عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-05, 12:21 AM   #3
 
الصورة الرمزية محبة الهدى

محبة الهدى
مشرفــة أولــــى

رقم العضوية : 2396
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 2,630
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ محبة الهدى

ومنذ عام 1973 كان الجيش الأمريكي يعتمد على نظام التطوع وتمكن من الحصول على العدد المطلوب والذي يصل إلى مليون جندي أمريكي من القوات الأساسية والاحتياطية والحرس الوطني، وذلك من خلال حملات توعية وحث المواطنين على الانخراط في صفوف الجيش لاكتساب مهارات جديدة وخوض مغامرات والمال الوفير والعديد من المزايا الأخرى، ولكنها في أوقات الحروب لا تعادل مخاطر الموت في ساحات الحروب.

وقد صرح العديد من كبار رجالات الجيش الأمريكي، بما فيهم اللواء المتقاعد جريج بارلير والذي رأس قطاع البحث والإستراتيجية لهيئة التجنيد بالجيش الأمريكي حتى عام 2002 أن الضغوط تتزايد على الضباط المختصين بجلب المتطوعين مما يظهر أن هذه السياسة يجب أن يعاد النظر فيها، وأن يتم التفكير في وسائل أخرى مثل وجود الخدمة الوطنية الإلزامية بين الشباب الأمريكي.

وقد قام الجيش الأمريكي باتخاذ عدة خطوات من أجل إغراء الشباب الأمريكي للتطوع في صفوف الجيش، ففي سبتمبر الماضي ضاعفت مكافأة الانضمام إلى الجيش لمدة ثلاث سنوات، ولأول مرة منذ عام 1998 قام الجيش بتقليل شروطه للانضمام، ورفع الحد الأقصى للالتحاق إلى 39 عامًا، وفي العام الماضي وافق الجيش على قبول آلاف المتطوعين بدون الحصول على شهادات ثانوية.

ويقوم الجيش الأمريكي الآن بتدشين حملة إعلانية لإقناع الآباء بتجنيد أبنائهم، فتشير صحيفة 'يو إس إيه توداي' الأمريكية إلى أن الجيش الأمريكي بعد أن فشل في إقناع الشباب في التطوع في صفوف الجيش الأمريكي بسبب عدة عوامل منها رفض الآباء لدخول أبنائهم الجيش، فقد غير الجيش استراتيجيته الدعائية والإعلامية، واتجه إلى إغراء الآباء والأمهات ومحاولة إقناعهم بمزايا الانخراط في صفوف الجيش.



وأوضحت الصحيفة أنه من بين مبادرات الجيش الأمريكي والمارينز:

- أربعة إعلانات تلفزيونية مؤثرة للجيش تستهدف الآباء والأمهات والمدربين والوزراء، مضيفة أن الإعلانات ستذاع خلال شهر أبريل الجاري.

- قرار خبراء التطوع بالجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان بزيارة منازل المجندين المحتملين لتهدئة مخاوفهم بشأن الحرب.

- شريط فيديو مدته تسع دقائق يحمل اسم 'حديث الآباء'، والذي يقول فيه آباء لبعض جنود المارينز، إن التطوع في سلاح المارينز شيء جيد لأبنائهم.

- حملة بريدية مباشرة لسلاح المارينز إلى آباء الشبان الأمريكيين في المدارس العليا، يركز فيها المارينز على فوائد الالتحاق به، ويطلبون فيها من أباء الطلبة إتاحة الفرصة بالحديث إليهم عن الوظيفة العسكرية.

وتقول الصحيفة إن دراسات الجيش الأمريكي أظهرت أن الآباء يمثلون عقبة أساسية أمام التطوع ، حيث ذكرت دراسة لمؤسسة 'ميلوارد براون'، على نحو 1200 متطوع محتمل، إن ' المعارضة للخدمة العسكرية تتزايد بشكل كبير بين الأمهات والآباء'.

فيما وجدت مؤسسة بحثية أخرى أن المؤثر الأكبر في قرارات الترشيح للانضمام بالجيش كانت الأمهات، بنسبة 81% ، تبعهم الآباء بنسبة 70%.



وقالت الصحيفة إن الجيش النظامي والمارينز يسعيان لإقناع الآباء بأن أبنائهم سيتمتعون بالسلامة وأن خدمتهم في العراق ليست بالضرورة 'حكمًا بالإعدام'.

وأشارت إلى أن الجيش الأمريكي فشل في بلوغ الهدف الشهري المحدد له للتطوع في فبراير الماضي للمرة الأولى منذ خمس سنوات، مضيفة أن الهدف المحدد للتطوع في الجيش تراجع بنسبة 32% في مارس الماضي.



جيش من المرتزقة:

ومن ناحية أخرى أكدت وثائق البنتاجون وجود 30 ألفًا من المرتزقة بين صفوف الجيش، وجاء ذلك ضمن الشهادة التي أدلى بها ديفيد شو وكيل وزارة الدفاع الأمريكية أمام اللجنة العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، وهي اللجنة المختصة بالنظر في المشكلات التي تواجه العاملين في الجيش، هذا بالإضافة إلى أحد عشر ألفًا في قوات الحرس الوطني وقوات الاحتياط في الولايات المتحدة من غير الحاصلين على الجنسية الأمريكية.



هذا بالإضافة إلى العديد من شركات المرتزقة التي تعمل لصالح الجيش الأمريكي في العراق، والتي تقوم بتوفير الحماية لشركات إعادة الإعمار والشركات الأمريكية والغربية الأخرى التي تعمل في العراق الآن. وقد صرحت مجلة الإيكونوميست البريطانية 'إن الشركات العسكرية الخاصة تحتل الآن المرتبة الثالثة في خانة المساهمين الكبار في دعم الجهود العسكرية الأمريكية والبريطانية في العراق، وأشارت إلى أن شركات تجنيد المرتزقة.

في بريطانيا حققت أرباحاً إضافية تقدر بـ 320 مليون جنيه إسترليني بسبب زيادة الطلبات عليهم للعمل في العراق.



وفي 3 أبريل 2004 نشرت جريدة هيرالد تربيون إعلاناً عن شركة مسجلة في ديرهام في شمال كارولاينا تعمل تحت اسم 'بلاك ووتر'، وتشرف على منشآت تنتشر على مساحة 2.100 فدان لتدريب المرتزقة [أو من يسمون بالمارينز السابقين] قبل إرسالهم للخدمة في العراق. وفي فبراير بدأت شركة 'بلاك ووتر' بتدريب كوماندوز سابقين في جيش الجنرال التشيلي بينوشيه بهدف إرسالهم إلى العراق.



وقد أعد الباحث الاستراتيجي ديفيد أيزنبيرج دراسة رصد فيها عمل شركات 'الخدمات العسكرية' في العراق، أكد فيها وجود ما يقرب من أربعين شركة تعمل في توفير المرتزقة الذين يسميهم الجيش 'متعاقدون' أو مقاولون، كما نشرت جريدة الكريستيان ساينيس مونيتور الأمريكية تقريرًا عن تزايد الجيش الأمريكي 'الخاص' في العراق، ويقول فيه بيتر سينجر المحلل بمعهد بروكنجز ومؤلف كتاب 'مقاتلو الشركات' أن 'المتعاقدين يمثلون طيفًا واسعًا في العسكرية الأمريكية، فالمتعاقدون يقومون بكل شيء تقريبًا في الجيش؛ بدءًا من توصيل الخدمات البريدية وتغذية الجنود وتدريب القوات الأجنبية إلى القتال على الأرض وابتكار الخطط العسكرية، ومعظمهم من القوات الخاصة المتقاعدين'. ويشير إلى وجود ما لا يقل عن عشرة آلاف متعاقد يقومون بالعمل حاليًا في العراق، يدربون الجيش العراقي ويحمون مطارات بغداد والبصرة ويقومون بتغذية وإسكان الجنود.



كما يقول روبرت فيسك في مقال له نشرته جريدة الإندبندنت البريطانية في 28 مارس الماضي أن هناك مرتزقة من شيلي ومن جنوب إفريقيا يعملون في العراق بشخصية الكاو بوي الأمريكي يشهرون أسلحتهم في وجوه المواطنين العراقيين، ويؤكد على أنهم لا يتم تعدادهم بين قتلى الجيش الأمريكي، ويضيف أن 'ذلك هو سبب تشكك العراقيين في أرقام الجيش الأمريكي بخصوص عدد قتلاه وجرحاه'.



هل ينتصر المشروع الأمريكي في العراق؟

من كل المعطيات السابقة تبرز محنة الجيش الأمريكي في العراق، يضاف إليها عدة عوامل هامة أخرى؛ منها السمعة السيئة التي يعرف بها الجيش الأمريكي فيما يتعلق بعدم قدرته على خوض حروب مشاة طويلة الأمد ـ فضلاً عن حروب المدن ـ ، إضافة إلى التكلفة الاقتصادية العالية التي يتكبدها الجيش الأمريكي للإنفاق على جنوده, وعلى المرتزقة الذين يصل راتب المتمرس منهم إلى 1500 دولار في اليوم الواحد، إضافة إلى غياب العقيدة القتالية للجيش ككل وعدم تجانس أفراده.



والجيش الأمريكي فعليًا لا يسيطر على شيء على الأرض في العراق، ويصف روبرت فيسك في مقالة له في الإندبندنت وضع القوات الأمريكية في العراق بأنها 'تعتقل ذاتها داخل الأسوار والمعسكرات، وتقوم السلطات الأمريكية من داخل المنطقة الخضراء بمراقبة الوضع في العراق، ولكن عن طريق الأقمار الصناعية، ولا تعلم السلطات الأمريكية داخل المنطقة الخضراء أي شيء عن المدينة التي يفترض أنها تحكمها، وينظر الضباط الأمريكيون إلى بغداد من داخل قصور صدام وكأنهم معتقلون من خلال أسوار القصور الحديدية أو الفتحات التي ينصبون فيها مدافعهم الرشاشة، وهذا هو أقصى ما يعرفونه عن المدينة'، ويضيف أن 'السفارة البريطانية داخل المنطقة الخضراء معزولة تمامًا عن الخارج، ويطير الدبلوماسيون البريطانيون من السفارة إلى مطار بغداد والعكس عن طريق مروحيات تهبط بهم داخل المبنى الحصين للسفارة، حيث يمكثون فيها حتى يتم استدعاؤهم ثانية إلى لندن، بدون أن يروا شيئًا من بغداد حتى نهر دجلة'.



وقد نجحت أمريكا حتى الآن في إخفاء خسائرها في العراق، ولكن الوقت ليس في صالح الجيش الأمريكي، ولا يبدو أن القوات الأمريكية تستطيع تحمل عامًا آخر من الاحتلال في العراق لكل الظروف السابقة، وربما تبدأ بوادر أعراض حرب فيتنام على السياسة والإعلام الأمريكيين مع مرور الوقت.



وقد كان شيوعيو فيتنام أفضل حالاً من 'السياسيين الجدد' في العراق اليوم بقيادة علاوي والطالباني والجعفري، فقد تصلب الفيتناميون في مواقفهم وطالبوا برحيل الاحتلال الأمريكي كشرط أساسي لوقف إطلاق النار، وذلك في محادثات باريس عام 1969، وفرضوا شروطهم بضرورة تنحي الرئيس الفيتنامي الجنوبي 'تيو' عن السلطة كشرط أساسي لإحلال السلام، كما امتنعوا عن تسليم الأسرى الأمريكيين إلا بعد تنازل الولايات المتحدة عن دعمها لحكومة سايجون في فيتنام الجنوبية.



ثم هزمت أمريكا في فيتنام سياسيًا، بالرغم من أنها بالمقاييس العسكرية كانت خسائرها أقل من خسائر الفيتناميين بكثير ـ وهو ما يحدث الآن في العراق ـ؛ فقد خلف الغزو الأمريكي على فيتنام مليوني قتيل فيتنامي و3 ملايين جريح، مقارنة بما يقرب من 57 ألف قتيل أمريكي و153 ألف جريح ومشوه، ولكن المشروع الأمريكي فشل في فيتنام، وهزم سياسيًا وعسكريًا وخرجت القوات الأمريكية بعد افتضاح عدد قتلاها بسبب حملة سياسية وإعلامية كبيرة داخل الولايات المتحدة، وظلت المقاومة الفيتنامية مشتعلة حتى خروج آخر جندي أمريكي من البلاد، وانتصر الفيتناميون الشماليون على القادة العملاء من الجنوبيين، ودخلت المقاومة الفيتنامية العاصمة الجنوبية سايجون في أبريل 1973، معلنة هزيمة المشروع الأمريكي في فيتنام.



ولا يزال خيار المقاومة في العراق هو الأوفر حظوظًا حتى الآن في هزيمة المشروع الأمريكي الاستعماري والآخر العميل له في العراق، وذلك بإطالة أمد المقاومة والإثخان في المحتل الأمريكي حتى يصل إلى نقطة الكسر، والتي باتت قريبة بسبب انخفاض معنويات الجيش وعدم رؤيته لضوء في نهاية النفق العراقي المظلم، حتى في ظل تنصيب حكومة عراقية كاملة، طالما أنها لا تسيطر على الأوضاع الأمنية على الأرض في العراق.


توقيع : محبة الهدى
لاحول ولاقوة لا با لله العلي العظيم
الله يرحم والدي ويسكنه في فسيح جناته

محبة الهدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس