رسالة صباحيّة من عندليب مغرّد

إنتظرته طويلاً هذا الصباح...
إنتظرته على رفوف ساعات ليليّة
فأتاني فجره يزقزق
فرحًا ...
حركةً...
بهجةً تبدّل ليلي نهارًا
توقظ أحاسيس الروح
تدفع البصر نحو النور
وصلاة شكرٍ وتأمّلات فكريّة!...
وطيور تجتمع في حلقاتٍ
تسافر ...
تهاجر...
ترحل فجرًا...
تتموّج معلنةً بدء رحلةٍ صيفيّة!
وطيورٌ تبقى...
تعانق الضوء ...
تبني أعشاشها...
تراقب صغارها...
تحلّق استحياءً فوق هذه المدينة
وتتبادل قلوبها كلماتٍ شعريّة!
وندى يداعب طراوةً وريقات مخمليّة
تناغمًا تتفتح معه أطراف وردة جوريّة
وترسل لي إشارة حبٍّ كونيّة!
وعندليب... يغرّد لحنًا سحريًا
أتاني مع هذا الفجر يراقب
وكأنّه على أعتاب الفكر يتوقّف
وكأنّ به كلمات يحكيها
وكأنّ يدًا طيّبة أطلقته لي البارحة
حمّلته رسالة فوق الجناح
وأرسلته على وجه السرعة يوقظني!
ومع إشراقة شمس البهاء
وزغردة أنوار الحياة
أتاني يُعلن حبًّا خجولاً ويبوح
ويُعلّمني الحان دلال ودّيّة!
ويفرد جناحيه فجأة ويبتعد
وكأنّه أكمل مهمّته مبتهجًا
وأوصل مبشرًا رسالته الغراميّة!!!
وصياح يأتي...
وحياة تنمو...
وأنا...
أنهض من فراشي...
أترك نفَسًا منسيًا
وأخرج إلى أعمالي اليوميّة.
وزقزقة عندليب الفجر...
تستعيد ألحانها في الكبد

و... أستعيد حريتي المنسيّة!

ضوء فلك مسافر أنا...
إن تهتِ فضاءً أتيتك!
دمعة حلم رائعٍ أنا...
إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك!
نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا...
تنساب حنانًا وتأتيني بك!
زهرة وردٍ من بستانك أنا...
إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً
و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك!
ومن أناملك الوجلى...
خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا
وعلى الوجنتين يرسم الملامح
ويطوف أبراجك سعدًا ووجد...
وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!!