عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-04, 11:47 PM   #1

أحزان ليل
العضوية البرونزية

رقم العضوية : 629
تاريخ التسجيل : Jan 2003
عدد المشاركات : 451
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أحزان ليل
الرؤيا التراجيديه للسياسه والاخلاق والمصالح


The Tragic Vision of Politics Ethics, Interests, and Orders
تأليف: ريتشارد نيد ليباو
Richard Ned Lebow
الناشر: جامعة كمبردج 2003
Cambridge University Press 2003

مؤلف هذا الكتاب هو البروفيسور ريتشارد نيد ليباو استاذ فن الحكم والأنظمة السياسية في كلية دارت ماوث، ألّف و شارك في تأليف ما لا يقل عن ثمانية عشر كتاباً والكثير من مؤلفاته تتحدث عن الصراعات الدولية وكيفية إدارتها أو حلها وهو الآن رئيس الجمعية الدولية لعلم النفس السياسي.

الكتاب يتحدث عن امكانيه المحافظه على الأمن القومي من خلال اتباع سياسة اخلاقية؟ ام ان الاخلاق تضر بالسياسة وبالأمن القومي في آن معاً، وخاصه ان البعض يعتبر ان لا علاقة للسياسة بالأخلاق، كما ويقولون بأن السياسة هي فن مكيافيلي هدفه المحافظة على المصالح بأي شكل حتى ولو انتهكنا المبادئ الأخلاقية.
واستعرض الكاتب احدى مدارس السياسه التي تعتقد أن الأخلاق ضرورية للسياسة، بل ولنجاح السياسة وفعاليتها على عكس ما تتوهم المدرسة الواقعية الى حد الوقاحة والاستهتار بكل القيم الأخلاقية.ويعتمد المؤلف في بلورة نظريته هذه على نصوص عدة مفكرين كبار من أمثال ثيوسيد يدوس، وكلوزفيتز،

والقى الضوء بتركيز على ثيوسيديوس في الفصل الاول والثاني من الكتاب واستعرض فيه افكار هذا المفكر اليوناني ونظرته العلمية الدقيقة والصارمة لأحداث التاريخ مستشهدا بالحرب الشهيرة التي دارت بين المدينتين اليونانيتين: سبارطة وأثينا وكانت قد حصلت في القرن الخامس قبل الميلاد وبين عامي 431-404

ثم تناول نظرة السفسطائيون الذين يعتبرون أنفسهم اساتذة في فن المناظرة ومعرفة الاستخدام الفعال للحجة من اجل اقناع الآخرين بوجهة نظرهم وكانوا يعتبرون أنفسهم اساتذة في علم السياسة ولا ريب في ان صاحبنا كان تلميذاً لهم في البداية ولكنه كان يختلف عنهم من حيث حرصه الشديد على اكتشاف الحقيقة التاريخية والتوصل إليها ولم يكن يسمح لنفسه بأن يتلاعب بعقول الناس من اجل اقناعهم بوجهة نظره حتى ولو كانت خاطئة كما يفعل السوفسطائيون عادة.

والخلاصه ان هذا المؤرخ اليوناني القديم أعطانا درساً في علم التاريخ، وفي علم السياسة، وعلم الأخلاق ايضاً. انه درس صالح لكل زمان ومكان كما كان يقول هو شخصياً.
ويرى المؤلف ان درس ثيوسيديدوس لا يزال صالحاً حتى الآن مع اجراء بعض التعديلات عليه، فأميركا بعد انتهاء الحرب الباردة اخذت تتبع سياسة واقعية قائمة على القوة بالدرجة الأولى وليس على الحق والعدل.

ومن هذا المنطلق ينتقد الكاتب سياسة بوش وادارته من خلال تحليله لنصوص تاريخية كتبت قبل ألفين وخمسمائة سنة وهنا تكمن عظمة البحوث الجادة التي تربط الماضي بالحاضر او التي تستفيد من دروس الماضي لكي تضيء مشاكل الحاضر.

واخيراً فإن هذا النقد التاريخي لسياسة بوش والادارة الحالية يبدو عميقاً وضرورياً من اجل التذكير بأن السياسة دون اخلاق تؤدي الى الكارثة،وان العدل يبقى هو الجوهر الاساسي لسياسة الحكيمة .



دمتم بخير


توقيع : أحزان ليل





أحزان ليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس