكانت الأم معي لكي تدلنا اين ينام ابناؤها، وكنا نتوقع ان يهجم علينا زوجها، ولكن عندما دخلت وجدت المأساة، وكان زوجها ملقى على الارض وقد افرغ كل ما في معدته، وخلال ذلك اصيبت ابنتي بهستيريا، وتوجهت على الفور لأبنائها، حيث صعدت الدور الثاني ووجدت ابناءها على الارض دون اي حراك، وكانت تشاهد ابناءها الثمانية امامها وكنا نعتقد أنهم ماتوا، وهنا تماسكت نفسي، وخلال ذلك لم تحضر الاسعاف، فمسكت اربعة منهم فوجدتهم قد توفوا وهم لا يحتاجون الى فحص كبير، بعدها توجهت للابن الكبير بدر وكان تحت السرير ويتحرك قليلا، وكان افرغ ما في بطنه، بعدها حملته ونزلت متوجها الى الدورية وطلبت منهم اسعافه، لان الامر خطير، بعدها توجهت الى الابنة ذكريات «15 عاما» التي توفيت لدى وصولها باب المستشفى وكانت «طرية وجسدها فيه حرارة» وكان قلبي يقول لي خلال ذلك انها متوفية، ولكنني حملتها ولم استطع على ذلك لانها فتاة شابة، فناديت الآخرين لمساعدتي لحملها، بعدها عدت للبحث عن الاحياء.
براك وعهود حيان
> وماذا عن الضحيتين براك وعهود؟
- فاجأني براك وعهود بانهما حيّان ويركضان وكانا مختبئين تحت السرير، وكنا خلال ذلك نبحث عنهما، وكانا يفعلان ذلك خوفا من والدهما من ان يحضر ويجهز عليهما، وأبلغاني بذلك عندما شاهداني وقمنا بعد ذلك باركابهما الدورية.
> كيف نجيا من السم؟
- الطفلة عهود وضعت اصبعها في فمها وتقيأت السم وطلبت من شقيقها القيام بذلك وساعدته في اللحظة نفسها.
> بعد وصول الاسعاف ماذا فعلت؟
- طلبت من رجال الاسعاف فحص الابناء الاربعة على الرغم من انني كنت متأكداً من وفاتهم وكانت اجسادهم «يابسة وباردة» وبعد فحصهم تأكدوا انهم متوفون.
كمام لمؤيد
> ماذا فعلت بشأن الوالد المتهم؟
- كان بامكاني عندما دخلت المنزل أولاً ان اقتص منه، ولكنني اطلب مرضاة ربي فطلبت من رجال الاسعاف اسعافه، فاعطاني احد المسعفين «الكمام» ووضعته على مؤيد الذي كان يتحرك، وحاولت ان احركه وبدأ يتنفس بعد ذلك وكنت انا مع مؤيد وحدنا، بعدها حضر المسعفون ونقلوه الى الاسعاف.
أم مفجوعة
> أين كانت ابنتك خلال هذه اللحظات العصيبة؟
- قبل ان يحملوا ذكريات لاسعافها كانت تنام بجانبها وتحضنها، وتصرخ بجنون «انت حية.. لا ميتة.. اربعة.. لا ثمانية توفوا» وكانت زوجتي ترافقني خلال ذلك حيث طلبت منها ان تجلس مع ابنتها ولكنها انهارت مع ابنتها ايضا، ثم هدأتهما، وجلست معهما في احدى الغرف.
الجد يخضع للتحقيق
قال الجد: تم استدعائي وذهبت الى مدير مباحث الجهراء الشيخ مازن الجراح فقال لي ان الخبر قد هز اهل الكويت ونريد معرفة الحقيقة، لماذا حدث ذلك؟ وقد رويت للشيخ مازن التفاصيل كلها وتم طلب الخادمتين للتحقيق معهما وهما محتجزتان الآن لدى رجال المباحث.
الأم لوالدها: شبي بحياتي.. ماتوا ثمانية
قال الجد «جلست مع ابنتي يوم الحادثة خوفا من ان تقتل نفسها بعد ان شاهدت هذه الفاجعة امامها، خصوصا انها لم تميز الحي من الميت مــنهم وهي تقول «ثمانية ماتوا.. شبي في حياتي».
الـخادمتان
قال الجد انه بعد كسر الباب تم تحرير الخادمتين من الغرفة التي احتجزهما فيها القاتل، وقد عرفت انهما هما اللتان حضرتا العصير والاكواب بناء على طلب زوج ابنتي، ولم تكونا تعلمان ماذا يحدث في الداخل بعد ذلك، وعندما شاهدتا المنظر اخذتا تصرخان.
التجوري
قال الفضلي ان أحد اشقاء مؤيد حضر عندي الساعة السادسة صباحا وقال لي يا ابو عبدالله هذا مفتاح «التجوري» الذي لا اعرف ماذا يحتوي او من فتشه؟!
كيف حملوا ذكريات؟
روى الجد كيف تمكنوا من انقاذ ذكريات وقال: عندما عجزت عن حملها استنجدت برجال الامن وقلت لهم ساعدوني في حملها لانني سقطت عندما حملتها، حتى رجال الامن عندما حاولوا حملها سقطت منهم وحاول احدهم ولم يتمكن، فحملناها من يديها ورجليها وكان ظهرها يلامس الارض والسلم واسفلت الطريق عندما كنا ننقلها الى سيارة الدورية، والذهاب بها الى المستشفى، ولكن توفيت هناك رحمها الله.
30، 2 فجراً
قال الجد انه ورجال الامن دخلوا المنزل بعد كسر الباب في حدود الساعة الثانية والنصف فجرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ*
رفض تسليم المصابين لجدهم لاشتراط أقارب من الدرجة الأولى
عهود وبراك وبدر تماثلوا للشفاء
ويغادرون المستشفى اليوم
* الأب يعاني تهتكاً في المعدة والأمعاء وهبوطا حادا
|