عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-05, 12:14 AM   #1
 
الصورة الرمزية sama

sama
العضوية الماسية

رقم العضوية : 2371
تاريخ التسجيل : Nov 2004
عدد المشاركات : 1,440
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sama
غاضب الحياة الزوجية شراكة وليست معركة...


الحياة الزوجية شراكة وليست معركة...



زوجتى نكدية ..وزوجى غاوى مشاكل

شيماء حمدى:


هى متهمة بالنكد، وهو متهم بإثارة المشاكل على أبسط الأشياء، وكأنها حياة القط والفأر لكن من منهما القط ومن الفأر؟، هكذا يصور البعض الحياة الزوجية، ولا يقدرون أن الزوجة وهى تؤسس منزلها الجديد وتقيس فستانها الأبيض، لا تضع فى حسبانها أنها سوف تنكد على زوجها، وكذلك الزوج وهو يخطط لمستقبله مع زوجته لا يقرر أن يثير معها المشاكل، ولكن بطبيعة الحياة الزوجية كعلاقة إنسانية لا تخلو من الصعاب التى يمكن تخطيها، وذلك بفضل ذكاء الزوجة وتفهم الزوج، فطبيعية العلاقة الزوجية أن يرغب كل من الطرفين فى إسعاد الآخر لأنها الحياة شركة وليست معركة.
وتقول السيدة سوزان عبد المجيد رئيس الجمعية المصرية لفض المنازعات الزوجية إن الزوجة لا تخطط لإثارة المشاكل مع زوجها فهذا يعد خروجا عن الطبيعى، ومن تقوم بذلك فهى بحاجة إلى تأهيل نفسي وتوجيه، وفى إطار الحياة الزوجية من الطبيعى أن تظهر بعض الخلافات والصدمات التى يتعامل معها كلا الزوجين وفقا لشخصية كل منهما ووفقا أيضا لطبيعة تفهمها للأمور، فالعلاقة الزوجية بما إنها علاقة شخصية فلا يجوز أن نقول فيها: "ينبغى ويجب" فكل حالة تختلف حسب ظروفها وبناء على ذلك يتخذ القرار المناسب .
دمعتها قريبة
ويمكن أن تكون المشكلة التى يتعرض لها الزوجان بسيطة لكن سوء فهم الزوجة أو الزوج لهذه المشكلة هو الذى يضخمها فتظهر الزوجة كما لو أنها نكدية ولكن هذا يخالف الواقع بدرجة كبيرة لأن بطبيعة المرأة التى لا يمكن لأحد إنكارها أنها بالفطرة عاطفية سريعة البكاء والانفعال بصورة أسرع وأكبر من الرجل، فتوجد بعض السيدات التى تكون بطبيعتها كما يقول البعض "دمعتها قريبة" ولا تتحمل الضغوط فيظهر استياؤها وقلقها الذى يتسرب للزوج والأسرة ومن ثم تتهم من قبل المحيطين خاصة الزوج بأنها نكدية تبحث عن النكد، لكن فى الحقيقة أن هذه المرأة قد تحمل وجه نظر خاطئة تجاه الأمور فتكبر المواقف الصغيرة التى تدور فى إطار الأسرة لعدم قدرتها على مواجهتها فتصبح هذه المواقف الصغيرة مشاكل كبيرة .
انفعالية وليست نكدية
فالزوجة ليست بطبيعتها نكدية بل عاطفية وأكثر انفعالية تجاه الأمور، وفى ظل التغيرات التى طرأت على المرأة فى هذه الأونة الأخيرة، فلم يعد للمرأة وقت الفراغ الذى يمكن أن يدفعها لخلق مشكلة داخل أسرتها أو مع زوجها، فبصفة عامة لا يوجد نموذج المرأة النكدية إلا إذا كان لدى المرأة فراغ عقلى، وذهنى، وعاطفى والأخطر هو الفراغ الزمنى، فهى مثلا لا تعمل فتظل طوال اليوم دون شغل نفسها بأى شئ سوى أعمال المنزل التى سرعان ما تنتهى منها، ومع انشغال الزوج طوال اليوم بعمله، تزدات معاناة هذه الزوجة وهنا يمكن أن تلجأ إلى النكد عن طريق اختراع مشكلة والعمل على تضخيمها لكى تلفت نظرالزوج لها وتكون بذلك محور الأحداث ومحل الاهتمام.
الفراغ يسبب المشاكل
ومن ثم يأتى إنشغال الزوجة فى عمل معين ضرورة لتقليل حدة المشكلات، كأن تزور أقاربها وتكون صداقات التى يجب أن تكون مع أفراد موثوق فيهم حتى لا نحل مشكلة بمشكلة أكبر. كما يمكنها تعليم مهارات جديدة كالقراءة وتعليم الكمبيوتر، وشغل وقتها بمذاكرة الأبناء، وذلك لا يمنع من زيادة جرعة حنان الزوج لزوجته والخروج معها للتنزه من الحين للآخر حتى لا تشعر أنها كم مهمل فتثير المشاكل وتتهم فى النهاية بالنكد، فالمرأة بصفة عامة والزوجة خاصة أصبحت أكثر عقلانية فلم تعد تطالب بمطالب غريبة أو تطمع فى تطلعات غريبة من الزوج فعلى قدر إمكانات الزوج تأتى مطالب واحتياجات الزوجة، التى غالبا ما تتمثل فى مصاريف البيت ومصاريف المدرسة والدواء، وبالرغم من ذلك فلا يمكن أن نظلم الزوج لأن بعض الزوجات قد لا تقدر تعب الزوج وقدراته المادية ودخله المحدود فترهقه بالمطالب ويكون ذلك نتيجة سوء تقدير من الزوجة التى تحتاج هنا من الزوج أن يتناقش معها بهدوء لتسير حياتهما وفقا لإمكانات كلاهما، بل يمكن للزوج أن يعد زوجته أنه خلال فترة معينة سيلبى رغباتها.
والعاملة تشكو أيضا
وتضيف السيدة سوزان إنه إذا كانت المرأة التى لا تعمل وكذلك التى لديها فراغ كبير يمكنها أن تختلق المشكلات، فذلك لا يعنى خلو منزل المرأة العاملة من النكد والمشكلات، لأن بعض السيدات تنقل مشكلات عملها فى حقيبتها معها إلى المنزل، فيظهر عليها الضغوط النفسية والعصبية التى تنتقل لأولادها وزوجها ولا تدرك خطورة ذلك على أسرتها، وربما تكون مدركة لكن ليس لديها من الذكاء الاجتماعى الذى يجعلها تفصل بقدر الإمكان بين العمل بهمومه وبين المنزل بحاجته إلى دفئها، ومن جانب الزوج لابد أن يتفهم لمشكلة زوجته ويخفف عليها لأن الإنسان بطبيعته مجموعة من المشاعر والانفعالات والظروف والتى لا يمكن فصلها عن بعضها البعض بحد سكين .
الزوج متهم بإثارة المشاكل
وتوضح السيدة سوزان أنه بالنسبة للزوج فهو متهم لدى البعض بإثارة المشاكل على أبسط الأمور، ربما لعدم قدرته المادية على تدبر أمور المعيشة وإرهاق زوجته له بالمطالب فلم يعد قادرا على معالجة الأمور بأسلوب هادئ، بالإضافة إلى مشاكله فى محيط العمل والتى لا يخلو منها مجال، كل ذلك يجعله ينفعل بسرعة وذلك ما يجعله يكبر الأمور نتيجة الضغوط فتبدو كمشكلات كبيرة، ويبدو الزوج هنا كالزوجة نكدى من وجهة نظر البعض.
الزوجة الذكية
ومن ثم يأتى دور الزوجة الذكية فى امتصاص غضب وانفعال زوجها وتأجيل مناقشة بعض الصعاب التى تواجه حياتهما إلى وقت أخر مناسب أكثر هدوءً بالنسبة للزوج، ويوجد بعض الأزواج الذين يكونوا أكثر عصبية فتعانى زوجاتهم من انحراف سلوكى حاد لهؤلاء الأزواج، الذى يتمثل فى الضرب والبرود العاطفى، وعدم المكوث فى المنزل والهروب دائما مع شلة الأصدقاء، واللامبالاة فى المعاملة، ويثير هؤلاء الأزواج المشاكل من وجهة نظر المحيطين، فالزوج أصبح متهم أيضا بإثارة المشكلات أى أصبح متهم بالنكد مثل الزوجة، والزوجة هنا من حق زوجها عليها أن تتحمله، بل وتحاول ملء وقت فراغه سواء بشكل عاطفى أو باقتراح الدخول أو المشاركة فى مشروع تجارى حسب إمكاناتهم لكى تمتص وقت الفراغ الذى يمكن أن يكون أحد الأسباب التى تتيح للأمور والصدمات الصغيرة أن تصبح مشكلات .
شراكة وليست معركة
هناك لغة تنتشر فى هذه الأيام تحمل معها نغمة مرتفعة للشكوى الدائمة من المرأة وعدم نضج بعض الأزواج، لكن فى الحقيقة الحياة الزوجية ليست معركة يفترض أن يكسب أو ينتصر فيها أحد الأطراف، فلكل منهما دور، وكذلك اهتمامات يتم تبادلها و مشاعر حب واحترام متبادلة، وإذا عانت هذه الحياة من أزمة فلابد من انفراجة لها وهذه الانفراجة لا تأتى من فراغ بل من مناقشة وتنازل من أحد الطرفين إلى حد ما وبالتالى لا تصبح الزوجة نكدية، ولا الزوج غاوى مشاكل .




منقول


توقيع : sama
يا رب أحفظ لى من أحب

زهرة الشرق، أكبر تجمع عائلي

sama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس