عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-05, 12:11 AM   #10
 
الصورة الرمزية الذكرى

الذكرى
خطوات واثقة

رقم العضوية : 2547
تاريخ التسجيل : Feb 2005
عدد المشاركات : 132
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الذكرى

[ALIGN=CENTER]
الكاتب الأصلي: غموض
متشوقة للنهايه والاسلوب الرائع
الحلقة الخامسة



* * * * * * *





















أنهيت دراستي الثانوية أخيرا !


إنني أريد الالتحاق بالجامعة ، ألا أن القصف الجوي الذي تعرضنا له مؤخرا دمر مبنى الجامعة التي كنت أريدها


كما دمّر جزءا من المصنع الذي يملكه والدي


أوضاع بلدنا في تدهور ، و الحرب منذ أن اندلعت قبل عامين تقريبا لم تتوقف ...


مستوانا المادي تراجع نتيجة لهذه الأحداث .



الدراسة تعني لي الكثير الكثير ، خصوصا بعدما حدث ...

إنها أحد أحلام حياتي ...

ما أكثر الأحلام !




أتذكرون صندوق الأحلام الخاص برغد و الذي صنعته لها قبل ثلاث سنوات ؟

أضفت إليه حلما جديدا يقول :

( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! ) !




اعتقد أن الأمور الإدارية تليق بي كثيرا !




وجدت فرصة هبطت علي ّ من السماء لأبتعث للدراسة في الخارج ، شرط أن أجتاز أحد امتحانات
القبول ، و الذي سأجريه بعد الغد



و ما اقرب بعد الغد !


إن مصيري و مستقبلي معلّق بذلك اليوم ...

إنني قد عدت لقراءة بعض المواضيع من المواد الدراسية المختلفة استعداد له

ادعوا لي بالتوفيق !









في الوقت الراهن أنا بدون شاغل ، أو لنقل ... عاطل عن المستقبل !







خلال السنوات الثلاث الماضية ازداد طولي وحجمي كثيرا و أصبحت عملاقا و ضخما !

تعديت طول والدي و أصبحت أشعر ببعض الخجل كلما وقفت إلى جانبه !



أما صغيرتي المدللة ، فلم تتغير كثيرا !

لا تزال نحيلة و صغيرة الحجم ، كثيرة المطالب ، و شديدة التدلل !

و المنافسة بينها و بين دانة حتى على الأشياء البسيطة لا تزال قائمة !

و اعتقد أنكم تتوقعون أنني ...

لازلت مهووسا بها كما السابق ، بل و أكثر ...








وصلت الآن إلى بوابة المدرسة الابتدائية ، و ها أنا أرى الفتاتين تقبلان نحو السيارة !




و راقبوا ما سيحصل !





تتسابق الاثنتان نحو الباب الأمامي ...

تصل إحداهما قبل الأخرى بجزء من الثانية

تحاول كل واحدة فتح الباب و الجلوس في المقعد المجاور لي

تتنازعان

تتشاجران

تحتكمان إلي !





" وليد ! أنا وصلت قبلها "

" بل أنا يا وليد ... أليس كذلك ؟ "

" وليد قل لها أن تبتعد عني "

" أنا من وصل أولا ! دعها تركب خلفك وليد "






" كفى ! "




كل يوم تتكرر نفس القصة ! و الآن علي ّ أن أضع جدولا مقسما فيما بينهما !


" حسنا ... من التي كانت تجلس قربي يوم أمس ؟ "



أجابت دانة :

" أنا "


قلت :

" إذن ، اليوم تجلس رغد و غدا دانة و هكذا ! اتفقنا ؟؟ "




و بزهو و نشوة الانتصار ، ركبت السيدة رغد و جلست على الكرسي الأمامي بجانبي !

فيما ترمق دانة بنظرات ( التحسير ) !

كم سأفتقد هاتين المشاكستين !









" وليد تعلمنا درسا صعبا في ( الرياضيات ) أريدك أن تساعدني في حل التمارين "

" حسنا رغد "





" و أنا أيضا أريدك أن تساعدني في تمارين القواعد "

" حسنا دانة ! "




قالت رغد بسرعة :


" لكن أنا أولا فأنا سألتك أولا "



قالت دانة :

" درسي أنا أصعب . أنا أولا يا وليد "




أنا أولا ... أنا أولا ... أنا أولا ...



ويلي من هاتين الفتاتين !

كلا ! لن أفتقدهما أبدا !








كنت معتادا على تعليم الفتاتين في أحيان كثيرة ، خصوصا بعد تخرجي من المدرسة ...

مواقف كثيرة ، و كثيرة جدا ، هي التي حصلت خلال السنوات الماضية و لكنني اختصرت لكم

قدر الإمكان ...





حينما وصلنا إلى البيت ، بالتحديد عندما هممت بإدخال المفتاح في الباب لفتحه ، بدأت منافسة جديدة ...




" أعطني المفتاح أنا سأفتحه "

" لا لا ، أنا سأفتحه وليد "

" لا تقلديني ! "

" أنت لا تقلديني "




و احتدم النزاع !




أوليت الباب ظهري و وقفت بين الفتاتين و عبست في وجهيهما !

قلت بحدة :


" أنا من سيفتح الباب و إن سمعتكما تتجادلان على هذا المفتاح ثانية فتحت رأسيكما و أفرغت ما بهما "





المفروض أن نبرتي كانت حادة و مهددة ، و تثير الخوف ! ألا أن رغد أخذت تضحك ببساطة !

التفت إليها و قلت :


" لم الضحك ؟؟ "


قالت و هي تقهقه :


" لن تجد شيئا في رأس دانة من الداخل ! "



قالت دانة :

" بل أنت الجوفاء الرأس ! أتعلمين ماذا سيجد وليد في رأسك ؟ "


رغد :

" ماذا ؟ "


دانة :

" البطاطا المقلية التي تلتهمينها بشراهة كل يوم ! "


رغد ـ و هي تضحك بمرح ـ


" و أنت الفاصولياء التي أكلتها البارحة "



و تبادلت الاثنتان مجموعة من الأكلات و الأطباق المفضلة في رأسي بعضهما البعض حتى
أصابتاني بالصداع و التخمة !!



قلت :

" يكفي ! إنني من سيفتح رأسي أنا حتى ارمي بكما إلى الخارج منه "




و استدرت ، و فتحت الباب ، فأسرعت دانة بالدخول لتسبق رغد ، بينما سارت رغد ببطء و
انتظرتني حتى دخلت ، ثم أقفلت الباب ...[/ALIGN]


توقيع : الذكرى
اذا ما نما العشب فوق قبرى ...فلتكن هذه دعوة لأن أنسى تماما

الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس