عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-05, 12:17 AM   #1
 
الصورة الرمزية محبة الهدى

محبة الهدى
مشرفــة أولــــى

رقم العضوية : 2396
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 2,630
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ محبة الهدى
محنة الجيش الأمريكي في العراق


محنة الجيش الأمريكي في العراق

مفكرة الإسلام: في التاسع من أبريل عام 2003 دخلت الآليات الأمريكية الغازية ساحة الفردوس بقلب العاصمة العراقية بغداد وسط شرذمة من المهللين، ووسط حملة دعائية كبيرة كان هدفها ترسيخ مفهوم السقوط والهزيمة في الشعب العراقي وإعلان الانتصار الأمريكي بصورة متلفزة غير مسبوقة، مما حدا بالجميع التسليم بأن بغداد سقطت، وأن الشعب العراقي انهزم، وأن الجيش العراقي تحلل.



ولكن اليوم وبعد مرور عامين على سقوط بغداد، تشير الأرقام إلى أن الجيش الأمريكي في محنة حقيقة في العراق، وأن القوات الأمريكية الغازية ربما لا تستطيع مواصلة احتلالها للعراق مع مرور الوقت، وأن المخرج الوحيد للقوات الأمريكية من العراق الآن هو تنصيب حكومة عميلة توافق على وجود قواعد عسكرية أمريكية دائمة في البلاد تمكنها من السيطرة على منابع النفط وتخفيض وجودها العسكري بصورة تسمح لها بفرض رؤيتها على البلاد، وفي الوقت ذاته لا تمثل عبئًا أمنيًا وعسكريًا كبيرًا عليها.

وهناك عدة مشكلات تلوح في الأفق أمام الجيش الأمريكي، أبرزها عدم قدرته على مواصلة الاحتلال لفترات أكثر من ذلك بسبب نضوب معين المتطوعين الجدد، وطول فترة مكوث القوات بالعراق، وعمليات إحلال القوات واستبدالها بقوات أخرى، وانخفاض المعنويات بسبب العمليات العسكرية المتواصلة للمقاومة، والتي وصلت بحسب الأرقام الأمريكية إلى أكثر من 80 عملية يوميًا.



تحول تحالف الدول الراغبة إلى 'الدول غير الراغبة':

ومن ناحية أخرى فقد تقلص التحالف الأمريكي في العراق، فبعد سقوط بغداد كان 'التحالف الدولي' يتكون من أكثر من ثلاثين دولة، وقد تقلص الآن ليصل إلى ما يقرب من عشرين دولة، كما أدت حادثتي إطلاق النار من القوات الأمريكية على ضباط الاستخبارات الإيطالية والجنود البلغاريين بطريق الخطأ إلى وضع تحالف تلك القوات مع أمريكا على المحك.

وتشير إذاعة صوت أمريكا إلى أن ذلك التحالف بدأ في التقلص بالفعل، ويقول مايكل أوهانلون المحلل العسكري والمختص بالسياسات الخارجية بمعهد بروكنجز الأمريكي أن سحب هولندا وأوكرانيا لقواتهما له أثر كبير في تقويض وضع القوات الأمريكية في العراق، ويضيف أن 'الولايات المتحدة كانت تأمل أن تزيد عدد قوات التحالف بمرور الوقت وبعد إجبار المجتمع الدولي على الاعتراف بوضعها في العراق، ولكن ما حدث هو عكس ذلك'.



ويقول أنطوني كوردسمان المحلل بمركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية أن 'تلك الحرب لا تحظى بشعبية على الإطلاق، حتى بين شعوب الدول التي قامت بشنها، ففي معظم الدول التي أرسلت قواتها إلى تلك الحرب كانت شعوبها ترفض غزو العراق'، لذا في حال وجود انتخابات في تلك الدول فإن الحكومات التي أيدت الحرب على العراق سوف تكون في مأزق خطير، ومن غير المتوقع أن تنجو تلك الحكومات في الانتخابات كما نجحت حكومة هوارد في أستراليا.



وكانت أكبر عملية سحب قوات تلك التي قامت بها إسبانيا بعد هزيمة حكومة أثنار في الانتخابات، وجاء ثاباتيرو ليسحب القوات، وهذا هو المتوقع في عدة دول منها إيطاليا بعد هزيمة يمين الوسط بقيادة برلسكوني أمام تيار يسار الوسط بقيادة رومانو برودي، كما أن بريطانيا ـ الحليف الأكبر للولايات المتحدة ـ على مشارف انتخابات هي الأخرى في 5 مايو القادم، وفي حال هزيمة بلير في الانتخابات فإن التحالف الأمريكي ـ البريطاني ربما يصيبه ما أصابه التحالف الأمريكي الإسباني.

والآن بعد سحب كل من إسبانيا والدومينيكان وهندوراس ونيكاراجوا والفلبين إضافة إلى تايلاند والنرويج ونيوزيلندا وأستونيا وأوكرانيا وهولندا لقواتها من العراق، فإن وضع الجيش الأمريكي سيصبح على المحك، خاصة بعد التقارير التي تشير إلى نضوب معين المتطوعين في الجيش الأمريكي، ومعاناة كافة أفرع الجيش من نقصان عدد المنضمين إلى صفوف الجيش بعد التقارير التي أشارت إلى ضراوة المقاومة العراقية وحصادها لأرواح العديد من الجنود الأمريكيين، إضافة إلى قوافل المبتورين والمشوهين والمصابين بلوثات عقلية من جراء العمليات العراقية المكثفة في البلاد.


ياتبع


توقيع : محبة الهدى
لاحول ولاقوة لا با لله العلي العظيم
الله يرحم والدي ويسكنه في فسيح جناته

محبة الهدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس