عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-05, 12:03 AM   #1
 
الصورة الرمزية nelly

nelly
سفيرة زهرة الشرق

رقم العضوية : 2364
تاريخ التسجيل : Oct 2004
عدد المشاركات : 709
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ nelly
اسير فلسطيني محرر يخرج الىواقع مدمر


اسير فلسطيني محرر يخرج الىواقع مدمر ومؤلم: اب متوفى بسبب الحواجز واخ شهيد وابنة تعتبره غريباً

واقع «مدمر ومؤلم» ذلك الذي خرج اليه الاسير المحرر ساجد مليطات من معتقله بعدما أمضى اربع سنوات خلف القضبان، هي عمر الانتفاضة الفلسطينية التي يبدو انها في تفاصيلها وتداعياتها تحاكي يوميات حياته التي تركها وراءه. هكذا يصف ساجد وضعه عندما اطلق سراحه مع خمسمئة من رفاقه قبل عشرة ايام من السجون الاسرائيلية، مشددا على انه مهما بلغت قسوة الواقع «لا يفكر العصفور في العودة الى قفص السجن».

«الالم» كان اول ما احس به ساجد (34 عاماً) عند ترجله من الباص الذي نقله من معتقله الى الحاجز العسكري الاسرائيلي المقام على مدخل قريته «بيت فوريك»، وهو الحاجز ذاته الذي لفظ فيه والده عبد اللطيف انفاسه بعدما منع من اجتيازه الى المشفى ليتلقى العلاج من نوبة قلبية ألمت به في 20 تموز (يوليو) عام 2004، قبيل اسبوعين من استشهاد ولده أمجد، شقيق ساجد، الذي كان «مطلوباً» لدى سلطات الاحتلال.

«لا استطيع وصف مشاعري لحظة عودتي. تركت والدي معافى قوياً، وتخيلته داخل السجن ممداً على حمالة بانتظار ان يسمح له الجنود بالمرور نحو سيارة اسعاف كانت تنتظره على الجانب الاخر... تلفّت حولي لارى اخي امجد وأعانقه لكن لم يعد هنا... العقل أدرك انه استشهد لكن القلب يرفض دوماً قبول غياب الاخ».

قال ساجد ان شقيقه تراءى له في وجوه كل الشبان الذين اطلقوا النار في الهواء احتفالاً باطلاق الاسرى الذين وصلوا الى نابلس، وأسرع الخطى نحو ضريح امجد الذي استشهد قبل 20 يوماً فقط من اطلاقه.

أربعة أعوام امضاها ساجد )من اصل سبعة هي مدة محكوميته)، بتهمة الانتماء الى تنظيم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومحاولة اطلاق النار»، لم تحرمه فقط من الحرية، وانما ايضاً من التقاء زوار من اهله. عليه الآن، كما يقول، ان يستعيد شريط حياة شقيقه من خلال هؤلاء الشبان.

في بلدته، بيت فوريك، كانت مشاهد الدمار في انتظاره: دمار في منزله الذي اعتقل داخله في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2000، ومنزل شقيقه الذي بناه حجراً فوق حجر بعدما اضطر الى ترك صفوف الدراسة صغيراً لاعانة عائلته بينما كان اخاه البكر (ساجد) معتقلاً والذي تفتحت براعم صباه في عتمة السجون في الانتفاضة الفلسطينية الاولى.

«فقدان الاب والاخ ومشهد الدمار، كل ذلك لا يغير من معتقدات الانسان شيئاً. فمهما حدث يبقى الاحتلال احتلالاً، ولا تستطيع ان تعطيه وصفاً آخر. الاحتلال لا يزال هنا... وكذلك معتقداتنا السياسية»... عمق الالم يتضاعف، كما يقول ساجد، عندما يتحول جهاز التلفون الى «أب» في نظر طفلة غيب السجن والدها عن عيونها وهي لا تزال في الخامسة «تتحدث اليه بحنان وجرأة وحب. وعندما يمتثل الاب بلحمه ودمه امامها... ترفض قبول رجل غريب في منزل والدتها».

ويضيف: «الالم الاكبر... هو ما اعانيه منذ استعادة حريتي... عدت الى ابنتي يرناء (تسعة اعوام) وابني مجد الدين (ستة اعوام)... مجد الدين كان فرحاً بأن وجد له ابا، لكن يرناء رغم انها كانت تحدثني على الهاتف (السجناء يهربون الهواتف النقالة في بعض السجون) وتتكلم بطلاقة وحب... تعاملني وكأنني غريب طرأ على بيت والدتها... دائما خجولة... ولا تطلب الاشياء التي يطلبها الابناء من ابائهم... بالنسبة اليها الشخص الذي كانت تحادثه على التلفون ليس أنا... ارتبطت ذاكرتها بي في ذلك الصوت الذي يخرج من جهاز معدني».
*دار الحياة


توقيع : nelly


سأقلدك وسام جنوني**سامنحك نياشيين قلبي**اعلى مراتب الجنون

nelly غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس