|
ملوك في الخيام عبيد في القصور
قرأت هذه المقالة فاعجبتني
وأحببت مشاركتكم إ ياها
وليطرح كل منا رأيه ولو بتعليق من سطر وحيد
بقلم : حمزة الميداني
من أهم مميزات العربي قبل أن يكرمه الله بالإسلام أنه لم يخضع لحكم قاهر، يذله ويستعبده ويحطم شخصيته ونفسيته، وربما يكون هذا أحد أسباب اختيار الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة لحمل الرسالة والالتفاف حول خاتم الأنبياء.
كان العربي وهو وحيد في خيمته وقريته شخصية حرة مكتملة النمو النفساني. وعندما افتخر كسرى أمام وفد العرب بدولة الفرس وأن لهم ملكاً واحداً قال له العربي: إن كل فرد منا ملك. أي لا يخضع لأحد. إن الشعوب العربية اليوم تناشد ملوكها ورؤساءها أن يفعلوا شيئاً لنصرة الشعب الفلسطيني. والحقيقة أن هؤلاء الحكام ليسوا عرباً، إنـهم مخلوقات عجيبة مشحونة بالهوان والذل وعبادة المنصب والمال، بينما العربي حتى في جاهليته كان يضحي بنفسه في سبيل المحافظة على كلمة يقولها أو على وعد يريد أن يفي به، يدافع عن عرضه وماله وأرضه، ومن أعظم ما يحمد عليه حفظ الجوار والتذمم للصاحب والأهل.
كان العربي فيه بأس وشجاعة ووفاء، فأين هذا من هؤلاء الحكام المرعوبين من كلمة يتفوه بـها علج من علوج الروم، لقد استمرؤوا حياة الذل في القصور والناس يستصرخونـهم ويستصرخون جيوشهم ولكن ما من مجيب، وأنّى لهم ذلك.
في حوار حول السياسة والحكم قال أحد الحكماء لتلامذته: لابد للسياسة أن تؤمن الأشياء الضرورية لكل فرد، والتجهيزات العسكرية (للعدو الخارجي) والقدر الكافي من ثقة الناس بحكامهم. سأل التلميذ: إذا اضطررنا للاستغناء عن اثنتين من هذه الواجبات فأيهما نبقي؟ قال الحكيم: نبقي الثقة لأنـهم إذا فقدوا الثقة لم يبق أي أساس للدولة. ترى لو حصل استفتاء مع شعوب المنطقة العربية، فكم نسبة الثقة التي يحصل عليها الحكام؟ أظن أن الجواب معروف. إن من نقاط الضعف عند المسلمين هو الجهل بـهذا العلم (السياسة) على حقيقتها وشموليتها، لأن هؤلاء الحكام يسيمون الأمة الخسف، ويساعدون العدو سراً وجهراً، ويعرضون الأمة للأخطار، والأمة فيها خير كثير، وشباب هذه الأمة طاقات مذخورة، ولكن الذي يسد منافذ هذا الخير هم هؤلاء الذين يتصاغرون أمام الأعداء ويتجبرون على شعوبـهم.
ولكم خالص ودي
|