هل ما زال جورج بوش منتصراً؟
ثمة سؤال كبير يطرح الآن: هل ما زال جورج بوش منتصراً؟ بالتأكيد ربما إذا قسنا الأمر بما أراقه من دماء وبحجم الدمار الذي ألحقه بالعالم يكون قد حقق جزءاً من انتصار ما، لكنه بالتأكيد هزم في معركة حتمية لا بد من خوضها في ذات الوقت مع معارك السلاح والقنابل، تلك هي معركة الأخلاق. لم يتمكن جورج بوش أبداً من تقديم نفسه كمحارب نبيل من أجل العدالة المطلقة أو القصاص العادل، وإنما كل ما فعله أنه أحق العار ببلاده، فكان أن لم تتجرأ الولايات المتحدة على طرح مشروعها لتجديد قانون دولي يقضي بعدم محاكمة الجنود الأمريكان الذين يخدمون في (قوات السلام) خارج بلادهم، بعد أن بينت بشاعاتهم في (أبو غريب) أن هؤلاء الجنود لم يكونوا سوى قتلة مطلقي السراح.
وإذا كان المعلقون تجنبوا وصف سحب المشروع بالهزيمة السياسية، إلا أنه مؤشر كبير على سقوط الحصانة التي تتمتع بها أمريكا، جاء هذا المؤشر عبر الاستقبال الغاضب لجورج بوش من المواطنين الأوروبيين الذين قالوا له بوضوح أن لا مكان له في بلادهم.
غالباً ما تسقط الإمبراطوريات بفسادها، تصل إلى لحظة يصبح معها حمل الفساد والسقوط الأخلاقي أثقل من قوة أعمدة المجد، فتنهار ويجللها الخزي والعار.
وللأسف في الوقت الذي يطرد جورج بوش من شوارع ايرلندا، لا يكف الزعماء العرب عن الحج إلى أعتاب البيت الأبيض للإعراب عن مدى ارتباطهم العميق بهذا (الصديق الصدوق)، فاقدين الحد الأدنى من ماء وجوههم، ضاربين عرض الحائط بمشاعر وإرادة شعوبهم، التي سيأتي لها يوم تخرج لتطردهم فيه من قصورهم المترفة وتقذف بهم إلى حيث يستحقون.
لكم كل الحب
|