[ALIGN=CENTER]فجأة ... ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت ...
كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كسابقاتها ن لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد ....
تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء ...
ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع ...
والدتي تولول ، و دانة تصرخ ... و رغد تصرخ ... و وليد يتخبط مستنجدا ... صارخا ... من فرط الألم ...
جمرة واحة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر ...
أما سامر ...
فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة ... مدى الحياة ...
لقد كان حادثا سيئا جدا ... و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى ...
و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد
رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب
أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها
رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات ... و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة من النوم في أوائل الأيام ... و تركض إلي ...
و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة
في غرفتي ... طالبة الأمان و الطمأنينة ...
" وليد أنا خائفة ... النار مؤلمة ... "
" وليد لن أركب الدراجة ثانية ً ... "
" وليد لا أريد أن أبقى وحدي ... الجمر يلاحقني ... "
" وليد ... عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " !
و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق !
و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة ...
لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت :
( يا رب اشف سامر ) !
توالت الأيام و الشهور ... و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله ، و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر ...
أما أنا ...
فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد ...
و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري ...
و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا
و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا ...
و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد ....
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^أحلام الجحيم ~ [/ALIGN]
توقيع : الذكرى
اذا ما نما العشب فوق قبرى ...فلتكن هذه دعوة لأن أنسى تماما
|