[C]
لروح الاستشهادية .. ريـــــــــــــــــــم
كم تشتاقُ وريقاتُ الزهراتِ الخشنةِ لمسات أناملك و رقة التفجير!
كم يتقلب العشاق بمرارة البعد لحلاوة اللقيا بميعادك!
و هناك على تراب قبور الشهداء المجبول بعصارة الطهر الفلسطيني يَقلبُ التاريخُ صفحته بلهفة ، و يخطُ بعجز الحروف وصيتكِ و أسماء (أبنائك)! ، و يُخفي خلفها صفحةً طويلة تحكي عن شرف أمة اغتصبه (أبناؤها)!
حلمُ الشهادة يهامسُ عمقَ الروح مع كلِ نسمةِ هواء معطر بشذى البرتقال ..
أشلاءُ العاشقين تنقشُ الحب قلباً في مخيلتك مع كل رفةِ عين و التفاتتها ..
و بعدَ أن جاء رفيقُ العمر على صهوةِ الجراح و بعد أن عانقت نبضاتُ قلبك رجفات قلوب الصغار ، لم يذب سحر الأرض و خضرتها في عينيك يا حمرة الشفق .. لم يغبِ الحلمُ يوماً يا خشوع الصلاة و ثياب الطهارة .. لم تصدأ أغنياتُ الحب مع تراتيل العذاب يا نفسَ الحياة ..
و و تدركين تدركين يا ابنة القسام .. أن لا قبلةَ وداعٍ و لا ضمةَ شوقٍ بعد تناثر الأشلاء!
و على خارطةِ نفوسنا الماهية خطوطها ببلادة الوهن! نقرأُ -في ذلك- المزيدَ من الضعف و من التوهان .. لكنك بقلم العشق الأبدي الممتد في شراينك المتشربة بلون العلم الفلسطيني نقشتِ بصمات اللهب الفلسطيني على خارطة الأرض المصهورة بالوجع! و بنيتِ من الأحزان جسراً للأمل و ساحة يرتادها العشاق!
و كما مضى الرجالُ من قبلكِ على درب قلبك مضيتِ! .. بسكون اليقين و نجوى الأمان و قسوة الصبر ..
( ولدي حبيبي .. رايحة للجنة فدوى للوطن .. بنحمل جرح الوطن و الوطن بيحمل جرحنا!) ..
طفلك وحده من يدرك عدد فواصل الدموع! حين ناجيتيه بصمت العيون الساجدةِ جفونها بالعذاب و هي تحاصر المجهول أختاة ..
أواه ما أقسى الصباح غداً حين يغورُ حليب أمك في التراب هناك .. ما أقسى الجوع و الألم!
أواه ما أشدَّ برد الليل حين يصيرُ قلـب أمك بقايا وردة تهزها الرياح! .. ما أقسى الفراق!
و رغم كل ذلك .. نطقَ وليدك أختاه! لأنها فلسطين الحبيبة ..
( أماة لا تتراجعي فإنك على الحق ) ..
الله أكبر يا صرخةَ الميلاد من رحمِ السنابل ..
نطقت معاناة الطفولة يا أخاديد العذابِ المستعرةِ بنيران الحقد الدفين ..
نطقت بكبرياء الجرح يا عار السلام و عورات الرجولة ..
نطقت بنكهة الدمعِ حين تمزجهُ الدماء ..
نطقت بلونِ الرايةِ الخضراء في عينيه منذ أن وُلِد الضياء ..
(أماه من ثدي الحجارة و الجذور سأرضع) ..
فحلقي في سماء فلسطين و حلقي .. بروعة الإيمان و عزة القسام ..
و برقة القرآن رتلي و رتلي فوق السحاب آيات الكرامة و الفدا ..
فإليك يا أختاة .. لسوار العشق الخالد المشدود حول الأقصى من تلك الظفائر ..
لقلادة العهد المقدس المرتخية على صدر فلسطين من تلك الأشلاء ..
لطُهر الكرامة الأزكى في قبور الشهداء من عبق تلك الدماء ..
لاستشهادية القسام المزدانة بالراية الخضراء و بالجراح على هامة الكبرياء و الشموخ ..
لوردة فلسطين السابعة و شامتها القسامية الأولى ..
و لكل المنتظرات على درب الشهادة و اليقين .. رشاشٌ و حزام!
الي جنات الخلد ياشهيدة الدين و الوطن والشرف
يا ريم الزيتون
:sadness: :sadness:
*
*
تسلمي يا حياة الغالية
بارك الله فيكِ على طرحكِ هذا الموضوع .
[/C]