عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-05, 09:07 AM   #8
 
الصورة الرمزية الذكرى

الذكرى
خطوات واثقة

رقم العضوية : 2547
تاريخ التسجيل : Feb 2005
عدد المشاركات : 132
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الذكرى

[ALIGN=CENTER]فجأة ... ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت ...






كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كسابقاتها ن لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد ....




تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء ...




ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع ...




والدتي تولول ، و دانة تصرخ ... و رغد تصرخ ... و وليد يتخبط مستنجدا ... صارخا ... من فرط الألم ...







جمرة واحة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر ...


أما سامر ...


فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة ... مدى الحياة ...





لقد كان حادثا سيئا جدا ... و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى ...



و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد





رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب





أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها






رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات ... و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة من النوم في أوائل الأيام ... و تركض إلي ...






و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة
في غرفتي ... طالبة الأمان و الطمأنينة ...



" وليد أنا خائفة ... النار مؤلمة ... "

" وليد لن أركب الدراجة ثانية ً ... "

" وليد لا أريد أن أبقى وحدي ... الجمر يلاحقني ... "

" وليد ... عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " !









و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق !

و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة ...

لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت :

( يا رب اشف سامر ) !












توالت الأيام و الشهور ... و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله ، و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر ...





أما أنا ...





فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد ...
و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري ...




و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا



و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا ...



و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد ....





^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^أحلام الجحيم ~ [/ALIGN]


توقيع : الذكرى
اذا ما نما العشب فوق قبرى ...فلتكن هذه دعوة لأن أنسى تماما

الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس