|
صحيح اني مطلقة ......... ولكن
منذ ان ولدت وانا لم اختر ابدا طريقي ... التحقت بالمدرسة التي اختارها اهلي حتى وصلت للمرحلة الثانويه ... ووصل التدخل حتى في لبسي ودراستي وداخل غرفتي
كم تمنيت ان اتزوج اخرج من سيطرة اهلي وحصارهم لي ...واصبحت احلم كأي فتاة ببناء اسره اشعر من خلالها بالامان والانوثه والامومه وممارسة دوري في هذه الحياة .
وتحققت الامنية وتزوجت ... ولكن حتى اختيار شريك حياتي لم يكن من حقي المطلوب
ومنذ البداية لم يكن لي راي حتى في الاثاث ولا في اختيار المنزل وفي اشياء اقل مافيها يكون لي راي فيها
وتكررت مأساتي مع زوجي ، فأنجبت طفلة في وقت لم امهد له برغبتي ... ها أنا تعودت ان اسير لا أن اخير
حاولت التمرد والعصيان علي سيطرة اهلي من قبل وفشلت كذلك لم افلح في حياتي الجديده لاني كنت اعتقد بان حلمي بحبيبي القادم على حصانه الابيض والذي سيجمعني به حب حقيقي وثقة وتحمل مسؤولية ومشاركة بلا قيود ولا دكتاتورية ولا ظلم .... سيكون البلسم لجروحي وطبيبي الذي سيداوي آلامي ويخرجني من قمع اهلي ، فأحسست ان سجن اهلي كان أرحم من سجني الجديد لانه كبلني بقيود من حديد .. وافكر ،،، ترى لم الوم زوجي واللوم كله يقع على عاتقي ، فهو كرجل لايحسن التعامل معي فحصل على زوجه ذات شخصية مستسلمه لن تتكرر في هذا الزمن العجيب ولن يتعب في ترويضي وتشكيلي كما يريد ...
وبالتدريج فقدت كل المقومات التي تؤهلني حتى لا اعتمد على نفسي ، ضعيفة فارغه وكأني دمية يستطيع تحريكها اصغر فرد في عائلتي ورضخت لواقعي الاليم الذي اعيشه مجبرة
لقد انهارت علاقتنا قبل بدايتها ، وتبددت احلامي ووقعت فريسة للخوف ، فهو لا يهتم الا بالغلاف الخارجي للعلاقة الزوجية ، لايلبي ابسط حقوقي والتي لا يقرها ... فهو من له كل الحقوق وليس عليه واجبات تجاهي وجاء الوقت الذي أذهب فيه الى منزل اهلي وانا احتضن طفلي ذو الخمسة شهور بدون سابق انذار حتى دون انا الم اغراضي او احزم حقائبي لاني مسافره بدون رجعه الى ذلك البيت الموحش .
وحصل مالم اكن اتوقعه .. ولكني تمنيته ... هو الانفصال وذلك لاني كنت حائرة ولم اكن راضية ولكني كنت خائفة ايضا ان اعود للسجن الذي انا فيه ...... حصل ما حصل ، اردت ان استيقظ من ذلك الحلم المزعج الذي يحمل عنوان ( لقد اصبحت مطلقه ) مطلقة لديها ابنه حرمت نفسي من ان اعيش معها حتى لا ترى ضعفي فينعكس عليها وتصبح مسلوبة الارادة منذ نعومة اظفارها
حرمت نفسي من اشياء كثيره ... قررت التحدي شيئا فشيئا ... نعم لقد اكملت دراستي الجامعية ... تطورت علاقاتي مع الجميع بعض الشيء فأنا دائما تحت سيطرة اهلي ... فقد اصبحت الآن في نظرهم مطلقة ، اي مقيدة محسوب عليها كل شيء سواءفي حدود المعقول واللامعقول ...
حاولت ان انتصر على مخاوفي يوما واستقل بذاتي ، ام اني قد تعودت على على حياتي فأستمر فيها اريد ان اتمتع بشخصية قوية دون الخروج على الاعراف وضمن الحدود التي شرعها ديننا ، ولكني وجدت نفسي انصدم مع الناس ايضا ، فالناس تنظر نظره غريبه غريبه قد تكون نظرة استهزاء او نظرة رحمة وشفقه او نظرة احتقار وازدراء البعض يقول انها فاشله والبعض يقول ( حرام ماتستاهل ) الطيب في هذا الزمان لايجد حظه
حاولت ان اجد شريك جديد لحياتي بعد ان عانيت ثمان سنوات من الطلاق وانا متردده وخائفه من الفشل ...
ولكن للأسف ان اكثر الذين يأتون يكون هدفهم مصلحة ، فالذي يريد ان انجب له الاولاد والآخر يريد ان يعوض مافاته من شباب
افكار والله انها تفوح منها جهل افكارهم وقصر نظرتهم للحياة ... والذي أتى من اجلي لاهذا ولا ذاك .. يجد اهله يرفضون ويقولون هي ( بنت طيبه ومافيها شيء "بس عيبها مطلقة" )
لماذا هذه النظرة القاصرة للمطلقة من أكثر الناس ... تجدها معجبة بك لأقصى ما تتوقعه ولكن تبقى كلمة ( بس عيبها مطلقة )!! لماذا هذه النظرة المتشائمه
دعونا نقول كلمة حق فلا يوجد فرق بين المرأة سواء كانت مطلقة او ارمله ام بكرا
فالمرأة الصالحة خير من هذه القشور الزائلة التي نراها ويتلاهف الكثير وراءها
فالمرأة التي تحافظ على دينها ونفسها وتخاف من الله في كل حياتها وتحافظ على بيتها
هي التي في النهاية سيفوز بها من يتزوجها فيكفي ان يحافظ على بيته بزوجه تحفظه ويحفظها ترعاه ويرعاها بحبه وحنانه لها ولبيتها ...اليس من حقي ان اختار لي زوجا ؟؟؟
اليس من حقي ان اعيش حياتي التي انحركت اسعد فتراتها ؟؟
اليس من حقي ان اتمتع بحريتي ورايي وشخصيتي ؟؟
ذهب ربيع العمر شيئا فشيئا ... اصبحت ابنة الثلاثين عاما ..
سأحاول جاهدة ان اتصدى لكل ما يواجهني ... انا اعيش انسانه تبحث عن الحرية في الاختيار الصحيح لكل شيء لتتلاشى كل الاخطاء التي عشتها في الماضي فالزواج على اساس الهروب من الواقع الذي تعيشه هو زواج فاشل لانها سوف تعود اليه وقد زاد الحمل عليها اكثر ..
|