عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-05, 02:23 PM   #193
 
الصورة الرمزية جارة القمر

جارة القمر
جيل الرواد

رقم العضوية : 2617
تاريخ التسجيل : Mar 2005
عدد المشاركات : 4,783
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ جارة القمر

خليني اكسب الخمس درجات بالاول وبعدين ادور التكملة هههههههههههه أبوك يالنذالة


يعتبر بنيامين فرانكلين أحد الاباء المؤسسين لاميركا بالاضافة الى توماس جيفرسون وجورج واشنطن وآخرين. وقد عاش عمراً مديداً لانه ولد عام 1706 ومات عام 1790.وكان عاملاً في احدى المطابع اولاً قبل ان يصبح أحد علماء عصره المشهورين وأحد آباء الأمة الجديدة التي ستهيمن على العالم.


وكان مثالاً على المفكر التنويري للقرن الثامن عشر، المفكر الذي يحلم بتحقيق التقدم لبلاده والبشرية جمعاء. كما وكان يحلم بتحقيق مجتمع قائم على الاخلاق، والفضيلة والحرية.


ان إسهامه في مجال الاختراعات العلمية وبخاصة الكهربائية اصبح معروفاً الان ويحظى بالتقدير. واما إسهامه في المجال السياسي فلا يقل أهمية ان لم يزد. فقد استطاع إقناع فرنسا بالتدخل في اميركا ضد البريطانيين، لقد كان بنيامين فرانكلين عدة رجال في شخص واحد. كان صحفياً، وصناعياً، ومخترعاً علمياً، وديبلوماسياً ورجل دولة.


وقد نجح تقريباً في كل المشاريع التي انخرط فيها. وساعده على ذلك حبه للعمل، وبراغماتيته، وصبره وعناده.


يقول المؤلف بما معناه: لقد ولد بنيامين فرانكلين في بوسطن عام 1706 ومات في فيلادلفيا عام 1790. وعندما بلغ السبعين رأى حلمه يتحقق باستقلال اميركا عن الاستعمار الانجليزي، وذلك على اثر ثورة كان هو أحد صناعها.


وعندما بلغ الثانية والثمانين كان احد الاباء المؤسسين الكبار الذين وقّعوا على الدستور الذي لا يزال يحكم اميركا حتى هذه اللحظة. وكان عاملاً نشطاً في معمل والده. وعندما بلغ السابعة عشرة سافر الى فيلادلفيا. ولم يتخرج من المدارس أو الجامعات وانما كان شخصاً عصامياً يثقف نفسه بنفسه. وقد اصبح في أوروبا واميركا مثالاً على الشخص الذي يتوصل الى أعلى المراتب عن طريق جهده الشخصي وعمله ومثابرته.


وفي فيلادلفيا اشتغل في المطبعة وادخر فلوسه واستطاع ان يمتلك جريدة بنسلفانيا لوحده. ثم اصبح رئيس تحريرها حتى عام 1748.


ولكن منذ عام 1727 كان قد أسس النادي الادبي الذي سيصبح عام 1743 الجمعية الفلسفية الاميركية. ثم راح يصدر الكتب الواحد بعد الآخر ويقدم النصائح والارشادات للشبيبة الاميركية.


وبين عامي 1764 ـ 1775 راح يمثل مستعمرات ماساشوسيتس، وبنسلفانيا وجورجيا في لندن.


ثم ارسل الى فرنسا اثناء حرب الاستقلال في مهمة رسمية. وكانت ناجحة على كافة الاصعدة والمستويات بفضل بساطته، وحكمته، وثقافته، وانسانيته. والواقع انه كان يجسد في شخصه ثقافة التنوير أو فلسفة التنوير في القرن الثامن عشر.


كان يمثل التفاؤل، والسعادة، والعلم، والتقدم: أي ان كل المثل العليا لذلك العصر التنويري العظيم تجسدت في شخصه، هو الذي انشأ أول شركة للاطفاء في اميركا عام 1736.


وكان يتعاطى المراسلات مع كبار علماء أوروبا. وهو الذي لاحظ وجود تشابه بين الكهرباء المتضمنة في الغيوم، والكهرباء التي صنعها هو شخصياً. وقد اجتمع العلماء للتأكد من صحة ملاحظاته في فرنسا عام 1792، واكتشفوا انها كانت صحيحة.


وكانت كتبه العلمية تترجم إلى مختلف اللغات كالفرنسية والألمانية والايطالية. وعلى الرغم من انه لم يضع قدمه في أي جامعة ولم ينل أي شهادة عليا، إلا ان كبريات الجامعات منحته شهادة الدكتوراه الفخرية. نذكر من بينها جامعة ييل وهارفارد ولندن.. الخ.


ثم يردف المؤلف قائلاً: وقد نجح في مهمته كما قلنا بفضل حسه الدبلوماسي العالي وشخصيته الآسرة ببساطتها، وكذلك بفضل حنكته وبراعته.


ولكن السبب الأهم لنجاحه يعود إلى الشهرة الكبيرة التي نالها خلال ربع القرن الماضي، فبالنسبة للعالم الفرنسي كان فرانكلين يعني ذلك الشخص العبقري الذي اخترع الكهرباء.


وبالنسبة لرجل الشارع الفرنسي فإنه كان يمثل ذلك العملاق الذي عرف كيف يصنع جهازاً مضاداً للصواعق.


ولكن عندما وصل فرانكلين إلى باريس وجد فيها نظاماً أكثر قمعية وفساداً مما كان يعتقد، فطبقة النبلاء التي كانت تشكل أربعة بالألف من سكان فرنسا كانت معفية من دفع الضرائب على الرغم من غناها الفاحش.


وأما الطبقات الشعبية التي تمثل أغلبية السكان فكانت تعيش حياة الكدح والفقر في المدن والأرياف، وكانت تدفع الضرائب وتطعم الطبقات المترفة في آن معاً.


هكذا كان الوضع في فرنسا عام 1776، أي قبل اندلاع الثورة الفرنسية بعشر سنوات أو أكثر قليلاً.


وبالتالي فمباديء فرانكلين التنويرية والثورية كانت مضادة تماماً للعهد الملكي القديم الذي كان يحكم فرنسا منذ عدة قرون، ولكنه اضطر إلى التعاون مع الفرنسيين من أجل تجميع السلاح وارساله الى القوات الأميركية المشتبكة في حرب شرسة مع القوات الانجليزية.


وبالتالي فالشيء الغريب ليس اندلاع الثورة الفرنسية، وإنما لماذا تأخرت كل هذا الوقت حتى اندلعت؟ فالفقر المدقع كان منتشراً في الأرياف والاحياء الشعبية للمدن، وعدد الشحاذين في باريس لم يكن يحصى أو يعد.


وهذا الشيء كان يزعج مفكراً تنويرياً وديمقراطياً مثل فرانكلين. ولكن بما انه جاء إلى فرنسا طلباً لمساعدتها ضد الانجليز، فإنه ما كان قادراً على نقد النظام الذي يستقبله ويستعد لمساعدته.


والفرنسيون من جهتهم كانوا يشرطون مساعدتهم بمدى التقدم الذي تحققه القوات الأميركية في ساحات الوغى، لولا معرفتهم بأن هذه سوف تنتصر في المعركة لما قدموا لها المساعدة العسكرية، ولكن بعد اقامة طويلة في فرنسا استمرت تسع سنوات شعر فرانكلين بالحاجة للعودة الي فيلادلفيا مسقط رأسه. وفي 27 مايو من عام 1785، أي قبل موته بخمس سنوات، تلقى الموافقة على عودته الى بلاده.


وقد كتب رسالة إلى أحد أصدقائه يقول فيها: إن الفرنسيين شعب طيب يحلو للمرء أن يعيش في أحضانه، وهم يحبونني وأنا أحبهم، ولكني لا أشعر بأني في بلدي هنا، ولذلك قررت أن أعود لكي أموت في وطني.


ثم يردف المؤلف قائلاً: خلال هذه السنوات التسع استطاع فرانكلين أن يعقد علاقات وصداقات مع كبريات الشخصيات الفرنسية.


والواقع أن فرنسا كانت سعيدة لتورط غريمتها انجلترا في أميركا الشمالية، وزادت سعادتها أكثر عندما سمعت بهزيمة القوات الانجليزية هناك. وبالتالي ينطبق على الفرنسيين المثل القائل: «عدو عدوي صديقي».


ومن كان عدو الانجليز في تلك الفترة؟ فرانكلين وجورج واشنطن وتوماس جيفرسون وكل الآباء المؤسسين للأمة الأميركية.


والشيء الغريب العجيب هو أن الثورة الأميركية لعام 1776 كانت تستوحي أفكار فلاسفة الانجليز في الوقت الذي تحارب فيه جيش الانجليز!


ولكن الانجليز كانوا قد تحولوا الى مستعمرين يعاملون الأميركان معاملة نفس الشيء الذي حصل في الهند، أو العالم العربي أو أفريقيا أو أية منطقة أخرى تعرضت للاستعمار، فالاستعمار من جهة كان يمثل حضارة، ومن جهة أخرى كان يمثل القمع والاستغلال. وهنا تكمن ازدواجية الحضارة الغربية.


فالانجليز عندما استعمروا البلدان الاخرى انحرفوا في الواقع عن مشروع التنوير القائل بالمساواة والعدالة لجميع شعوب الأرض. لقد خانوا أفكار الثورة الفلسفية لجون لوك وسواه، وكذلك فعل الفرنسيون عندما استعمروا شمال افريقيا وبعض البلدان الأخرى فإنهم خانوا أفكار روسو ومونتسكيو وكل الفلاسفة الانسانيين والتنويريين.


مهما يكن من أمر فإن ثورة 1776 الأميركية استلهمت إلى حد كبير ثورة 1688 الانجليزية. وهي ثورة تدعو إلى سيادة حكم القانون وإلى تأمين الكرامة البشرية لكل مواطن وإلى تحقيق التسامح الديني بين المذاهب المختلفة للمسيحية.


والواقع أن الحداثة السياسية كلها هي نتيجة لثلاث ثورات متتالية: الثورة الانجليزية، فالثورة الأميركية، فالثورة الفرنسية. وهذه الثورات السياسية ما كانت ممكنة لولا أن الثورة الفلسفية مهدت لها الطريق وزرعت البذور في الأرض في الوقت المناسب.


وبالتالي فلولا شخصيات من نوع جون لوك وجان جاك روسو وبنيامين فرانكلين وتوماس جيفرسون وفولتير وكانط وكوندورسيه وهيغل وعشرات غيرهم، لما استطاعت الشعوب أن تخرج من ظلمات العصور الوسطى الاقطاعية وتدخل في عصر الحداثة والتقدم والرقي.


هذه باختصار شديد العبرة التي نستخلصها من حياة رجل عظيم ومهم كبنيامين فرانكلين.


توقيع : جارة القمر
[align=center][/align]


زهرة الشرق
zahrah.com

جارة القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس